Site icon صحيفة الوطن

هل سيعيد اتحاد السلة النظر في مسابقات الفئات العمرية الموسم المقبل؟

مازالت مسابقاتنا المحلية وخاصة فرق الفئات العمرية تعاني الأمرين، فروزنامتها السنوية لم تشهد أي استقرار منذ سنوات طويلة ويعود ذلك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها ضعف البنى التحتية لدينا وعدم وجود صالات تدريبية خاصة بكل الأندية، فأندية العاصمة وريفها تتمرن في صالة الفيحاء الأمر الذي سبب ضغطاً كبيراً عليها، وفي حمص رغم وجود ناديين كبيرين غير أنهما لا يملكان صالة تدريبية حديثة تفي بالحضور الجماهيري الكبير الذي تشهده مبارياتهما خلال الدوري، وفي اللاذقية لا يوجد سوى صالة واحدة وهي بعيدة عن متناول أندية المدينة والوصول إليها بات مكلفاً، وكذلك الحال لمدينة حماة التي لا تملك سوى صالة واحدة، وفي حلب أيضا المشكلة تتجلى في غياب الصالات المتخصصة للأندية باستثناء صالة الجلاء التي سعى في إعادة بنائها بعض من محبي النادي.

هذه المشاكل تنعكس سلباً على فرق القواعد التي لا تجد من ينادي باسمها ولا من يدافع عنها من إدارات الأندية وباتت تدريباتها تشهد الكثير من الانقطاعات بسبب انشغال هذه الصالات بتدريبات فرق الرجال والسيدات، ناهيك عن ضعف الإمكانات المادية للأندية التي تجد في التنقل بين المحافظات أمراً صعباً ومكلفاً، ما دفع اتحاد السلة إلى إقامة دوري الفئات العمرية عبر تجمعات وهذا ما ساهم في تخفيض كبير في عدد المباريات لهذه الفرق وبالتالي لن يتطور مستواها ما دام اللاعب في هذه الفئة لا يأخذ حقه في ممارسة لعبته بأريحية تساعده على تطوير مستواه الفني والمالي.

حقيقة

إذا كان تطور لعبة كرة السلة سيبدأ من القواعد، فإن المعطيات الموجودة على مستوى دوري الناشئين والناشئات غير مطمئنة أبداً، وخصوصاً طريقة التعاطي مع تفاصيل البطولة، فبعيداً عن المستويات الفنية الطابقية التي تركت أكثر من إشارة استفهام، فإن اهتمام اتحاد السلة بهذه البطولة في السنوات الماضية كان منصباً على طريقة توزيع أجور التحكيم والمراقبات، واسترضاء هذا وذاك، وتسهيل أمور بعض الحكام المدللين ناهيك عن سلق بطولاته بطريقة غريبة عجيبة، ويبدو أن الفائدة الفنية للبطولة كانت من آخر أولوياته.

أمور لا تصدق

هذه هي الأسباب التي ذكرناها جعلت اتحاد السلة يضغط ويسلق مباريات جدول دوريات الفئات العمرية لديه بهذه الطريقة، فابتداء من سلق البطولات وضغطها، مروراً بإقامة مباراتين في وقت واحد وعلى ملعبين متجاورين في صالة الفيحاء الفرعية وانتقالاً لعدم وجود ساعات توقيت أو لوحة تسجيل، حيث اضطر أحد المراقبين الموسم قبل الماضي في إحدى المباريات إلى التوقيت عبر موبايله الخاص نظراً لتعطل لوحة التسجيل.

هذه الفوضى كان لها آثار سلبية في أداء اللاعبين واللاعبات، وأدى إلى حدوث أخطاء غير مقصودة بسبب تداخل تفاصيل المباريات مع بعضها، حيث توقفت إحدى اللاعبات في طريقة أخرجت مدربها عن طوره لأن الحكم أطلق صافرته لتكتشف بعدما ضاعت منها الكرة أن الصافرة جاءت من الملعب الثاني الذي لا يبعد أكثر من أربعة أمتار عنها، ولاعبة أخرى تسمع مدربها يطالبها بالتمرير فإذا بها تكشف بأنه مدرب آخر من الملعب المجاور، فهل ستتطور سلتنا ونحن على هذه الدرجة من الاستخفاف بمسابقات الفئات العمرية.

خلاصة

أكد أحد خبراء اللعبة أن اللاعب في هذه الفئة العمرية بحاجة إلى أن يلعب بالموسم الواحد حوالي الخمسين مباراة كي ينضج فكره السلوي وترتفع مهاراته، غير أن اتحاد السلة بدلاً من أن يعزز ويزيد عدد مباريات البطولة قام باختزالها بطريقة سلق المباريات حتى أضحت مسابقاته بلا طعم ولا رائحة ولا فائدة وكأنها أداء واجب لا أكثر، والمطلوب من لجنة المسابقات أن تعيد النظر في روزنامتها، وتولي هذه الفئات العمرية جل اهتمامها لأن بناء السلة على السكة الصحيحة يبدأ من القاعدة، والعمل على تأمين دعم مادي للأندية الفقيرة من أجل التنقل بين المحافظات واللعب مباريات قوية تعود عليها بالفائدة الفنية بما يصب في مصلحة المنتخب الوطني لا محالة.

Exit mobile version