Site icon صحيفة الوطن

بتهم تشكيل خلية تسعى للانقلاب على الجولاني وإنشاء قيادة بديلة للتنظيم … «النصرة» يعتقل نحو 450 من قياداته ومسلحيه منذ مطلع تموز

وسع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي حملة الاعتقالات داخل صفوف مسلحيه، واعتقل خلال الأيام الثلاثة الماضية 50 شخصاً بينهم مسؤول عن تصنيع المتفجّرات، إضافة إلى أحد أثرياء التنظيم الذي يلعب إلى جانب آخرين دور واجهة لاستثمارات الجولاني في مختلف القطاعات، ليصل عدد المقبوض عليهم من قيادات ومسلحي التنظيم منذ بدء الحملة التي يشنها متزعمه المدعو أبو محمد الجولاني منذ مطلع تموز الماضي إلى نحو 450 مسلحاً وقيادياً.
تقارير إخبارية نقلت عن مصادر وصفتها بالـ«جهادية» أن «النصرة» وسع دائرة الاعتقالات والتحقيقات التي يجريها على خلفية وجود اختراقات في صفوفه إثر تلقّيه قائمة بأسماء شخصيات قيادية قامت بتسريب معلومات تتعلّق بتشكيلاته العسكرية والأمنية إلى عدّة دول وتشمل قياديين خطّطوا لتنفيذ انقلاب على الجولاني.
وأوضحت المصادر أن عدد المقبوض عليهم بلغ منذ بدء الحملة مطلع تموز الماضي نحو 450 شخصاً، تمّ الإفراج عن عدد منهم بعد وساطات، بينما جرى تداول أنباء غير مؤكّدة عن إعدام بعضهم.
وأكدت المصادر أن الاعتقالات لا تزال قائمة، مشيرةً إلى أنه على عكس الاتهامات السابقة التي كانت تُوجّه إلى المعتقلين، بمن فيهم أبو ماريا القحطاني (ذراع الجولاني والرجل الثاني في التنظيم الذي تمّ تجريده من صلاحياته وفرض إقامة جبرية عليه)، بالتعامل مع استخبارات دولية وتسريب معلومات، تمّ توجيه اتهامات تتعلّق بتشكيل خلية تسعى للانقلاب على الجولاني وإنشاء قيادة بديلة لـ«النصرة» بالتعاون مع فصائل تابعة لـما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي.
وفي وقت لا تتوافر فيه أدلة واضحة حول تشكيل هذه الخلية، أوضحت المصادر أن «ثمّة عوامل عديدة تدفع إلى الاعتقاد بإمكانية محاولة الانقلاب على الجولاني، أبرزها مواقفه المتقلّبة وتخلّيه المستمر عن شركائه بهدف تشديد قبضته على مناطق انتشار جماعته، وسعيه لتوسيع إمارته وقضم مناطق في ريف حلب الشمالي»، وذلك وفق ما ذكرت الصحيفة.
وذكرت التقارير الإعلامية أن الحملة الأمنية المستمرّة داخل صفوف «النصرة» تأتي بالتزامن مع تطوّرات ميدانية عديدة حاول خلالها الجولاني استثمار بعض المتغيرات، بدءاً من محاولة تسلّق تظاهرات السويداء، فضلاً عن السعي لتحصيل مكاسب ميدانية على خلفية معارك العشائر العربية مع ميليشيات» قوات سورية الديمقراطية – قسد»، عن طريق إرسال قوات تحت مسمّى «دعم العشائر» إلى منطقة منبج، إلا أن حسابات حقل الجولاني لم تطابق حسابات البيدر، إذ فشلت هجمات «النصرة» على مواقع الجيش العربي السوري على خطوط التماس في ريفَي حلب وإدلب، بعد أن ردّ الأخير بقصف عنيف، أدى بيان لوزارة الدفاع إلى مقتل نحو 111 إرهابياً، كما أخفق الهجوم في منطقة منبج بعد أن ردّ الجيش العربي السوري عليه بقصف صاروخي ومدفعي عنيف، شاركت فيه طائرات حربية روسية حافظت على خريطة السيطرة الميدانية الحالية ومنعت أي تغيير فيها.
وبينت التقارير أن الجولاني يواجه فوضى أمنية متزايدة في مناطق سيطرته في إدلب، مهّدت الطريق أمام تنامي الهجمات التي ينفّذها ملثّمون، سواء في صورة عمليات سطو وخطف، أم تنفيذ استهدافات متفاوتة، آخرها استهدافٌ طالَ رتلاً تابعاً لـ«النصرة» شمال إدلب، أدى إلى إعطاب آلية، قبل أن يتمكّن المهاجمون من الفرار.
وأوضحت المصادر أنه في خضم هذه الأزمة الداخلية المتفاقمة، يعيش الجولاني في الوقت الراهن مخاوف متزايدة من تصفيته، دفعته إلى زيادة عدد حراسه الشخصيين، وتطبيق إجراءات أمنية مشدّدة على تحرّكاته، إضافة إلى منع إجراء أي تواصل بين وجهاء محليين أو قياديين في «النصرة» وبين الأتراك قبل الحصول على موافقة مباشرة منه، تتضمّن اطلاعه على مضمون اللقاءات، وهو ما رأت فيه المصادر مؤشراً إلى أن زعيم «النصرة» بدأ يفقد ثقته بجميع من حوله، وبتركيا أيضاً التي يخشى أن تنقلب عليه هي الأخرى.

Exit mobile version