Site icon صحيفة الوطن

عناد إسرائيل وواقع غزة الدموي

قبل الدخول في موضوع المقال أحب فقط الإشادة بالحضور السوري للقمة العربية – الإسلامية الاستثنائية في الرياض، هذا الحضور الذي جعل يوم الحادي عشر من تشرين الثاني يمثل أحد أهم الأيام في التاريخ العربي الذي بات واضحاً الآن أنه يحتاج للكثير من الترابط والتواصل من أجل جمع مكونات هذا الجسد، محاولاً القيام من جديد من كبواته.

والحاصل فإن عودة سورية للجامعة والحضن العربي وحضور الرئيس بشار الأسد هذه القمة بالفعل يمثل إضافة ليس فقط للعمل العربي المشترك ولكن أيضاً للمنظومة العربية التي للأسف قام بعض من مكوناتها بمحاولة تغييب سورية في الماضي عن الحضور العربي لأسباب ذاتية وتخريبية من المعيب حتى ذكرها الآن.

«مرحبا بسورية.. مرحبا بالرئيس بشار الأسد في مقعده بالقمة العربية».

وبالانتقال للوضع الحالي في غزة، وخلال الساعات الماضية تحدث بعض من المصادر السياسية سواء في إسرائيل أو بعدد من الدول العربية عن وجود محاولات جدية من أجل إقرار هدنة إنسانية في القطاع، وتوقف الحرب في غزة في ظل تواصلها منذ 37 يوماً.

في هذا الإطار تناولت بعض من صحف محور المقاومة تداعيات ومحاولات إقرار هذه الهدنة موضحة الآتي:

1- إن الولايات المتحدة وافقت على المضي قدماً في طريق بلورة هدنة إنسانية بين إسرائيل وحركة حماس يمكن معها وقف القتال.

2- بعض من تقديرات الموقف العربية نقلت عن مصادر سياسية قولها إن واشنطن وعدت بإقناع حكومة إسرائيل بالموافقة على هدنة إنسانية ولكن قصيرة.

3- التقديرات السابق ذكرُها، قالت إن البحث جارٍ حول ما يمكن القيام به خلالها.

4- البحث يتركّز على مقايضة غير كاملة بين محتجزين مدنيين لدى قوى المقاومة في غزة، وإدخال كمية كبيرة من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك الوقود، والمساعدة على معالجة ملف العالقين تحت الأنقاض.

5- في الوقت نفسه نقلت مصادر سياسية عن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أنها أبلغت القيادة السياسية للحركة وآخرين بأنها لن تطلق سراح أي عسكري من الأسرى لديها إلا مقابل إطلاق سراح معتقلين من السجون الإسرائيلية.

6- الكتائب قالت إنها مستعدّة، الآن، لإنجاز صفقة شاملة إذا أطلق سراح جميع المعتقلين.

ما تم ذكره من نقاط في السابق تتناغم مع ما ذكره عدد من التقارير الإسرائيلية والغربية ومنها موقع «أكسيوس» مثلاً الذي نقل عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن الرئيس الأميركي جو بايدن حثّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على «وقف القتال 3 أيام للتقدّم في إطلاق سراح رهائن».

تحليل مضمون بعض من الصحف الغربية أشار إلى أن هناك «نقاشاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر لمناقشة اقتراح تطلق بموجبه حماس سراح 10 إلى 15 رهينة، على أن تُستغل الهدنة للتحقّق من هُويات جميع الرهائن وتقديم قائمة بهم».

التحليل أوضح صعوبة تنفيذ هذه الهدنة لعدة أسباب ومنها:

1- إن نتنياهو أبلغ بايدن تخوّفه من فقدان الدعم الدولي إذا توقف القتال 3 أيام.

2-إن نتنياهو أبلغ بايدن أنه لا يثق بنيات حماس أو قبولها بصفقة بشأن الرهائن.

3- قالت مصادر مسؤولة في مكتب نتنياهو إن أفضل طريقة لضمان إطلاق الرهائن هي زيادة الضغط على حماس.

في الوقت ذاته تزايد خلال الساعات الماضية وعبر مصادر معروفة في محور المقاومة الحديث عن إخفاق هذه المحاولات بسبب:

1- اقتناع المقاومة بأن إسرائيل تريد إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى مقابل المساعدات فقط.

2- هذا الأمر غير مقبول من جانب المقاومة، لأن إطلاق أي إسرائيلي مدني أو عسكري يجب أن يكون مقابل أسرى فلسطينيين.

3- فترة الساعات الـ24 المطروحة لتنفيذ هذا الاتفاق ليست كافية أصلاً لضمان عملية إحصاء الرهائن الموزعين في القطاع.

4- بعض الأسرى الذين قُتلوا لا يزالون تحت الأنقاض، وإن عمليات البحث عنهم تحتاج إلى وقت غير قصير، كما أن حماس تريد إدخال فرق طبية تساعد على معالجة الجرحى داخل القطاع، وليس موادّ طبية فقط.

من هنا باتت جميع عوامل الفشل واضحة على الجبهات كافة، حيث تعاند إسرائيل في شروطها مع تمسك المقاومة بمطالبها، غير أن الحقيقة الواضحة وجود حديث بارز من الوسط العسكري الإسرائيلي يمكن استخلاصه في حث نتنياهو والضغط عليه من أجل استمرار العملية العسكرية، لكن استمرار هذه العملية لها الكثير من التداعيات السياسية ومنها مثلاً:

أ‌- محاولة تدشين أفق جديد للعلاقات الإسرائيلية مع مصر وخاصة مع وجود أكثر من تقدير أمني من أجهزة أمنية وسيادية إسرائيلية جميعها تؤكد أن هناك جهات مصرية تعاونت مع حماس في إدخال الأسلحة والصواريخ التي تستخدمها حالياً.

ب‌- إن تدشين أفق جديد للعلاقات العربية مع إسرائيل سيكون أفضل مع هذه العملية العسكرية، وعلى سبيل المثال جاءت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الاستثمارات السعودي، خالد الفالح أن المحادثات الهادفة إلى تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ستستمر لتؤكد أن العملية العسكرية الجارية حالياً في غزة لن تؤثر في طريق التطبيع.

ت‌- يعلم بعض من الجهات في إسرائيل أن مصر تحديداً على سبيل المثال، لا توافق أو تدعم تدشين عهد جديد للعلاقات بين إسرائيل والسعودية حالياً، ويعرف السعوديون ذلك أيضاً، وبالتالي هناك تصميم على استمرار هذا الطريق للتطبيع.

ث‌- هناك أنباء غير مؤكدة تتحدث عن أن الرياض وخصوصاً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان باتوا أكثر تمسكاً بالتطبيع مع إسرائيل حالياً عقب هجمات حركة حماس التي جاءت مدعومة من إيران وجهات أخرى، الأمر الذي يزيد من دقة المنظومة السياسية لما يعرف بعملية السلام الإقليمي حالياً.

 

Exit mobile version