Site icon صحيفة الوطن

قطع الاتصالات والإنترنت أحدث شللاً كاملاً في المنظومة الصحية والطواقم الطبية … الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر.. الشهداء يقاربون الثمانية آلاف وتحذير عربي ودولي من الاقتحام البري

دخل «طوفان الأقصى» أسبوعه الرابع على ثبات مستمر للمقاومة ومجازر إبادة يرتكبها العدو بحق مدنيي غزة.

العدو الإسرائيلي صعّد من حرب الإبادة الجماعية ووصل عدد الشهداء أمس حتى ساعة إعداد هذا التقرير إلى 7703، في حين قطعت سلطات الاحتلال الاتصالات والإنترنت عن القطاع بهدف منع فضح مجازره الوحشية الفظيعة.

وشهد قطاع غزة أول من أمس، قصفاً عنيفاً لم يشهده من قبل طال مناطق لم يطلها سابقاً، ولاسيما شمال مدينة غزة، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال ارتكب خلال الساعات الماضية 53 مجزرةً، راح ضحيتها 377 شهيداً، معظمهم من النازحين إلى جنوب القطاع، الذي زعم الاحتلال أنه آمن.

مصادر طبية في غزة ذكرت أن القطاع تحوّل إلى قطع من اللهب منذ قطع الاحتلال شبكتي الاتصالات والإنترنت كلياً، حيث ارتكب الاحتلال عشرات المجازر هي الأعلى والأعنف منذ بدء العدوان، وأغلبية الضحايا من النازحين، الذين أرغمهم الاحتلال على التوجه إلى جنوب القطاع.

وأضافت: إن الاحتلال تسبب في إحداث شلل كامل في قدرات المنظومة الصحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية جراء قطع الاتصالات والإنترنت عن القطاع.

ارتكاب المجازر وازاه عرقلة سلطات الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية، ومنع وصول الوقود للقطاع حتى الآن.

وتحركت أمس 20 شاحنة مساعدات إنسانية من الجانب المصري من معبر رفح باتجاه معبر العوجا لفحصها قبل إعادة توجيهها إلى الجانب الفلسطيني من رفح، وتشكل تلك الشاحنات الدفعة السادسة من المساعدات بعد توقف استمر 3 أيام منذ إرسال آخر دفعة الأربعاء الماضي، حيث سمح ومنذ 14 الشهر الجاري بوصول 84 شاحنة مساعدات إغاثية فقط من بين مئات الشاحنات الواقفة في محيط معبر رفح المصري ومدينة العريش».

بالمقابل وبعد تصديها لمحاولة الاحتلال اقتحام غزة واصلت المقاومة الفلسطينية إطلاق الرشقات الصاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيلية والمدن الفلسطينية المحتلة، على حين قال رئيس أركان العدو أن أهداف الحرب تتطلب الدخول البري فلا إنجازات من دون مخاطر ولا انتصار من دون دفع الثمن.

من جانبه أكد الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة في كلمةٍ وجّهها بالصوت والصورة أن زمن انكسار الصهيونية بدأ، مشدداً أيضاً على أن «زمن التفوق العسكري والاستخباري المزعوم للعدو انتهى».

ووجّه أبو عبيدة رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: «إننا لا نزال في انتظاره لنذيقه أصنافاً جديدة من الموت».

وبخصوص ملف أسرى الاحتلال لدى المقاومة، لفت الناطق العسكري باسم كتائب القسّام إلى أن الاحتلال ماطل في المفاوضات الأخيرة بشأن أسراه، كاشفاً أن القصف الإسرائيلي الوحشي أدى إلى مقتل نحو 50 منهم حتى الآن.

وأكّد أبو عبيدة أن العدد الكبير من أسرى الاحتلال لدى المقاومة «ثمنه تبييض السجون من كل الأسرى» الفلسطينيين، مضيفاً: إنه «إذا أراد العدو إنهاء ملف الأسرى مرةً واحدة، فنحن مستعدون، وإذا أراد مساراً لتجزئة الملف فإننا مستعدون أيضاً».

على المقلب السياسي، أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب كل الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أنه لن يطول الوقت أمام من دعموا «إسرائيل» بوعد بلفور، أو التصويت في الأمم المتحدة للاعتراف بهذا الكيان، حتى يندموا على ما اقترفوه من جريمة بحق بلدانهم والإنسانية جمعاء.

وقال المقداد في تدوينة أمس على منصة إكس: «خلال الأسبوعين الأخيرين قتلت «إسرائيل» ثلاثة آلاف طفل، ودمرت نحو نصف منازل قطاع غزة، وقطعت عن أهالي القطاع المياه والأدوية والكهرباء والاتصالات والإنترنت، للتعتيم على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها بحقهم أو التي سترتكبها لاحقاً».

وأضاف المقداد: بدلاً من حماية مصالح الدول الغربية الاستعمارية في هذه المنطقة، أصبحت «إسرائيل» عبئاً أخلاقياً وعسكرياً وسياسياً ومالياً واقتصادياً وإنسانياً على هذه الدول، وأشار إلى أن المطلوب من الجهاز الإداري للأمم المتحدة الذي لَمَّعَ صورة «إسرائيل» لزمن طويل، أن يدافع الآن عن مصداقية الأمين العام للمنظمة الدولية، رداً على الإهانة التي وجهها له متسول صهيوني بصفة سفير يمثل حكومةً فاشيةً، متسائلاً: ما هي الجرائم التي ارتكبتها الفاشية في الحرب العالمية الثانية ولم ترتكبها «إسرائيل»؟.

من جهته دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى ضرورة إطلاق برامج إنسانية في قطاع غزة لإنقاذ السكان القابعين تحت الحصار بلا ماء وغذاء وكهرباء، محذراً من أن تدمير قطاع غزة سيخلق كارثة لعقود.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ندد بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة وقال: «للأسف بدلاً من الهدنة فوجئت بتصعيد غير مسبوق في القصف ونتائجه المدمرة، ما يقوض الأهداف الإنسانية»، معرباً عن قلقه لقطع الاحتلال الاتصالات عن قطاع غزة، وكذلك بشأن موظفي الأمم المتحدة الموجودين في غزة لتقديم المساعدات الإنسانية.

بدوره دعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى «هدنة في الأعمال الحربية» في غزة للسماح بإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع بعد ليلة من القصف الإسرائيلي العنيف.

Exit mobile version