Site icon صحيفة الوطن

العراق يعتزم استدعاء السفير التركي على خلفية هجمات بلاده في إقليم كردستان … وزير الخارجية العراقي لنظيره الإيراني: لن نسمح بوجود أي تهديد لكم من أراضينا

جدد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التأكيد خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على التزام العراق بالاتفاق الأمني المشترك وعدم السماح بوجود أي تهديد لإيران من أراضي العراق، في حين تعتزم الرئاسة العراقية استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج على خلفية هجمات تركية في محافظة السليمانية شرقي إقليم كردستان.
وحسب وكالة الأنباء العراقية «واع» جاء في بيان لوزارة الخارجية العراقية أمس الثلاثاء، أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيّة فؤاد حسين التقى نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ78 في نيويورك، لافتاً إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأجرى وزيرا خارجية إيران والعراق، محادثات، مساء أول من أمس الإثنين بالتوقيت المحلي في نيويورك، في مقرّ إقامة وزير الخارجية الإيراني في هذه المدينة.
وأكد وزير الخارجية العراقي خلال اللقاء التزام العراق بالاتفاق الأمني المشترك، وعدم السماح بوجود أي تهديد لإيران من أراضي العراق، وتطرق إلى اتفاق تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة والإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، معتبراً أنها خطوة إيجابية، مشيراً إلى أن آثاره على دبلوماسية إلغاء الحظر تحظى بالأهمية.
بدوره، ثمن عبد اللهيان زيارة وزير الخارجية العراقي إلى طهران الأربعاء الماضي والتي أسفرت عن تكريس التعاون المشترك والتوصل لبدء تطبيق الاتفاق الأمني بين البلدين، قائلاً: بادرت الحكومة العراقيّة وبالعمل المشترك مع حكومة إقليم كردستان باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية في هذا الإطار.
وأضاف: إن الجانبين تطرقا إلى المستجدات في العلاقات الأميركية- الإيرانية، إذ تم إطلاق سراح خمسة من المواطنين الأميركيين مقابل إطلاق الأموال التي تحتفظ بها كوريا الجنوبية والتي تصل إلى نحو ستة مليارات يورو»، مشيراً إلى أن «الجانبين بحثا خلال اللقاء الوضع السياسي والأمني في المنطقة والعلاقات الإيرانية- الخليجية، وبما يعزز أمن واستقرار المنطقة».
وقبل يومين، تمّ توقيع محضر أمني عراقي – إيراني لتفكيك وإخلاء 5 تجمعات لأحزاب «انفصالية» إيرانية عند حدود البلدين، وذلك ضمن مهلة محددة أقصاها التاسع عشر من أيلول الحالي.
والأربعاء الفائت، شدد أمير عبد اللهيان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، في طهران، على إزالة وصمة الإرهاب السوداء من الصفحة البيضاء المفتخرة للعلاقات الإيرانية- العراقية الحالية، مشيراً إلى أن إيران تتمتع بأفضل العلاقات الثنائية الإقليمية والدولية مع العراق.
من جهته، قال وزير الخارجية العراقي خلال المؤتمر الصحفي: إن بلاده اتخذت الإجراءات كافة لإبعاد المجموعات الانفصالية الإرهابية عن الحدود الإيرانية، مشيراً إلى أنه «تم نزع السلاح لمجموعات مختلفة على الحدود العراقية- الإيرانية.
وقبل ذلك، أكد أمير عبد اللهيان، خلال استقباله رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» العراقي، بافل طالباني، أن وجود الإرهابيين في إقليم كردستان شمال العراق وأعمالهم ضد أمن إيران أمر خطير، ويتعارض مع الدستور العراقي والعلاقات الودية الثنائية، لافتاً إلى أنه لا يجوز لأي طرف المساس بأمن جيران العراق.
في غضون ذلك، أدانت الرئاسة العراقية العدوان التركي المتكرر، وذلك غداة هجوم بطائرة مسيّرة في محافظة السليمانية شرق إقليم كردستان، أسفر عن مقتل 3 عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم، مشيرة إلى أنها تعتزم استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه رسالة احتجاج على خلفية الهجمات التركية.
وجاء في بيان صادر عن الرئاسة العراقية: «يوماً بعد آخر، تتصاعد الهجمات العسكرية الممنهجة على الأراضي العراقية، وتحديداً في إقليم كردستان، ومن دون مسوغ عسكري أو أمني. لقد بادرنا إلى استدعاء الوزارات الأمنية العراقية المختصة للاستماع منها لتقرير مفصل، وكذلك سنجري اتصالات مكثفة مع المجتمع الدولي، فضلاً عن استدعاء السفير التركي في بغداد لتسليمه رسالة احتجاج موجه إلى الرئاسة التركية».
وأضاف البيان: إن شن هجمات عسكرية متتابعة تطول المدن والمدنيين، فضلاً عن العسكريين، يعدّ أمراً يرفضه القانون الدولي ويتعارض مع مبادئ حسن الجوار، وخصوصاً إذا كان العدوان بأسلحة لا تستخدم إلا للحروب المفتوحة، كالطائرات المسيّرة التي أصبحت وسيلة معتادة للعدوان التركي على الأراضي العراقية، وهو ما يهدد الأمن والاستقرار الذي ينعم به العراق اليوم، والذي لم يشهده منذ عام 2003.
وذكر بيان صدر أمس الثلاثاء عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول أن طائرة مسيرة قامت بدخول الأجواء العراقية عبر الحدود مع تركيا وقصفت مطار عربت أول من أمس الإثنين في تمام الساعة 17:00. واعتبر أن هذا العدوان يشكل انتهاكاً لسيادة العراق وأمنه وسلامة أراضيه، مضيفاً إن العراق يحتفظ بحقه بوضع حد لهذه الخروقات.
وقصفت طائرة مسيّرة، أول من أمس الإثنين، مطار عربت الزراعي قرب مدينة السليمانية، ثانية أكبر مدن إقليم كردستان العراق، والذي يستخدم للطائرات الخاصة برشّ المبيدات الزراعية، وأسفرت الضربة عن مقتل 3 عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم وإصابة 3 آخرين بجروح.
وتشنّ أنقرة التي تقيم قواعد عسكريةً في شمالي العراق منذ 25 عاماً عمليات عسكرية في إقليم كردستان تستهدف مخيمات خلفية شمال العراق.

Exit mobile version