للمرة الأولى في تاريخ محافظة حماة تصل أسعار البطاطا طعام «الفقراء» إلى سقف الـ5000 ليرة، وهي المعروفة بإنتاجها الغزير من هذه المادة الغذائية الضرورية والرئيسية للأسر الحموية، ما جعل توافرها صعباً بل كان شاقاً للغاية بالنسبة للأغلبية العظمى منها.
وبيَّنَ العديد من المواطنين لـ«الوطن»، أن هذه المادة التي كانت تُحضَّر كوجبة سريعة ومقبولة السعر للأسرة، لم تعد سهلة أو ميسرة المنال، مع قفز سعرها من 2500 ليرة قبل شهر ثم إلى 3500 ثم إلى 4500 ليرة لتصل اليوم إلى أكثر من 5000 ليرة، كأنها في سباق محموم لتلحق بالمواد الغذائية الأخرى.
من جانبه عزا رئيس لجنة تجار سوق الهال بحماة محمود عرواني، بلوغ البطاطا هذا السعر العالي وغير المسبوق بتاريخ المحافظة، إلى قلتها أولاً، ولسحبها من التجار بموسمها وتخزينها بالبرادات «المليانة» بها اليوم حسب تعبيره.
وبيَّنَ أن البطاطا المتوافرة اليوم في الأسواق هي نوعان، حلوة ومن المخزنة بالبرادات ويباع الكيلو منها بالجملة بنحو 3300 ليرة، ومالحة ومصدرها حماة وحمص وقسم بسيط من دمشق، ويباع الكيلو منها بالجملة بنحو 4000 ليرة، لذلك هي اليوم بالمفرق مرتفعة السعر بهذا الشكل.
من جهته بيَّنَ مدير زراعة حماة أشرف باكير لـ«الوطن»، أن البطاطا العروة الربيعية انتهت من الأسواق، أما ذات العروة الخريفية التكثيفية فستطرح إنتاجها في تشرين الثاني.
والمساحة التي خطط لزراعتها في مجال إشراف المديرية نحو 30 هكتاراً، والمنفذ 41 هكتاراً، بنسبة تنفيذ 137 بالمئة، والإنتاج المقدر والمتوقع نحو 672 طناً.
من جهته ذكر مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وفيق زروف، أن زراعة البطاطا العروة الخريفية لم تنتهِ بعد في الغاب لذلك لم تنتهِ إحصائيتها.
وبيَّنَ لـ«الوطن» أن المساحة التي زرعت بالعروة الربيعية بمجال الهيئة 2400 هكتار، وفي المناطق الآمنة نحو 2000 هكتار، وما نفذ في المناطق الآمنة 946 هكتاراً، وإنتاجها كان نحو 28380 طناً.
ورداً على أسئلة «الوطن» حول دور السورية للتجارة في التدخل الإيجابي بالسوق وتأمين البطاطا للمواطن بسعر مقبول، بيَّنَ مدير فرع المؤسسة بحماة السموءل مخلوف، أن فرع المؤسسة يتدخل في السوق إيجابياً من خلال طرح كميات كبيرة من البطاطا في صالات الفرع التي تبيع الخضر.
وأوضح أن الفرع كان قد خزن نحو 100 طن من نوع «سبونتا»، اشتراها من فلاحي المحافظة مباشرة، ويطرحها اليوم بسعر 2500 ليرة للكيلو والمبيع بـ«الشنتة».
وأوضح أن الفرع يبيع المادة أيضاً عبر سيارة جوالة للمواطنين بمختلف أحياء مدينة حماة، ليوفرها لهم بالسعر المناسب ذاته 2500 ليرة، بينما تباع بالسوق بنحو 4500 – 5000 ليرة.