Site icon صحيفة الوطن

مجلس «الكنائس العالمي» طالب بوقف فوري للعدوان على غزة وفتح ممرات إنسانية … 10 سفراء فرنسيين يتمردون على ماكرون ومئات المحامين يتطوعون لمحاسبة إسرائيل

على حين طالب مجلس الكنائس العالمي بوقف فوري للعدوان على قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية، أعرب العديد من السفراء الفرنسيين في الشرق الأوسط وبعض دول المغرب العربي عن «الأسف» لموقف باريس من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وحسب صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، وقّع السفراء وعددهم نحو عشرة مذكرة جماعية في إطار الاحتجاج على المواقف التي اتخذها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إزاء الحرب على قطاع غزة.

الرسالة الجماعية، التي أُرسلت إلى الرئاسة الفرنسية «الإليزيه»، شرح مضمونها للصحيفة دبلوماسي فرنسي، إذ قال إنها «ليست مزحة»، بل تؤكد أن موقف باريس المؤيد لإسرائيل يُساء فهمه في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه «يضرّ بسياسة التوازن التقليدية» الفرنسية.

وعبّر السفراء أيضاً عن خشيتهم من تداعيات الموقف على مصالح فرنسا في المنطقة، ولفتت «لوفيغارو» إلى انقسام داخل وزارة الخارجية الفرنسية حول موقف بلادهم من العدوان الإسرائيلي على غزّة.

وخلال الأيام الماضية، أظهر ماكرون دعماً غير مشروط لكيان الاحتلال، وخلال زيارته «تل أبيب»، مؤخراً كرّر تصريحاته بشأن مزاعم «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وعلى الرغم من تنظيم «مؤتمر باريس الإنساني حول غزة»، في العاشر من الشهر الجاري، فإنّه لم يؤمّن دعماً مالياً لغزّة، ومبلغ الـ100 مليون يورو التي وعد بها ماكرون جزءً منه (20 مليون يورو) هي وعود سابقة وستقدّم على مدار عام كامل، وبناءً على ذلك، تعرّض ماكرون لانتقادات من الجهاز الدبلوماسي، الذي خشي على صورة فرنسا في الدول العربية والإسلامية.

وفي الأسابيع الماضية، خرجت تظاهرات في العديد من المدن الفرنسية دعماً للفلسطينيين وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي، رغم من سياسة القمع التي تمارسها الشرطة الفرنسية بحق المتظاهرين، استناداً إلى أمر من الحكومة بمنع هذه التحركات الشعبية.

في الغضون، تطوع 300 محام من كل أنحاء العالم للبدء برفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية والمحلية ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي لمحاكمته على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المحامي الفرنسي مايتر جيل ديفير، الذي يعد أحد أكبر المحامين الفرنسيين سناً، قوله في حديث تلفزيوني: إن «القائمة تضم 300 محام حتى الآن، ويمكن جمع 3 آلاف آخرين في غضون عشرة أيام»، مشيراً إلى أن باب الانضمام ما زال مفتوحاً أمام أي شخص كشاهد على الجرائم الإسرائيلية.

وأضاف ديفير: قدمنا للمدعي العام الفرنسي شكوى بارتكاب إبادة جماعية، وذلك باسم الجمعيات والنقابات الفرنسية ضد الكيان الإسرائيلي، وإن القضية الفلسطينية ستكون معروضة في كل المحاكم الوطنية والدولية، لافتاً إلى أن «الحكومات تستطيع أن تفعل شيئاً لوقف هذه الإبادة».

وتوعد ديفير سلطات الكيان الإسرائيلي بمواجهة عواقب جرائمها، وقال: «أقول للفلسطينيين لم يكن لديكم من يدافع عنكم لكن أصبح لديكم الآن جيش في المحاكم الدولية والوطنية».

يذكر أن ديفير يمتلك خبرة واسعة في القضايا الدولية، فهو مسجل لدى نقابة المحامين في المحكمة الجنائية الدولية، ويتمتع بخبرة معترف بها في القانون الدولي وقانون الاتحاد الأوروبي، حيث يقدم خبراته هذه بخدمة عدد من الشعوب المضطهدة ويعمل مع العديد من المجموعات السياسية ومع السكان المدنيين منذ عام 2009 للدفاع عن الشعب الفلسطيني.

على ضفة موازية، طالب مجلس الكنائس العالمي بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وفتح ممرات إنسانية، وفي بيان أوردته وكالة «وفا» قالت اللجنة التنفيذية للمجلس المجتمعة في العاصمة النيجيرية أبوجا: «نتوق إلى السلام والعدالة، وإلى إنهاء دوامة العنف والمعاناة التي تبدو لا نهاية لها، ونحذر من عواقب الصدمة الرهيبة الطويلة الأمد والعابرة للأجيال التي تصيب الأطفال، ونؤكد ضرورة احترام الكرامة الإنسانية، وحقوق الإنسان، ومبادئ القانون الدولي الإنساني».

ودعت اللجنة إلى ضمان توزيع وإيصال المساعدات الإنسانية الحيوية من دون عوائق، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود، وإعادة الكهرباء وخدمات الإنترنت إلى غزة.

وقبل ذلك، طالب عضوان من مجلس الشيوخ الأميركي الكيان الإسرائيلي بوقف القصف العشوائي للمدنيين في قطاع غزة, وفي بيان مشترك لهما، وفق وكالة «سانا» أمس، قال بيرني ساندرز والسيناتور بيتر ويلش من ولاية فيرمونت بعد اجتماع لهما أول من أمس في الأمم المتحدة لمناقشة الجهود العاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة ووضع حد للخسائر الكبيرة بأرواح المدنيين: «سمعنا في الأمم المتحدة وجهات نظر مختلفة حول الأزمة في غزة، إلا أن هدفنا يظل بذل كل ما في وسعنا لوقف القصف العشوائي الذي تسبب بخسائر فادحة في صفوف المدنيين وكذلك لايصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها وحماية الأبرياء في غزة».

وشدد السيناتوران على أن ما يحدث في غزة «كارثة إنسانية تستوجب التحرك الآن»، معربين عن أسفهما وتعازيهما كذلك لفقدان أكثر من 100 فرد من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة.

Exit mobile version