Site icon صحيفة الوطن

هل تعجز حركة حماس عن مخاطبة الشارع في غزة؟

خلال الآونة الأخيرة أعلنت بعض القوى السياسية التابعة لحركة حماس عن نيتها تنظيم ما يعرف بـ«مسيرة العودة» الفلسطينية بالقرب من حدود قطاع غزة، وحشدت الحركة العديد من القوى سواء السياسية والاجتماعية وإمكاناتها الإستراتيجية لمحاولة نجاح هذه المسيرات، وخاصة أنها:

1. تنظم من جديد بعد جولة من هذه المسيرات خلال الأشهر الماضية.

2. كانت هذه المسيرات خاصة وتابعة فقط لحركة حماس، وليس لكل أو جميع الفصائل الفلسطينية في القطاع.

3. تزامنت الدعوة لهذه لمسيرات العودة مع حديث عن:

أ‌- سلام سعودي إسرائيلي مرتقب.

ب‌- انتهاء قمة العلمين المصرية التي حضرتها الفصائل الفلسطينية باستثناء التي لم تحضر لعدم جدوى هذه القمة مثل حركة الجهاد الإسلامي.

ج- تزايد التجاذبات على الساحة الفلسطينية بسبب استمرار الخلافات.

د- تعاظم حدة المقاومة وتواصل العمليات الفلسطينية بلا توقف، وهي العمليات التي يتهم الكيان الإسرائيلي حماس تحديداً بالوقوف وراءها.

بات واضحاً أن «ضحايا» مسيرات العودة، إن جاز التعبير، لا يمثل العدد الهين أو البسيط الذي يمكن نسيانه أو عدم التعاطي معه، حيث استشهد 215 فلسطينياً وأصيب 19 آلفاً آخرون في فعالياتها، الأمر الذي أدى إلى:

أ – توجس الكثير من الفلسطينيين من المشاركة في مسيرات العودة.

ب- الشعور بأن مسيرات العودة غير مجدية على الإطلاق وخاصة أن الهدف السامي منها هو هدف رمزي وليس سياسياً أو عسكرياً، ومع سقوط هذا العدد من الشهداء والإصابات في مسيرات العودة السابقة بات المواطن الفلسطيني يشكك من الأساس في جدوى هذه المسيرة والإعلان السياسي لحركة حماس عنها.

اللافت، أن المسيرة التي خرجت يوم الجمعة الماضي لم تشهد النجاح أو الحشد المتوقع من الجمهور الفلسطيني الذي انتقد، وعبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وعبر عدد من المنابر، هذه المسيرات والدعوة لها.

والحاصل فإن السبب الذي دفع بالجماهير الفلسطينية إلى عدم التفاعل بالقدر الكافي مع هذه الدعوة لخروج مسيرات العودة كان:

1- انتقاد حركة حماس بسبب توظيف مسيرات العودة لتحقيق أهداف سياسية خاصة بها.

2- تسبب المسيرات في خسائر بشرية كبيرة.

3- التأكد من أن هناك عوامل داخلية وخارجية حدّت من أي إنجاز تقوم به مسيرات العودة ومن ثم العجز في قدرتها على إحداث أي اختراق نوعي وتحقيق كامل أهدافها التي تم الإعلان عنها.

عموماً فقد سعى كيان الاحتلال إلى تقديم بعض من التسهيلات الاقتصادية للفلسطينيين جراء أجواء التهدئة التي تعيشها غزة، وهو ما حصل بالفعل وتمت زيادة عدد الداخلين لإسرائيل من عمال غزة، ووصل الأمر إلى التعاون الثنائي المشترك بين شركات من قطاع غزة من جهة وبين الجهات العاملة في إسرائيل والمعنية بإدخال العمال من جهة أخرى.

غير أن ما جرى خلال الساعات الماضية من عدم وجود استجابة حاشدة لدعوة حركة حماس لتنظيم ما يعرف بمسيرات العودة، يحيط الشكوك بالكثير من عوامل التأثير التي باتت عليها الحركة، وبات واضحاً أن الحاجة الاقتصادية والكثير من العوامل الاجتماعية تؤثر في دعوات حركة حماس للخروج في مسيرات العودة أو غيرها من الدعوات، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية برمتها حالياً.

Exit mobile version