Site icon صحيفة الوطن

رداءة الأداء

بات من المؤكد خروج ناديي الفتوة وأهلي حلب من مسابقة الكأس الآسيوية بعد النتائج المخيبة والمتوقعة التي تحققت، وأكدت وجود الهوة بيننا وبين الأشقاء على مستوى الأداء والنتائج وأغلبية الأمور الأخرى التي تجعل فرقنا تظهر بهذا الشكل الذي لا يلبي الطموح الذي ننشده منذ عقود مضت.

لا نلوم الفتوة وأهلي حلب فقط فهما نتاج تراكمات كثيرة، ولكن اللوم يقع على عاملين مهمين يمكن الإشارة لهما بعيداً عن التحجج بفارق الإمكانات والتعاقدات والقيمة السوقية بيننا وبينهم، دون أن نغفل الوضع الذي يمر به البلد اقتصادياً وهو مؤثر بلا شك، ولكن سابقاً لم يكن موجوداً قبل الأزمة السورية لذلك نتحدث هنا عن الروح والانتماء، وعن اللاعبين والمدرب ودورهم في تقليص الفوارق فيما لو أرادوا ذلك وعبروا عما يمتلكونه من إمكانيات ومهارات وعلى الأقل إثبات أنهم يمتهنون كرة القدم بكثير من المنطق الذي يحكم اللعبة وأبسطه الروح القتالية التي باتت اليوم سمة مميزة وحاسمة في حسم أغلبية اللقاءات الكروية في العالم.

لم يعد من المقبول أن تمارس كرة القدم بكل هذه الروح من اللامبالاة والنظر فقط إلى قيمة العقود وما تدره عليك اللعبة من أموال، وهنا لانستنكر على أحد هذا الحق، ولكن في المقابل عليك أن تثبت الشغف والحماسة والانتماء، إن لم يكن من أجل إعطاء فكرة حسنة عن الموهبة والكرة السورية، على الأقل من أجل أن تسوق نفسك لأندية خارجية وتلعب محترفاً وتنال عروضاً مجزية.

في مواسم سابقة كان الطلب على اللاعب السوري كبيراً جداً لأسباب كثيرة، ولكن اليوم لاعبنا ومدربنا لم يعودا مقبولين إلا في الحدود الدنيا وبأندية عادية جداً، طبعاً هناك استثناءات وهم قلة قليلة جداً، إنما السواد الأعظم أصبح لا يقبل باللاعب السوري ولا المدرب السوري لأنه لا يشتغل على نفسه كثيراً.

والمتابع للاعبين والمدربين المحترفين خارجياً يلمس مدى الحماسة والجهد اللذين يقدمونهما هناك، وحجم الالتزام والحضور الذهني المطلوب.

ولمن يحاول أن يقارن بين العقود الخارجية والداخلية للاعبين، يكفي أن نشير إلى أن هذه الشريحة في المجتمع هي الأكثر دخلاً، إن لم يكن الأعلى، وما يتقاضاه أي لاعب من عقد سنوي يمتد لتسعة أشهر فترة الدوري، لا تساوي راتب أستاذ جامعي على مدى اثني عشر شهراً.

لسنا ضد أن يتقاضى هؤلاء أتعابهم، ولكن نطالبهم بالاعتناء بأنفسهم وصقل مهاراتهم وزيادة معارفهم وثقافتهم كي تنعكس على أدائهم، ومن المعيب أن يقضي لاعب دولي مباراة كاملة وهو «يشوبر» ويعترض ويرتمي ولا يبذل جهداً ولا يثبت علو كعبه!

وهذا ينطبق على المدربين الذين يتناوبون على الأندية، أين لمساتكم وأين أفكاركم، وأين رؤيتكم الفنية؟

نتمنى من الجميع «أن يحللوا عقودهم ورواتبهم» ويلعبوا بضمير، كرة قدم لن تكون بأداء رديء كهذا.

Exit mobile version