السالم: لا تتم معاملة المهجرين كمواطنين من الدرجة الثانية..والبرازي: 20% من مهجري حمص عادوا للأحياء الأقل تضرراً…بياني يدعو من اللاذقية وحمص إلى حلول مبتكرة توفر حياة طبيعية للنازحين داخل سورية
اللاذقية – نهى شيخ سليمان – حمص – الوطن:
واصل المقرر الأممي المعني بحقوق الإنسان للنازحين داخلياً شالوكا بياني زيارته إلى سورية التي قادته إلى اللاذقية وحمص. واتضح أن الرجل يسعى إلى إيجاد «حلول مبتكرة» بالتنسيق بين المنظمة الدولية ودمشق والشركاء الدوليين من أجل توفير حياة طبيعية للنازحين كما كانوا معتادين عليها.
بياني كرر الإشادة من اللاذقية، حيث التقى المحافظ إبراهيم السالم، بالجهود الحكومية المبذولة في سبيل خدمة النازحين وتوفير مستلزمات الحياة لهم وتأمين مناطق آمنة وإعادة إعمار بعض هذه المناطق، مؤكداً أن سورية تمكنت على مدار سنوات الأزمة، من إدارة تلك الجهود. ولفت إلى أن التهجير عادة ما ينعكس على حياة المواطنين بزيادة الفقر وزيادة عدم الاستقرار، مشيراً إلى أنه وفي أزمات كهذه فإن الإرهاب يضرب عشوائياً ويؤثر في المدنيين الذين يتعرضون للضرر من طرفي الصراع. واعتبر أن المسؤولية الأولى في حماية المهجرين تقع على عاتق الحكومة «فهم مواطنون بالدولة ولهم حقوق متساوية يجب عدم التمييز بينهم وبين غيرهم».
وأوضح أن عدد النازحين بسبب ما يجري في سورية يعتبر الأكبر في العالم، ورأى أن الوضع بات «على درجة كبيرة من الخطورة»، معتبراً أن هذه «المشكلة ليست محلية فقط، بل إقليمية ودولية وإنسانية»، وكاشفاً أن الوفد الأممي يسعى إلى ردم الهوة بين ما يخصص من مساعدات والاحتياجات الفعلية للنازحين داخلياً.
وأشار إلى أنه والوفد المرافق له جاؤوا للقاء النازحين في محافظة اللاذقية للخروج بتقرير دقيق واضح وموضوعي لرفعه إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لإيجاد حلول وتحديد الاحتياجات لهم. وأعرب بياني عن أمله في إيجاد حلول مبتكرة بالتنسيق مع الحكومة السورية والشركاء الدوليين لتوفير حياة طبيعية للنازحين داخلياً كما كانوا معتادين عليها.
وعقَّب محافظ اللاذقية على كلام بياني، مشدداً على أنه «لا يصح مساواة الإرهاب بمن يكافحه»، وقال: إن «المهجرين الوافدين إلى اللاذقية لم يهجروا منازلهم بسبب مكافحة الدولة للإرهاب، بل هرباً من الإرهاب والإرهابيين»، لافتاً إلى أن المهجرين «لا تتم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، بل من الدرجة الأولى، لدرجة أن الكثير من المواطنين وحتى بعض المديرين والمحافظ تمنوا لو كانوا مهجرين ليحصلوا على الخدمات المقدمة مجاناً نفسها من سكن وغذاء ولباس وتعليم ومعالجة صحية».
وقدم السالم عرضاً لواقع المحافظة وما تشهده من استقرار مقارنة بالمحافظات الأخرى، يدفع النازحين إلى التوجه إلها سعياً وراء الأمان والحصول على الخدمات، لافتاً إلى الاهتمام والدعم الذي يقدم لهم في المجالات كافة والمترافقة مع الدعم النفسي وخاصة للأطفال والنساء.
وأوضح أن مراكز الإيواء الستة الموجودة في اللاذقية تستضيف (1) بالمئة فقط من عدد الوافدين من كل المحافظات السورية التي طالها الإرهاب، على حين يستضيف السكان المحليون سواء في المدنية أم الريف، (99) بالمئة منهم.
وأشار السالم إلى «فجوة كبيرة» بين أعداد النازحين في المحافظة كما تظهرها أرقام ودراسات المنظمات الدولية والبرامج الإغاثية، وأعدادهم الحقيقية. وتمنى أن يتم تقديم المساعدات الإغاثية مستقبلاً بما يتناسب مع عدد المهجرين في المحافظة وليس في مراكز الإيواء. والتقى الوفد عدداً من الأهالي الناجين من المجازر التي ارتكبها الإرهابيون أثناء اعتداءاتهم على كسب واشتبرق وغيرها على أن يزوروا عدداً من مراكز الإيواء في المحافظة.
وفي حمص، عقد بياني اجتماعاً موسعاً مع محافظ حمص طلال البرازي وعدد من المعنيين بالشأن الإغاثي والإنساني بالمحافظة.
وقدم البرازي خلال اللقاء، شرحاً واسعاً عن طبيعة الجهود التي تبذلها الجهات المعنية من أجل مساعدة النازحين في المحافظة، مبيناً أن الحكومة تقدم 80% من الخدمات الأساسية لهم، لافتاً إلى أن 20% من الأسر المهجرة عادت إلى الأحياء الأقل تضرراً من الاعتداءات الإرهابية المسلحة، وأكد أن حرص الحكومة على عدم زيادة عدد النازحين والمهجرين دفعها لتكثيف جهودها من أجل تحقيق المزيد من المصالحات الوطنية في الكثير من مناطق المحافظة وتأمين الخدمات الأساسية لكل المواطنين المحتاجين في جميع المناطق حتى الساخنة منها.
بدوره أوضح بياني في تصريح لـ«الوطن» أن زيارة الوفد تهدف لدراسة وتقييم الأحوال المعيشية للنازحين ومعرفة سبل تقديم المساعدات لهم وإيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي يواجهونها لتخفيف معاناتهم وحمايتهم، لافتاً إلى أنه سيتم إطلاع المجتمع الدولي على حجم الدعم المطلوب تقديمه لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها النازحون والسكان المستضيفون لهم إضافةً للفئات المحتاجة.
وأشاد بجهود وتعاون المحافظة مع المنظمات الدولية في مجال العمل الإنساني، مؤكداً أنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة لتوفير المواد الغذائية والخدمات الأساسية لكل النازحين والمواطنين المحتاجين بالمحافظة. وكان بياني قد وصل إلى سورية مطلع الأسبوع الجاري حيث التقى رئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط ونائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد. كما جال بياني والوفد المرافق على مراكز الإيواء في دمشق.