Site icon صحيفة الوطن

الكيان الصهيوني في مقتل!

لرمزية التوقيت يحتاج الكيان الصهيوني لسنوات كي يتمكن من تركيب ما تفكك نفسيا وعملياً، فعملية «طوفان الأقصى» أصابت العدو في مقتل وأدخلته في حالة من الذهول والانهيار غير المسبوق، فالفشل الاستخباراتي عرّى الوهن المتجذر في عقيدة الباطل، المتحصنة في بروج مشيدة، والتي تساقطت كأحجار الدومينو تلهث هنا وهناك لإيقاف هذا التساقط.

المئات من الأسئلة بل الآلاف التي انطلقت حول الكثير من الإجراءات، كيف تجهزت المقاومة لهذا اليوم؟ كيف دخلت الأسلحة والمعدات؟ كيف صنعت وطورت وأعدت وتدربت وجربت؟ من أين هذه الدقة؟ وكيف قامت بكل هذا العمل الأمني من جمع للمعلومات وتحديد دقيق للأماكن والأشخاص؟

مسيرات انتحارية محلية الصنع، دراجات طائرة تسلل بوساطتها مقاومون إلى ما وراء السياج، ما مكّنهم من التغلب على التفوق التكنولوجي الإسرائيلي ومباغتة القوات على الأرض، صواريخ دقيقة حولت القبة الحديدية إلى خردة بلا فائدة، ومنظومة «معطف الرياح» الدفاعية ذهبت مع الريح، ومقلاع داوود وحيتس وغيرها من الأنظمة الدفاعية باتت فقاعات.

إعلام العدو يصرخ في كل اتجاه ويندب بعناوين مخزية لجيشه:

– «حماس خدّرتنا ومعنويات الجيش القتالية تفتتت».

– «انهارت ثقة مواطني إسرائيل بالجيش».

– «الجيش كان غائباً بالفعل كما قبل 50 سنة».

– «المقاتلون الفلسطينيون اخترقوا السياج الفاصل في 80 نقطة وتسلّل ما بين 800 إلى 1000 مقاتل فلسطيني».

محلّل الشؤون العسكرية في «القناة 12» قال إنّ «حماس» استخدمت أجهزة اتصال لم تعلم بها استخبارات إسرائيل أبداً.

المفاجأة والمباغتة وسرعة التحرك الشامل والمتناسق براً وبحراً وجواً بعد صمت استخباراتي محنك وتمويه سياسي استثنائي، أحرج أجهزة الأمن الصهيونية والإقليمية والدولية الحليفة للكيان الصهيوني، لتغدو مستوطنات غلاف غزة في الساعات الأولى تحت سيطرة مطلقة للمقاومة الفلسطينية التي سطرت في السابع من تشرين الأول ملاحم جديدة، ودونت في ذاكرة الأجيال صوراً لن تنسى، لتكون بداية النهاية لهذا الكيان الاحتلالي الغاصب.

تهديدات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التي أطلقها خلال حديثه مع الرئيس الأميركي الطاعن في الخرف، لن تغير الصورة التي رسمت بأيادي المقاومين، ولن ترمم معنويات المستوطنين المخدوعين بالأساطير الصهيونية التي تهذي بالأمان المطلق، فبيت العنكبوت تقطعت خيوطه الوهمية ولم يبق داخله إلا العنكبوت التي تعاني تجرع سم أفعالها وممارساتها اللاإنسانية.

أمام العدو الصهيوني خيارات محدودة وهي تقليدية جدا أقصى حد لها هو التوغل البري، وهو إذا ما تم فستكون نتائجه كارثية على وجود الكيان الاحتلالي بحد ذاته، فهو في أوج قوته لم يتجرأ على ذلك، ليأتي اليوم ويعلن أنه سيدخل القطاع وكل ما ستقوم به قوات العدو وآلته العسكرية قد نوقش في قيادة المقاومة قبل البدء بالعملية البطولية، وبذلك تكون خطوات المقاومة الفلسطينية تسبق خطوات العدو القائمة على رد الفعل.

نحن بانتظار قرار الانتحار الصهيوني بالتدخل البري في قطاع غزة، وهو أمر سيكون كسراً حقيقياً للغطرسة الإمبريالية كما كسرت في عام ٢٠٠٦، وإلا فستجنح حكومة العدو إلى استخدام القوة للوصول إلى التسوية فقط، فهل نحن أمام تصعيد متزايد أم خمود تدريجي؟

Exit mobile version