Site icon صحيفة الوطن

هل بالإمكان..؟

انطلاقة هادئة وطبيعية للدوري الممتاز، أول أمس الجمعة، ومن الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى المنافسات التي يتمنى الجميع أن ترتقي على صعيد الإثارة والمستوى الفني إلى ما يحقق المتعة ويرضي طموح الجمهور.. وخاصة أن التواضع على مستوى الأداء، سواء للفرق أم اللاعبين، كان واضحاً وكما شهد الجميع خلال الموسم الماضي إذا لم نقل وقبله.

بالطبع لا نحاول أن نستبق الأحداث فما زلنا في البداية، والحديث عن المستوى الفني أمر من المبكر الخوض فيه، لكن هذا الأمر الذي بات سمة لواقع الكرة السورية، سواء على صعيد المنتخبات أم فرق الدوري، سمة أصابتنا جميعاً بإحباط متعدد الوجوه وآخرها الخسارة المزدوجة لفريقي الفتوة بطل الدوري والأهلي في مسابقة الاتحاد الآسيوي، فخسارة الفتوة جاءت أمام فريق فلسطيني لا نظن أن ظروفه وإمكانياته أفضل من ظروف وإمكانيات فريق ولاعبي البطل. وأهلي حلب تعرض لخسارة أثارت الكثير من الجدل بين عشاقه حول مستوى اللاعبين والجهاز الفني.

نعم لم نكن في حالة مثالية، ولم تكن التحضيرات على المستوى المطلوب، ولكن أيضاً لم تكن الفرق المنافسة بطابق فني يجعلنا نقول هذه حدودنا على سبيل المثال.. وما زاد الأمر «إثارة» تحت عنوان المفارقات هو تصريح مدرب الفتوة: «أسلوب لعب فريق جبل المكبر كان مزعجاً جداً باعتمادهم اللعب الطويل، وهو الأسلوب الذي نجحوا فيه».. هذا الكلام يصدر عن أحد أبرز وجوه التدريب في بلدنا..!

الواقع يشير إلى تواضع ملحوظ على مستوى أداء الأجهزة الفنية لمعظم الفرق، وفي الأساس هناك عدد محدود من المدربين الذين يجري تداولهم بين الأندية. وقد حدثت تغييرات حتى قبل انطلاقة الدوري، والبعض يشتكي من أنه جاء على تشكيلات تضم لاعبين ليس من اختياره وأنه أمام أمر واقع ويجب عليه تقديم شيء من الصعب، ربما، إنجازه.. ولا ننسى الأزمة المالية المتواصلة التي ترخي بظلالها على الجميع بنسب متفاوتة لكن تؤثر سلباً في عمل الإدارات وخياراتها، ومع ذلك ثمة أرقام خيالية، خاصة لبعض اللاعبين متواضعي الأداء والعطاء، تثير الكثير من الأسئلة.

عموماً هذه صورة بدلالة عامة عن واقع كرتنا اليوم، ذلك أن المنتخبات ليست بأفضل حال سواء على صعيد أدائها أم نتائجها، وهو أمر منطقي ينسجم مع الجو العام لنشاطنا الكروي نتمنى أن نجد طريقاً ناضجاً لتغيير تفاصيله.

Exit mobile version