Site icon صحيفة الوطن

جيش الاحتلال اعترف بارتفاع حصيلة جنوده القتلى إلى 363 … المقاومة الفلسطينية تستهدف الآليات المتوغلة والقوات الراجلة في غزة وتكبدها خسائر فادحة

واصلت المقاومة الفلسطينية إحباط محاولات قوات الاحتلال الوصل بين قواته المهاجمة من الجهة الجنوبية وقواته المتقدمة من المحور الشمالي، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في المحاور الغربية الشمالية والجنوبية لغزة، حيث تستمر المقاومة باستهداف آليات العدو المتوغلة وقواته الراجلة وتكبدها خسائر فادحة.

وبالتزامن، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتفاع عدد جنوده القتلى إلى 363 قتيلاً منذ بدء معركة «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي.

ومع استمرار المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغّلة في قطاع غزّة، نقلت وكالة «فرانس برس»، عن جيش الاحتلال إعلانه ارتفاع عدد قتلاه إلى 44 جندياً منذ بدء المعركة البرية، من بينهم ضابط ورقيب أوّل.

وتتواصل الاشتباكات العنيفة في المحاور الغربية الشمالية والجنوبية لغزة، حيث يكبّد المقاومون قوات جيش الاحتلال خسائر فادحة، على حين تحاول دباباته ومدرعاته فصل المنطقة الساحلية الغربية ومخيم الشاطئ عن بقية قطاع غزة، سعياً إلى تطويق الكتلة العمرانية الأهم في الشمال.

وحسب المعلومات، يسعى الاحتلال إلى أن تتصل قواته المهاجمة من الجهة الجنوبية بقواته المتقدمة من المحور الشمالي، ولكنه لم يتمّ بعد سيطرته على الجهة الغربية لشمالي القطاع، واكتفى بتحقيق «اختراقات طُولية» في شارع الرشيد من الجهة الجنوبية، وصولاً إلى شارع أحمد عرابي، والتفّ حول مخيم الشاطئ متجنباً التوغل عميقاً في إحدى أصعب الكتل العمرانية في القطاع، باتجاه منطقة برج الأندلس عند شارع النصر.

وفي المحور الغربي الشمالي، وصلت قوات الاحتلال إلى مربع مستشفى الحياة التخصصي للقلب، الذي يبعد نحو 700 متر عن مستشفى الشفاء، محاولة التوغل داخل منطقة المكاتب الحكومية، لكنّ الاحتلال يتحرك تحت وابل من قذائف المقاومة وتصدي مقاوميها من مسافة صفر، والذين يقفون في وجه الهجوم، على الرغم من القصف الجوي العنيف التي تتعرض له في كل مبنىً تصدر منه نيران في اتجاه القوات الغازية، الأمر الذي أدى إلى عرقلة محاولات التقدم السريع لتطويق الجهة الغربية من المدينة وعزل مخيم الشاطئ ومستشفى الشفاء.

وأكّد الناطق باسم كتائب «القسام»، أبو عبيدة، أمس في بيان أن المقاومين يخوضون اشتباكات ضارية، ويفجرون آليات العدو في كل محاور تقدم العدو ونقاطه في غزة.

وأعلنت «القسام» أن مقاوميها استهدفوا مجدداً قوةً صهيونية خاصة متحصنة في مبنىً شمالي بيت حانون بعبوة مضادة للأفراد، بعد أن كانت أعلنت أن مقاومين استهدفوا كذلك قوة صهيونية راجلة بعبوة مضادة للأفراد في منطقة خزاعة شرق خان يونس، محققين إصابة مباشرة.

وفي وقت سابق، أعلنت المقاومة استهدافها 3 دبابات في محور جنوب غرب مدينة غزة، الأحد، و3 آليات عسكرية مختلفة السبت، بقذائف «الياسين 105».

كما أفاد صحفيون في غزة باستمرار سماع أصوات اشتباكات عنيفة في الأماكن التي وصلت إليها آليات الاحتلال، في حي النصر وحي الميناء والمشارف الجنوبية لمخيم الشاطئ.

ونشرت «القسام» مشاهد لتصدي قواتها في بيت حانون للتوغل البري الإسرائيلي، بحيث أظهر مقطع فيديو رصد المقاومين عن قرب قوةً راجلة للاحتلال، حاولت التحصن في أحد البيوت، واستهدفتها بالقذائف والرصاص بصورة مباشرة، على الرغم من كون بيت حانون المحور الأبعد عن وسط الكتل العمرانية، والأكثر تطرفاً في شمال شرق القطاع، وهو ما يُظهر عجز الاحتلال عن السيطرة على أجزاء واسعة منه، بعد أكثر من 37 يوماً على المعركة.

ونشرت «القسام» أيضاً مشاهد تُظهر تصدي قواتها، بالقذائف الخارقة للدروع، لتوغل الاحتلال في مناطق التوام في المحور الغربي الشمالي، حيث تحاول دباباته الالتفاف على مخيم الشاطئ بعد عدة محاولات فاشلة لاقتحامه، أدت إلى تكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة.

وأظهرت مشاهد الإعلام الحربي تصدي المقاومين المستمر للاحتلال في محور بيت حانون، بقذائف «الياسين 105» الخارقة للدروع، وتدمير آلياته، كما أظهرت قدرة المقاومين على التحرك، مستفيدين من الغطاء العمراني واستهداف آليات الاحتلال من مسافة لا تتعدى 50 متراً، محققين إصابات مباشرة ودقيقة.

وحسب بيان الناطق العسكري باسم كتائب القسام وثقت المقاومة حتى الآن تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية تدميراً كلياً أو جزئياً، منها أكثر من 25 آلية خلال يومين.

كما نشرت المقاومة مشاهد تظهر استمرار رشقاتها الصاروخية حتى ليل أول من أمس، ما يشير إلى أن القدرات الصاروخية للمقاومة ما تزال فعالة رغم القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع والرصد الدقيق لكل مناطقه من قبل الاحتلال وطائراته الاستطلاعية ومنظوماته التجسسية.

بدورها، قالت «سرايا القدس»: إن مقاوميها يخوضون اشتباكات عنيفة في تل الهوى ومخيم الشاطئ في قطاع غزة ضد قوات الاحتلال المتوغلة، وإنهم أوقعوا إصابات مباشرة في صفوف القوات الإسرائيلية.

وأكدت السرايا استهداف موقع «كيسوفيم» و«مارس» العسكرية بصليات صاروخية مركزة، ومع تضييق مسافة الاشتباك مع الاحتلال أكثر فأكثر واستحداث العدو لمراكز قتالية وتحشيدات داخل المناطق المفتوحة في شمالي القطاع، تدكّ كتائب «القسام» ومعها «سرايا القدس» تجمعات آليات الاحتلال المتوغلة في مختلف المحاور بقذائف الهاون من العيار 120 ملم الثقيل، والصواريخ القريبة المدى.

وقصفت كتائب القسام تحشدات لقوات العدو في كيبوتس «حوليت» بقذائف الهاون من العيار الثقيل، كما أعلنت أنها دكت حشداً للآليات المتوغلة غربي «إيرز» بقذائف الهاون، من العيار الثقيل, وتستعمل المقاومة عيارات عدّة من قذائف الهاون، أبرزها تأثيراً وفعالية القذائف من عيار 120 ملم، وهي تمتاز بفعاليةٍ كبيرة ضد الأفراد والحشود وبدائرة تأثير واسعة، ويمكن أن تُسبب أضراراً كبيرة في الآليات المصفحة، وأضراراً في الدبابات والمدرّعات في حال أصابتها بشكلٍ مباشر، ويوجد منها لدى المقاومة مدافع وذخائر صناعة محلية وأجنبية.

في غضون ذلك، يشكك خبراء إسرائيليون وأميركيون بأنّه من الصعب جداً أن يخرج الاحتلال من معركة غزة في صورة المنتصر، لأن الهدفين الأساسيين اللذين حددتهما قيادته بعيدين عن التحقق، وأولهما القضاء على حماس وكتائب القسام والمقاومة بصورة عامة، في شمالي القطاع، على الأقل، عبر تدمير قدراتها البشرية والعسكرية وشبكة الأنفاق، والثاني هو حلّ أزمة الأسرى، عبر استعادتهم، أو استعادة جثثهم، إذا قتلوا.

وحسب الخبراء، في كِلا الهدفين، تبرز مشاكل كبرى تعوّق إمكان تحققهما، فالقضاء على حماس، حتى لو اختزله الإسرائيلي، تحت وطأة الخسائر الميدانية والمقاومة الشرسة، في القضاء على قدراتها العسكرية في الشمال، يعيقه الواقع الميداني الذي كبده حتى الآن مئات الآليات والدبابات والمدرعات والقتلى والجرحى في صفوف جنوده.

كما أن إعادة الأسرى أو جثثهم عملية معقّدة وصعبة، فالأسرى قد لا يكونون موجودين فقط في الشمال، ويضاف إلى ذلك احتمال كبير، مفاده أن من الصعب جداً على الإسرائيلي أن يجدهم أو يجد الجثث في حال تمّ دفنها في مدافن، أو تمت تخبئة الأسرى في أنفاق تحت الأرض لا يعرفها إلا أصحابها، وهذا ما يشير إليه عدد من المحللين الإسرائيليين، عبر القول إن هذه العملية «مجهولة الأفق»، وإنّ السبيل إلى إعلان نجاحها غير واضح.

Exit mobile version