Site icon صحيفة الوطن

ناصيــات الإبداع

في البدء، عندما استيقظت شمس المعرفة الكُبرى أو المُثلى، وأصبح نداؤها يُسمع بين حينٍ وآخر، غدا كمن تغريه الثقافة، وناصيات الإبداع وبيّناته، الموجود بين خطوط كلامها الأدبي المُذّهب، وبين الرؤى التي تنتمي إليها، ننتمي إليها بخيوطٍ مُتشابكة الشراع المعرفي الأول؛ حيثُ بزغ، وكانت علائمه نيّرة التشبيه والتشابيه، نيّرة الصفحات الأدبية، وانبلاج نورها، وانبلاج مسمّيات تتربع على عرشها، أو تلك الناصيات الإبداعية، التي يُمكن الوثوق بها، وبجدوى تواجدها بين فواصل ما ندرك، وما نتمنى بالفعل أن ندركه، أن نعي تماماً الفلسفات ذات الجذور المُتفرعة فينا حدّ المدى الأقصى من الإبداع من فلسفاته، ومن علائمه، والتناص لمسيرته الإبداعية، وهنا يجدرُ بنا السؤال الآتي:‏

أين الإبداع الحقيقي؟! وهل حقاً لا يزال موجوداً على الخريطة، ‏خارطة حياتنا؟! وما نبتغي أن نقول، أو نعترف به، كحاصل معرفي، وناتج إبداعي، لا يُمكن إلا الاعتراف به، والوقوف على شواهق ناصيته، بين فضائل معرفته المُثلى والفُضلى؛ هذه المعرفة، التي نشتاقُ إليها، نشتاقُ لكي ننهل من ماهيّة إبداعها، من حرفها، ومن نهرها، على حدٍ سواء. ‏

في البدء، وقبل أن نستقرئ الإبداع وصيرورته، وقناديل كانت مُضاءة من أجله، من أجل الانخراط به، بمشكاته، وأشياء تُضاءُ به، وتقول كلماتها الدّالة عليه، على مقدّرات الشيء الجميل لديه، الذي يحتويه، ويقضي جُلّ وقته لديه، في أفلاكه، ربّما الإبداعية، التي لا يمكن إلا استقراء علومها، ومنهاج التحدث بها؛ منهاج من الخصوصية، خصوصية الإبداع، ومسيرته النابضة دائماً وأبداً، النابضة صيرورة دائمة من محاكاة قصص الإبداع المتنوّع بأشكاله الراقية، أشكاله التي تتبلور في قزحية كلّ ما يخطر في بالنا الحديث عنه، والبحث عن نصوص إبداعية، وناصيات لا يمكن إلا اللجوء إليها، إلى أفلاكها المضاءة بلغات مُتعدّدة الاتّجاهات الإبداعية، وسُبل الانتماء إليها، تلك السُبل التي تبحثُ عن فائض المعرفة وأسبابها.. ‏

أسباب الارتقاء بتلك المعرفة، التي نريد، ونُفضّل السُكّنى؛ حيث هي؛ حيث يكمن جوهرها الحقيقي، الذي لا يُمكن الحياد عنه بحالٍ من الأحوال. ‏

إذ لا يُمكن إلا الامتثال لها، والوقوف عند تلك الناصيات؛ ناصيات الإبداع الحقيقي، التي تبدو لنا، كأنها هي الصوت الإبداعي، الذي يجب البحث عنه، عن قناديله، عن شيءٍ نستلهم منه ثقافة ما، نستلهم إضاءات فكرية، لا يُمكن الاستغناء عنها، الاستعلاء عليها، الاستعلاء بما تملكه، وبما تجودُ به من أفعالٍ ثقافية، يجدرُ الاهتمام بها، والتربّع على عرشها، والأخذ بناصيات تتفرع منها، ومن شجيراتها، تتمدد حتى لتقارب كل لغة تحاكي الإبداع، تحاكيه بلغات عدّة، واتّجاهات عدّة، إبداعية الجوهر والشكل، إبداعية المبادئ المتوهجة التجدّد المعرفي، وضرورات الامتثال عند هذا الجانب الثقافي والمعرفي، الذي يجب أن نستلهم منه كل جديد، وكل شيءٍ يثبت صِلاته الإبداعية، بما نتحدث عنه الآن، ويُثبت تقاربه الفعلي الثقافي المعرفي من الإبداع، والاستلهام من بحره. هذه الناصيات وتلك، بمفهومها الجوهري والفعلي، ناصيات ما نبحث عنه، وما تُشكله من ناصيات الإبداع المعرفيّ الحقيقي.

Exit mobile version