Site icon صحيفة الوطن

شهيد فلسطيني وإصابات.. ورام الله تطالب المجتمع الدولي بوقف جرائم الكيان … الاحتلال يشن حملة اقتحامات في مخيم أريحا ويواصل إغلاق معبر بيت حانون

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المناطق الفلسطينية منذ أول من أمس وحتى صباح أمس هو تصعيد خطير، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين، بدوره أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح جريمة الإعدام التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، أثناء اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب أريحا صباح أمس، وأسفرت عن استشهاد الشاب ضرغام الأخرس.
وحسب وكالة «وفا»، أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان أمس عدوان الاحتلال المتواصل على مخيم جنين وعقبة جبر بأريحا في الضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة العشرات. وأشارت إلى أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الإرهاب المنظم في محاولة لحل أزماته الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني الذي لن يسمح مطلقاً للاحتلال بتمرير مخططاته في الأرض الفلسطينية.
واستنكرت الخارجية الفلسطينية تراخي المجتمع الدولي وصمته إزاء ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات وجرائم تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مبينة أن الفشل في تطبيق القانون الدولي بات يُشكّل غطاء للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم وتنفيذ أطماعه الاستعمارية.
من جانبه، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح جريمة الإعدام التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلية، أثناء اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوب أريحا صباح أمس، وأسفرت عن استشهاد الشاب ضرغام الأخرس.
وقال فتوح في بيان صحفي نقلته «وفا»: إن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا وأحدثها في جنين وغزة وأريحا، تمثل رسالة واضحة إلى زعماء العالم المجتمعين في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن عربدة سلطات الاحتلال الإسرائيلية وانتهاكها للقرارات الدولية. وأكد فتوح أن هذه الجرائم والانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب، وتتطلب تدخلاً دولياً لتوفير الحماية لكل الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
واستشهد صباح أمس الأربعاء الشاب ضرغام محمد يحيى الأخرس (19 عاماً)، متأثراً بجروحه الحرجة في الرأس، وذلك بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية في مخيم عقبة جبر في أريحا.
وحسب موقع «الميادين»، فإن الشهيد في مخيم عقبة جبر لم يكن يطلق النار على قوات الاحتلال، لكن عناصرها أطلقوا النار عليه وأصابوه في الرأس.
وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر لتنفيذ اعتقالات، إذ اندلعت مواجهات مع الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة واحدة على الأقل بالرصاص الحي وإصابات بحالات اختناق.
وأفاد مدير مستشفى أريحا الحكومي ناصر العناني بأن شاباً وصل إلى مستشفى أريحا مصاباً بالرصاص الحي في الرأس خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، إذ وصفت إصابته بالخطرة، وأعلن الطاقم الطبي لاحقاً اسشتهاده متأثراً بإصابته.
وبذلك، ارتفعت حصيلة شهداء محافظة أريحا والأغوار منذ بداية العام الجاري إلى 13 شهيداً.
في غضون ذلك، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية من القوات التي نفذت حملة دهم واقتحامات واسعة لعشرات المنازل، وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، وأخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية. واعتقلت قوات الاحتلال خلال اقتحامها المخيم ياسين مروان حمدان وعمه محمد حمدان من منزليهما في المخيم.
وأعلنت القوى الوطنية في عقبة جبر الإضراب الشامل لجميع مناحي الحياة في المخيم عقب إعلان استشهاد الشاب ضرغام الأخرس. وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلية مساء أول من أمس الثلاثاء وفجر أمس الأربعاء حملة دهم واقتحامات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من المواطنين.
بالتزامن مع ذلك، ارتفع عدد الشهداء في مخيم جنين جراء اعتداءات قوات الاحتلال إلى 4 شهداء ونحو 30 إصابة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلية التي اقتحمت جنين في الضفة المحتلة وسط تعزيزات عسكرية كبيرة ودوي صفارات الإنذار، وحاصرت منزلاً.
ووفقاً لشهود، فإن قوات الاحتلال اقتحمت جنين بتعزيزات من آليات و«جيبات» عسكرية كبيرة، انطلقت من حاجز الجلمة، ثم انسحبت بعدما تصدّى لاقتحامها المقاومون الفلسطينيون بالعبوات المتفجرة والرصاص.
إلى ذلك، واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمس إغلاق معبر بيت حانون شمال قطاع غزة المحاصر أمام حركة تنقل الأفراد. وذكرت «وفا» أن سلطات الاحتلال تمنع تنقل الفلسطينيين من عمال وتجار ومرضى عبر معبر بيت حانون المخصص لتنقل الأفراد والمركبات إلى غزة لليوم السادس على التوالي، تحت حجج وذرائع واهية.
من جانب آخر قال نادي الأسير: إن حصيلة حالات الاعتقال التي وُثقت منذ مطلع العام الجاري، بلغت أكثر من 5200 مواطن، من بينهم أكثر من 500 معتقل في جنين ومخيمها والتي تتعرض لعدوان متواصل،
وبيّن نادي الأسير، في بيان صحفي أمس الأربعاء، أن أعلى نسبة في عمليات الاعتقال كانت في شهر نيسان 2023، إذ بلغت في حينه أكثر من 900 حالة اعتقال، أما أعلى نسبة في عمليات الاعتقال في جنين فكانت في شهر تموز 2023، إذ نفّذت قوات الاحتلال حملات اعتقال جماعية خلال العدوان الذي نفذته على جنين ومخيمها، وبلغت 151 حالة.
وأكد أن قوات الاحتلال استخدمت كل أنواع الأسلحة، والسياسات الممنهجة للتنكيل بالمعتقلين وعوائلهم، هذا إلى جانب عمليات الإعدام الميداني التي نشهدها خلال عمليات الاعتقال، وتصاعد أعداد الجرحى المعتقلين نتيجة لعمليات إطلاق النار خلال حملات الاعتقال.
ولفت نادي الأسير، إلى أن أكثر الفئات استهدافاً، هي عوائل الأسرى والشهداء، إذ يواصل الاحتلال انتهاج جريمة «العقاب الجماعي» بحقهم، والتي تشكّل اليوم أبرز الجرائم الثابتة، وتستخدمها على نطاق واسع، وقد تمتد على مستوى بلدة ومخيم ومدينة.
ومن جانبها، قالت جميعة «واعد» للأسرى الفلسطينيين: إن مطالبة المتطرف بن غفير بقطع الماء الساخن عن الأسرى تعبير واضح عن مدى الانحطاط والسادية التي وصل إليها في تعامله مع الأسرى، مضيفة: العقوبات المتواصلة المفروضة على الأسرى واستهدافهم بقرارات إجرامية ستقربنا أكثر من معركة مفتوحة مع السجان.
وحمّلت جميعة واعد حكومة الاحتلال الفاشية مسؤولية هذه القرارات العنصرية التي يصدرها بن غفير، والتي تتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي الإنساني. واستنكرت «الموقف المريب الذي تقوم به المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية في تعاطيها مع ما يمارس بحق الأسرى من تنكيل وعدوان، وندعوها إلى تصحيح مسارها وحماية حقوق أسرانا وأسيراتنا».
وأول من أمس، توعّد مسؤولون فلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي بعد قرار إدارة سجن «النقب» فرض عقوبة على أسرى قسمَي 26 و27 بحرمانهم من إدخال الملابس الشتوية لمدة 6 أشهر.
من جهته، قال الناطق الإعلامي لمؤسسة «مهجة القدس» للشهداء والأسرى محمد الشقاقي تعليقاً على القرارات التعسفية بحق الأسرى: «إننا أمام مشهد دامٍ في السجون، والمشاورات مستمرة لبحث التصعيد».
وفي وقت سابق، اتخذ وزير «الأمن القومي» الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إجراءات متشدّدة وقاسية بحق الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومنها تقليص زيارات الأسرى إلى مرة واحدة كل 60 يوماً، بدلاً من زيارة كل شهر.
وشددت الفصائل الفلسطينية، إلى جانب هيئات الأسرى الفلسطينيين في السجون، من جهتها على أن قرارات الاحتلال ضد الأسرى ستفجّر الأوضاع، وستؤدي إلى الذهاب إلى أبعد حدٍ في معركة السجون.

Exit mobile version