Site icon صحيفة الوطن

إعادة نظر

حلول منتخبنا بالمركز الأخير في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس كان صادماً لعشاق كرة السلة السورية الذين كانوا يمنون النفس برؤية منتخب يسعد قلبهم بالأداء والنتائج، لكن حدود الصدمة لم تتوقف عند استحقاق دولي مهم نظمناه وتكلفنا عليه كي نخرج منه صفر اليدين، فالمسألة كانت في الاكتشاف المتجدد لأوجاع سلتنا ومنتخبها الذي ارتفع رصيده الدولي في الخسارات.

الخسارة لم تكن فقط بالنتائج والأداء

الخسارة كانت في طريقة التعاطي مع الهدف من المشاركات الدولية واستعجال النتائج على أمل تحقيق إنجاز عاجل يعكس حسن التخطيط الذي بدا غير مستفيد من تجاربه السابقة.

الواضح توجه اتحاد اللعبة وبشكل كبير نحو اللاعبين من أصول سورية وهذا حق مشروع يجب العمل عليه واستثمار كل الطاقات الممكنة والموجودة في مختلف أنحاء العالم، ولكن ضمن أسس مدروسة ومضمونة، إذ لا يجوز الرهان على لاعبين غير مضمونين كما حصل معنا مؤخراً.

الاعتماد على لاعبين من أصول سورية يجب أن يكون في وقت مبكر جداً لضمان توفر واكتمال أوراقهم الثبوتية، والتأكد من مستواهم الفني والجدوى الفنية المتوخاة من استقدامهم كي لا يكون وجودهم على حساب اللاعب المحلي، وبعدها نكتشف عدم إمكانية مشاركة هذا، وعدم الاستفادة المرجوة من ذاك، لتكون النتيجة منتخباً ناقص العدد ومختل الصفوف!

سلتنا ضاعت على طريق أولمبياد باريس وهي اليوم بحاجة لمن يعيدها إلى الطريق الصحيح.

ومع تعدد وتتالي التجارب الدولية المخيبة فقد آن الأوان لتغيير سبل العمل والبدء من المجال المحلي الذي يعتمد على تفعيل دور اللاعب المحلي وتطويره وذلك من خلال تطوير وتقوية المسابقات المحلية والتوجه نحو الفئات العمرية الصغيرة لإعداد أجيال جديدة قادرة على الوصول للمنتخب الأول بثقة وقوة وتكامل فني، على اعتبار أن العمل في المنتخب الأول يجب أن يكون محصوراً في الجانب التكتيكي والخططي، حيث التعامل مع اللاعب الناضج بالجوانب المهارية والبدنية والفكر السلوي.

Exit mobile version