Site icon صحيفة الوطن

طهران تعارض وجود قوات أجنبية في المنطقة.. وموسكو: التعاون بيننا وصل إلى مستوى جديد … الخامنئي: اتساع حدود المقاومة أغضب الولايات المتحدة ودولاً أخرى

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، علي الخامنئي، أمس الأربعاء، أنّ حدود المقاومة الفكرية اتسعت غرباً وشرقاً في العالم من فلسطين إلى إفريقيا إلى دول أميركا الجنوبية، وذلك تزامناً مع محادثات أجراها في طهران وزير الدفاع الروسي مع نظيره الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وفي كلمة له ضمن مراسم بمناسبة أسبوع «الدفاع المقدّس» اعتبر الخامنئي أنّ «حدود المقاومة اتسعت بانتصارنا في الدفاع المقدّس»، موضحاً أنّه ليس المقصود هنا «حدودنا الجغرافيّة التي لم ولن نسعى لتوسيعها، بل حدود مقاومتنا الفكرية»، حسب وكالة «إرنا».
وقال: إنّ «المقاومة في منطقتنا تعني مقاومة قوى الاستكبار التي لا يحقّ لها أن تكون موجودة في منطقتنا»، مشيراً إلى أنّ «حضور إيران في المنطقة أثار عصبية الولايات المتحدة ودول أخرى، في حين أن حضورنا في المنطقة هو حضور معنوي، وليس تدخليّاً».
ولفت الخامنئي إلى أنّ «للعديد من الدول قواعد عسكرية تقيم في المنطقة بشكل رسمي، لكنّ إيران ليس لديها أي قاعدة»، مشدداً على أنّ «حضورنا المعنوي أقوى من وجودهم».
وأردف بالقول إنه «تمّ الدفاع عن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية كثمرة هذه الثورة ووحدة أراضي البلاد خلال فترة الدفاع المقدّس»، مضيفاً: إنّ «الطرف الآخر هاجم هذه الأشياء الثلاثة».
وتابع: «بطبيعة الحال، فإنّ جبهة العدو الأساسية والمهمة، كان هدفها الثورة الإسلامية وقمع هذه الثورة الفريدة والعظيمة والمهمة التي حدثت في إيران بفضل تضحيات الشعب». وشدّد على أن «الجمهورية الإسلامية تعني الديمقراطية الدينية، ومشكلة العدو الرئيسة هي أصل الجمهورية الإسلامية».
في الأثناء، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي يزور طهران أن التعاون بين موسكو وطهران وصل إلى مستوى جديد، حيث من المقرر أن ينفذ البلدان مجموعة كاملة من الأنشطة المخطط لها، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وحلفائها، مشدداً على أن لا جدوى من العقوبات الغربية.
وخلال لقائه نظيره الإيراني محمد رضا آشتياني قال شويغو وفق ما نقلت وكالة «مهر» للأنباء: «نحن مصممون على تنفيذ المجموعة الكاملة من أنشطتنا المخططة على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين».
وأضاف: «لقد ثبت أن ضغط العقوبات على روسيا وإيران غير مجدٍّ، في حين أن التعاون الروسي- الإيراني يصل إلى مستويات عالية جديدة»، مؤكداً اتخاذ المزيد من الخطوات المشتركة لتعزيز الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.
وتابع شويغو: «يسعدنا أنه نلاحظ أن الحوار الروسي- الإيراني كان مكثفاً بشكل خاص في الآونة الأخيرة، وهذا يرجع إلى حد كبير إلى علاقات الثقة بين قادة روسيا وإيران»، وشدد على أن «الكثافة العالية للاجتماعات تؤكد تصميمنا المشترك على مواصلة تعزيز الشراكة الدفاعية الإستراتيجية».
بدوره، قال آشتياني: إن التعاون الدفاعي والعسكري بين البلدين حظي دائماً بدعم وإسناد القيادات الرفيعة المستوى فيهما بهدف تعزيز وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة والنظام الدولي، وأشار إلى التطورات الدولية الجديدة وجهود الدول المستقلة لإيجاد نظام متعدد الأقطاب وعادل ضد التوجهات الأحادية لبعض الدول.
وقيم آشتياني تجربة التعاون والمشاركة في المجالات الإقليمية بالناجحة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب في غرب آسيا، واعتبر أن الظروف والتطورات الإقليمية والدولية تتطلب التعاون على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة، وقال: من المؤكد أن التعاون الدفاعي والعسكري الثنائي سيتقدم إلى الأمام في إطار السلام والأمن الدوليين.
وأشار وزير الدفاع الإيراني إلى أهمية التعاون المشترك في المجالين الإقليمي والدولي كضامن لمصالح وأمن البلدين، وقال: إن مواجهة التحديات المشتركة، بما فيها الأحادية الأميركية، من القضايا المهمة والإستراتيجية في سياق التعاون المشترك.
وفي الإشارة إلى تطورات المنطقة، أعلن معارضة إيران أي وجود لقوات من خارج المنطقة، وأضاف: الحفاظ على وحدة أراضي دول المنطقة والحدود الدولية هو أحد الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في الإطار ذاته، التقى الوزير الروسي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، وبحث معه سبل توسيع التعاون بين البلدين والتعامل مع التهديدات المشتركة.
وحسب «مهر»، تمت خلال اللقاء مناقشة ودراسة مجموعة واسعة من الموضوعات التي تهم البلدين على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي وخاصة التطورات في منطقة القوقاز. وأكد الطرفان تطوير العلاقات الشاملة بين طهران وموسكو ومحاربة الإرهاب المنظم بشكل قاطع، معتبرين تورط دول من خارج المنطقة كأكبر سبب لانعدام الأمن وعدم الاستقرار فيها. ووصف الجانبان توسيع التعاون الإقليمي لتحقيق الأمن الجماعي بواحدة من الطرق الفعالة لإنهاء التدخل الأجنبي.

Exit mobile version