Site icon صحيفة الوطن

ليس بعهدكم

حاول اتحاد كرة القدم استعراض عضلاته وإظهار العين الحمراء بوجه الأندية عندما أعلن أن انطلاقة الدوري «قطع بت» يوم 25 آب الجاري في وقت لم تكن فيه الأندية على أهبة الاستعداد متوسلة التأجيل لحين انتهاء الواجبات الدولية في أيلول.

العقول النيرة في قبة الفيحاء رفضت التماس الأندية مصرّة وملحّة على البداية في الوقت المقرر الذي لم يقتنع بزمانه ومكانه إلا أصحاب تلك العقول الوازنة التي تشبه زرقاء اليمامة في بصيرتها واستشعارها المستقبل.

الأندية يئست من موقف اتحاد الكرة فكان لابد من اللجوء إلى السلطة الأعلى المكتب التنفيذي الذي وجّه ولو شفوياً لاتخاذ قرار يثلج صدر الأندية، وعندما وجد جهابذة الفيحاء أن قرارهم حبر على ورق ليس بالقشيب أرادوا أن يحفظوا ماء وجههم فخاطبوا الأندية متوسلين لأن ترسل كتب طلبات التأجيل كي لا يظهر للملأ أن أصحاب الشأن في البرامكة أجبروا اتحاد الكرة على التراجع والانحناء أمام طلبات الأندية التي انتصرت في أول صداماتها مع اتحاد الكرة هذا الموسم.

في الموسم الماضي مللنا التأجيل والتوقفات لكننا نمتلك أعصاباً فولاذية للتعايش مع هذه الحالات التي تشكل فلكلوراً لمسابقاتنا تناسباً مع الأشخاص الذين يقودون اللعبة وهم ليسوا بالخبرات الكافية لإقناع شارعنا الرياضي الذي لم يعد مجرد متابع.

اتحاد فاروق بوظو رضخ لمطالب مدرب منتخب سورية عام 1984 السوفييتي فيكتور فاسيليف عندما طالب بلاعبي المنتخب مدة شهر كامل قبل نهائيات أمم آسيا في سنغافورة للعام المذكور، وبالفعل أعلن اتحاد الكرة في الشعلان يومها بداية الدوري يوم 14 أيلول ونهاية الذهاب يوم 19 تشرين الأول، وبالفعل أنجزت روزنامة الذهاب كلها خلال 35 يوماً، حيث لعب كل ناد 11 مباراة وعشنا أجواء كروية صاخبة مع تشجيع جماهيري غير عادي ولم تؤجل أي مباراة، ولم يشتك أياً كان من ضغط الروزنامة وقتها ورفع الجميع شعار السمع والطاعة أمام مصلحة المنتخب.

أما اليوم فقرار بداية الدوري مبكراً ليس بطلب من المدرب هيكتور كوبير بل بقرار صرف من اتحاد اللعبة الذي لم يجد راعياً للدوري حتى الآن ولو كان حكيماً لحرص على تأجيله لهذا السبب لأنه صاحب المصلحة قبل غيره بالتأجيل.

وإذا عدنا بالذاكرة موسمين إلى الوراء نجد أن الدوري انطلق يوم 13 آب 2021 بطلب من المدرب نزار محروس الذي التمس من اتحاد الكرة ضرورة إجراء مرحلتين للوقوف على جاهزية بعض لاعبي المنتخب، والأندية حينها تجاوبت لأن مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار ولكن ما الغاية من الانطلاق المبكر للدوري هذه المرة ما دام الوقت يسمح باكتمال ذهاب الدوري قبل نهائيات كأس آسيا؟

الروزنامة الثابتة فرضها فاروق بوظو وأشرف على تنفيذها لأنه صاحب كلمة نافذة حينها، ولكن هذه الروزنامة التي تغنى بها الاتحاد الحالي ليست عندنا وليست بعهده.

Exit mobile version