Site icon صحيفة الوطن

تداعيات اللحظة

يتساءل عشاق الكرة السورية عن كثير من التداعيات التي تحدث في أوساط هذه اللعبة وفي أروقة الأندية واتحاد كرة القدم حول ما يحدث بالضبط، ولماذا كل هذا التخبط، ولماذا تخرج الصورة مهزوزة ومشوشة؟ هل أصبح قدر كرتنا أن تعيش على وقع الهزات الارتدادية دائماً؟ وأن تسلم الخد الأيسر كلما تلقت صفعة على الخد الأيمن؟ هل تبخرت خبراتنا الكروية القادرة على الإمساك بزمام الأمور التي تتفلت من معاقلها؟ حتى على مستوى النشاط العادي أصبحنا غير قادرين على التنبؤ بما سيحدث فيه، هل سيتوقف أم يتأجل أم ينطلق، ولماذا كل هذا الضجيج الذي يصم الآذان على أمور هزيلة جداً؟

أسئلة كثيرة تنز من آلامنا التي نعيشها، وكأن ما فينا لا يكفينا، لتأتي كرة القدم وتجهز على ما تبقى من أمل فينا..!

لن نزيد في الأسئلة ونبحث عمن منح المدرب كوبر الإجازة السنوية له في هذا التوقيت الحرج، وما زلنا نجهل ما يفكر فيه على الأقل حول رؤيته واستعداداته مع جهازه الفني للمنتخب الأول الذي تنتظره استحقاقات مهمة ولم يبدأ العمل بعد!

قاموا بإشغال الناس بقصص الدوري والأولمبي والشباب، بينما المنتخب الأول ما زالت أموره في المجهول، وما زال المعنيون يبحثون عن الأرض المفترضة لكي تكون أرضنا ويفاضلون عليها، والله أعلم بماذا يفاضلون ويتناقشون؟

كل الخيبات تأتينا من المنتخبات وبالأخص الأولمبي الذي لم يقنع حتى في ودياته وما زال أولو الأمر لا يدركون أن خياراتهم ليست في الطريق الصحيح، وأن الأموال التي تصرف هنا وهناك ودون حسيب ورقيب هي أموال سورية يتم صرفها دون أدنى محاسبة على كل هذا التقصير، حتى لو كانت من الأموال المجمدة؟

ليس من المعقول أن يستنزف الدوري السوري كل هذه المليارات من الليرات السورية، وتتجمع بين أيدي شريحة من اللاعبين والمدربين لا يزيد عددهم على خمسمئة شخص ولا يفرز مستوى ولا لاعبين ولا مدربين بمستوى لائق، على الأقل يخدمون المنتخبات الوطنية، بينما الوضع الاقتصادي لمعظم المواطنين معروف للجميع وهو الأمر الذي يجعلهم في حسرة على ما يحدث أمام أعينهم!

لم نعد نعرف ما المعقول في رياضتنا السورية التي تسير في طريق مسدود وتصرف عليها كثير من الأموال التي نحتاجها في مرافق حياتية تهم المواطن أكثر بكثير.

Exit mobile version