شهدت أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان في محافظة حمص بعد رفع أسعار المحروقات ارتفاعاً جديداً بنسبة تصل إلى 25 بالمئة، يأتي هذا الارتفاع بعد ارتفاعها سابقاً بنحو 35 بالمئة خلال أقل من شهر مضى بسبب ارتفاع سعر الصرف، ليصل إجمالي الزيادة ما يقارب 60 بالمئة خلال الآونة الأخيرة.
هذا وسجل سعر كيلو الحليب بالمدينة ما يزيد على 5500 ليرة سورية بعد أن كان بنحو 4500 ليرة ما قبل ارتفاع أسعار المحروقات، وكيلو اللبن ما بين 6000 إلى 6500 ليرة بعد أن كان ما بين 5000 إلى 5500 ليرة، وكيلو اللبنة الكاملة الدسم نحو 35 ألف بعد أن كان بحدود 25 ألف ليرة، وكيلو القريشة يزيد على 35 ألف بعد أن كان 28 ألفاً، وكيلو الجبنة البلدية إلى ما بين 35 إلى 40 ألفاً بحسب نوعها ونسبة الدسم فيها بعد أن كانت لا تتعدى 30 ألفاً.
وبين عدد من المواطنين ممن التقتهم «الوطن» خلال جولتها في بعض أسواق المدينة أن الارتفاع الجنوني واللامعقول في مختلف المواد الغذائية ومنها الحليب ومشتقاته بين الفترة والأخرى دفعهم لإلغائها من قائمتهم الغذائية والاستغناء عنها بشكل كامل لعدم مقدرتهم على شرائها.
وأشار المواطنون في حديثهم إلى أن تأمين احتياجهم من الحليب ومشتقاته بات يحتاج لأكثر من نصف مليون ليرة سورية شهرياً، متسائلين هل بمقدور أي عائلة محدودة الدخل ولديها عدة أطفال أن تؤمن مستلزمات أطفالها من الحليب ومشتقاته بعد هذا الارتفاع الجنوني؟
بدورهم بين عدد من أصحاب محال بيع الألبان والأجبان لـ«الوطن» أن ارتفاع سعر الحليب تسبب بارتفاع كامل مشتقاته باعتباره المادة الأساسية بعملية التصنيع، وبعدما كانوا يشترون كيلو الحليب بسعر 3300 ليرة سورية من موردي الحليب باتوا يشترونه بنحو 4400 ليرة خلال أقل من شهر وحالياً يشترونه بحدود 5 آلاف ليرة، لافتين إلى أن ارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته من الألبان والأجبان أثر في تراجع نسب شرائها بحدود 50 بالمئة رغم توفرها.
من جانبهم أشار عدد من وسطاء شراء الحليب من المربين (الحلابين) لـ«الوطن» إلى أن رفع سعر المحروقات أدى لارتفاع أسعار الحليب ومشتقاته نظراً لارتفاع أجور النقل ما بين القرى لتجميع الحليب وما بين القرى والمدينة لإيصاله إلى المحال التجارية والمعامل، مؤكدين أنهم مضطرون إلى تحميل أجور النقل على سعر الحليب كي لا يخسروا وخاصة مع نقص المحروقات واضطرارهم إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة.
وأكد عدد آخر منهم تضاعف أسعار الحليب ومشتقاته خلال هذا العام بما يزيد عن 125 بالمئة نتيجة لارتفاع أسعار مستلزمات إنتاجه بشكل عام وعلى وجه الخصوص الأعلاف والأدوية البيطرية والمحروقات، إضافة إلى قلة المراعي وانخفاض كميات الحليب المنتجة بالمحافظة شهراً بعد شهر وعاماً بعد عام نتيجة لعمليات تهريب الأبقار إلى الدول المجاورة.
من جهته بين مدير عام شركة ألبان حمص محمد الحماد لـ«الوطن» أن الارتفاع الأخير بمادة المحروقات أثر بشكل مباشر على ارتفاع تكاليف الإنتاج بالشركة بنسبة لا تقل عن 15 بالمئة، نتيجة لاستخدام مادة المحروقات في عملية تصنيع المنتجات من جهة وارتفاع أجور شحن منتجات الشركة ونقل الحليب المورد إليها بنحو 100 بالمئة من جهة أخرى.
وأشار الحماد إلى أنه إضافة لارتفاع أسعار المحروقات فإن تذبذب سعر الصرف في الآونة الأخيرة أثر بشكل مباشر في ارتفاع أسعار الأعلاف لأنها مستوردة ما تسبب بارتفاع مستلزمات الإنتاج لدى مربي الأبقار بشكل عام، إضافة لارتفاع أسعار الأدوية البيطرية اللازمة لعلاج قطعان الأبقار وبالتالي أصبحت تكاليف تربية الأبقار عالية جداً بالنسبة للمربين، علاوةً على انخفاض كميات الحليب المنتجة حالياً نتيجة لانخفاض عدد قطعان الأبقار في المحافظة من جهة وانخفاض إنتاجية الأبقار من الحليب خلال فصل الصيف من جهة أخرى.
وأكد الحماد أن كميات الحليب الخام الموردة إلى الشركة ما زالت مستقرة ولم تتغير، لأن شركة ألبان حمص شركة إنتاجية وتقوم باستجرار الحليب الخام من موردي الحليب من مختلف مناطق المحافظة وفق عقود مبرمة بكميات محددة، إضافة إلى عقود مع المؤسسة العامة للمباقر وبالتالي يبقى الموردون ملتزمين بتنفيذ هذه العقود وفق الكميات المحددة، مبيناً أن واردات الشركة من الحليب الخام نحو ألف طن شهرياً.