Site icon صحيفة الوطن

اجماع أن العملية تؤكد إخفاق إسرائيل استخبارياً … إعلام غربي: «طوفان الأقصى» قد توقف التطبيع مع السعودية والدعم العسكري لكييف

احتلت عملية «طوفان الأقصى» الفلسطينية العناوين الأولى في الصحف والمجلات الأجنبية العالمية، التي ناقشت تداعياتها عسكرياً وسياسياً، وطرحت أسئلة عن توقيت العملية التي شنتها المقاومة الفلسطينية وعن آثارها إقليمياً، فيما أجمعت العديد من الصحف على أن العملية تؤكد إخفاق إسرائيل استخبارياً.
وقالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: إن الهجوم الفلسطيني ليس له سابقة في التاريخ الإسرائيلي الحديث، وكمية الصواريخ التي أطلقتها «حماس»، في الهجمات الأولية، تجعل الهجوم أكبر هجوم صاروخي ضد إسرائيل منذ سيطرة «حماس» على غزة في عام 2007.
وذكرت أن حماس ابتكرت أساليب جديدة في عمليتها، حيث استخدمت الطائرات الشراعية من بين وسائل أخرى لدخول المستوطنات، مشيرةً إلى أن التسلل يعتبر مدمراً بالنسبة لإسرائيل بسبب الخسائر في الأرواح والرهائن.
وأكدت المجلة أن الوضع فوضوي، والقتال مستمر، وقد تكون الأعداد النهائية للقتلى والجرحى والرهائن أكبر بكثير من التقارير الأولية، كما أشارت إلى أن التوترات والتحذيرات من الانتفاضة الثالثة كانت منتشرة، إلا أن حجم هذا الهجوم فاجأ إسرائيل والمراقبين الخارجيين أيضاً، مؤكدةً أن الهجوم يمثل فشلاً استخبارياً إسرائيلياً هائلاً.
وأوضحت أنه من الناحية التكتيكية، لم تكن إسرائيل مستعدة لمواجهة قدرة «حماس» على تسلل المقاتلين عبر الحدود وتنفيذ عملية واسعة النطاق تحت أنظار إسرائيل، التي لم تكن مستعدة لمثل هذا التصعيد «الدراماتيكي» في القتال.
ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن الهجوم الفلسطيني جاء في الذكرى الخمسين لحرب تشرين المفاجئة أيضاً، في حين أكدت أن احتجاز «حماس» للرهائن سيؤدي إلى تعقيد الوضع بشكل كبير.
أما صحيفة «بوليتيكو» الأميركية، فقد حاورت دينيس روس، الذي شغل منصب مدير تخطيط السياسات بالولايات المتحدة سابقاً، وهو أيضاً مستشار في معهد واشنطن، والذي اعتبر أن السبب الرئيس وراء شن حركة «حماس» هجوماً الآن، هو احتمال التوصل إلى اتفاق أميركي سعودي إسرائيلي لتطبيع العلاقات، إذ إنها تدرك أن هذا حدث يعد تحولاً ضخماً، وهي تحاول خلق ظرف يُصعّب أو يمنع التوصل إلى تطبيع.
وحسب روس فإن العملية كان مخططاً لها على مدى فترة طويلة من الزمن، موضحاً أن امتلاك طائرات شراعية، والاستعداد لاختراق السياج، وإطلاق وابل من الصواريخ كوسيلة للتغلب على نظام الدفاع الجوي «ليس أمراً لحظوياً».
كما اعتبر أن الفشل الاستخباري في إسرائيل اليوم يعادل ما حدث قبل 50 عاماً في حرب تشرين، رغم أنه في عام 1973 شنّت الحرب جيوش عربية تقليدية، واليوم تشنها جهات غير حكومية.
أما صحيفة «واشنطن بوست»، فرأت أن الهجوم الفلسطيني له عواقب خطيرة، وغير متوقعة، وقد تمتد، واعتبرت أن الهجوم المفاجئ الذي شنّه مقاتلو «حماس» أول من أمس على إسرائيل بمثابة تذكير «قاتم» بأن القتال في الشرق الأوسط يتفوّق على صنع السلام، مضيفة إن «حماس» ربما تحاول جر إسرائيل إلى مستنقع أشبه بالغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، لعلمها أن القوات الإسرائيلية تصبح أكثر ضعفاً عندما تقاتل برياً راجلة مقارنة بإسقاطها قنابل من السماء.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة: «من الصعب أن نتصور أن محادثات السلام السعودية الإسرائيلية تحقق تقدماً كبيراً في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل أسوأ هجوم مفاجئ تعرضت له منذ حرب تشرين».
بدورها، صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت مقالاً للكاتب توماس فريدمان، أكد فيه أن يوم عملية «طوفان الأقصى»، هو «أسوأ يوم لإسرائيل في الحرب»، ورأى أن أي حرب طويلة الأمد بين إسرائيل و«حماس» يمكن أن تحوّل المزيد من المعدات العسكرية الأميركية التي تحتاجها كييف إلى تل أبيب، وستجعل صفقة التطبيع السعودية الإسرائيلية المقترحة مستحيلة في الوقت الحالي.
وقال: إذا تبين أن إيران شجعت هجوم «حماس» لإحباط الصفقة الإسرائيلية السعودية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك بين الرياض وطهران، مؤكداً أن هذه لحظة خطيرة بشكل لا يصدق على جبهات متعددة.
من جانبها وصفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية يوم شن عملية «طوفان الأقصى»، بـ«اليوم الذي أذهل إسرائيل»، مؤكدةً أن «الهجمات تهز الثقة في أجهزة المخابرات».
وأوردت الصحيفة تصريحاً لأمير أفيفي، وهو النائب السابق لقائد فرقة غزة بالجيش الإسرائيلي، يقول فيه: إن هذا الفشل ليس أصغر من حرب «يوم الغفران».. أنا مندهش من الفشل ليس فقط في الاستخبارات العامة، ولكن أيضاً في القوات التكتيكية، مضيفاً: إن عامل المفاجئة لا يجب أن يمنع فرقة غزة من القيام بعمل أفضل بكثير في الدفاع عن الحدود.

Exit mobile version