Site icon صحيفة الوطن

في نادي الجزيرة.. حلقة الإدارة الموعودة لا تزال مفقودة.. وأمل الجزراويين معقود بشبابهم

واقع الحال الإداري اليوم في نادي الجزيرة ووجوده على أرض الواقع الفعلي، لا يسر لا القاصي البعيد ولا الداني القريب من النادي بعد حل إداراته السابقة بناءً على طلب اتحاد كرة القدم لدى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام قبل عدة شهور مضت من الآن واستبدال تلك الإدارة منذ تاريخ تلك الفترة بلجنة تسيير ثلاثية مؤقتة لإدارة وتصحيح ما بقي من رسم رياضة نادي الجزيرة المتهالكة التي ترفض من خلال بعض ألعابها، لاسيما ألعاب الواجهة منها مجرد رقم «وفرق عملة» على الورق؟

على الرغم من هذا الوضع المأزوم والمتردي، الذي هد كيان النادي وأضاع حلقته المفقودة إلى الآن رغم حجم النداءات المتكررة والصرخات المدوية، نحو المقامات الفرعية بالمحافظة والمركزية في العاصمة على حد سواء، لإبقاء النادي واسمه على قيد الحياة من أجل الإسراع إما بتثبيت اللجنة الحالية وإضافة إليها ما يلزم من عناصر، أو بتشكيل إدارة جديدة كي يعرف العمل الإداري والفني الاستقرار، ويدرك موقع رأسه من قدميه؟

ألم وأمل

لأن الشيء بالشيء يذكر وعلى الرغم من اتساع مقدار وحجم الألم، إلا أن هناك ما تزال فسحة ومساحة للأمل، التي يراها الجزراويون على مختلف مشاربهم وتخصصاتهم الرياضية في رياضة ناديهم، إذا ما لخصناها بفريق شباب كرة القدم الذي صعد مؤخراً إلى مصاف أندية الدوري الممتاز، وبفرق كرة اليد في النادي، باعتبارها اللعبة الجماعية الشعبية الثانية عبر تاريخ نادي الجزيرة، التي باتت تعتمد هي الأخرى على العلاقات الشخصية وبجهود القائمين عليها من «كبارية» وعتاقي «المصلحة» فيها، وعلى دعم المحبين من أبنائها في المغتربات، للمحافظة على بقائها واستمرارها وحضورها في جميع المناسبات رغم ظروفها القاهرة التي لا يدركها ويشعر بألمها إلا أهلها؟ في ظل القطيعة واختلاف صيغ العمل الممنهج وبعمق بين أهلها من ناحية، وبين القائمين على الرياضة بالمحافظة بأكملها كحالة عامة من ناحية أخرى؟

الأهم للجزراويين

بالعودة إلى شباب الكرة في النادي الذي أعاد كرة القدم الجزراوية إلى الواجهة الكروية وهذا هو الأهم بالنسبة للجزراويين اليوم، الذين لم ينقطع رجاؤهم وهم يحلمون وبجد ومثابرة مطلقين، في إبقاء كرة القدم في النادي على قيد الحياة، بعد هبوط فريق الرجال في الموسم الفائت إلى مصاف أندية الدرجة الأولى لظروف طال شرحها وشرح الحوار فيها، الذي تحوّل إلى جدال وسجال غير مبرر فيما بعد، لأن واقعها الذي رفض الإنصات والإذعان له والتسليم به، كان أكبر من ظروف النادي ومن ظروف رياضة البلد في الحسكة بأكملها، على الرغم من شرح تفاصيل تلك الظروف وبدقائق مفرداتها البعيدة والمباشرة، إلا أن موفورات ودفوعات ومرافعات تلك الشروح لم تكن سوى صيحة في واد وأضغاث أحلام ليس إلا، قبل أن تصطدم بجدران صمّاء عمياء لا صدى ولا بصر ولا بصيرة لها؟ ولم تلق في خواتيمها إلا إقصاء فريق الكرة وإبعاده عن الدوري الممتاز وإلغاء وجود إدارة «العبد نبهان» من على أرض الواقع الإداري في النادي إلى غير رجعة منذ ذلك الوقت ما يدل على أن نادي الجزيرة ليس بخير، بل الخير بعيد عنه قياساً إلى الواقع اليوم؟

إعانات ومفاضلات

أمل الجزراويين ينحصر اليوم في رؤية شبابهم في الدوري الممتاز، لأنه هو المعوّل عليه لأن يكون البسمة المشرقة لهم في الدوري كمتابعين لناديهم، والركيزة الأولى لعودة رجالهم إلى مكانهم الطبيعي بين الأقوياء، إذا ما تبدّل الحال في النادي وعاد إليه الاستقرار، والدعم المالي المناسب، وإزالة حالة التشاؤم وإنهاؤها لدى منظومة العمل الجزراوية؟ قياساً إلى الإمكانات القائمة على الإعانات المادية الوافد معظمها من محبي وأبناء النادي في المغتربات، من أجل مساندة الفريق خلال هذه الفترة التحضيرية ليكون للجزيرة كلمة في المنافسة، في ظل تواصل الدعم المقدّم لشباب النادي من خلال وقفة بعض أبنائه المحبين والغيورين على ناديهم في المغتربات، إذ خصصوا له منذ الآن مبالغ مالية ضمن إمكاناتهم البسيطة خلال هذه الفترة التحضيرية للفريق في الملعب، كحالة أولية ومن ثم الوقوف على الواقع الإداري الفعلي وتثبيت أركانه، التي لا تزال إلى الآن معلقة في الهواء، تتقاذفها الشائعات والأقاويل والمفاضلات في قبول هذا ورفض ذاك؟ على حساب مرور الوقت الذي لن يكون عداده في صالح الجزيرة ومستقبل ألعابه الرياضية، التي تعبت من الواقع الحالي المشتت وغير المفهوم والمعلوم التفاصيل والنتائج التي لا تبشر بالخير حتى هذه اللحظة؟

Exit mobile version