Site icon صحيفة الوطن

قرارات اللائحة الانضباطية مازالت غير ملبية والمطلوب حلول جذرية لاجتثاث الشغب من صالات السلة

على الرغم من الإثارة وقوة المنافسة اللتين نشاهدهما في دوري سلة المحترفين وما يقابلهما من حضور جماهيري كبير وأخاذ، غير أن حلول اتحاد كرة السلة في اجتثاث حالات الشغب التي باتت تعكر صفو دورينا غير موجودة بعدما اكتفى بحلول مجتزأة لا تسمن ولا تغني من جوع، وكل ما في الأمر اعتمد الاتحاد الحالي على رفع مستوى عقوباته وغراماته المالية التي لم تسهم في إصلاح ما أفسده الدهر بسلتنا وجماهيره.

حلول مؤقتة

على الرغم من التطور الذي شمل معظم مفاصل اللعبة في عهد الاتحاد الحالي غير أنه لم يتمكن من تغيير اللائحة الانضباطية وجعل عقوباتها تتماشى مع تطور مستوى أحداث الشغب التي أطلت برأسها بقوة على مباريات الدوري الماضي وساهمت في غياب الجمهور عن بعض اللقاءات، واكتفى الاتحاد بالغرامات المالية والحرمانات، وهما عقوبتان لم تؤثرا على اجتثاث الشغب الجماهيري لا بل رفعتا من وتيرة المنافسة الكلامية وتبادل التهم بين بعض جماهيري أنديتنا على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وهذا ما انعكس على أرض الصالات التي كانت بمنزلة ساحة لتفريغ شحنات عبر وسائل غير أخلاقية لا تمت للرياضة بصلة، ومع ذلك لم نر أي شيء جديد على صعيد اللائحة الانضباطية يسهم في انخفاض وتيرة الشغب وحالة اللاوعي الجماهيري.

رفع مستوى الحكام

جهود كثيرة تبذلها لجنة الحكام الرئيسية والاتحاد في سبيل رفع مستوى الحكام وجاهزيتهم الفنية ما يتناسب مع قوة المباريات إضافة إلى استقدام حكام أجانب لقيادة المباريات المهمة والحساسة من عمر الدوري وهذا من شأنه أن يسهم في تخفيف الضغط الجماهيري وتقليل فتيل الأحداث وخاصة أن جماهير أنديتنا باتت في بعض المباريات المهمة والحساسة لا تثق ببعض الصافرات المحلية لا بل تتهمها بالتحيز لهذا النادي على حساب الآخر وهذا ما سبب في المواسم الماضية افتعال أحداث الشغب.

أساليب جديدة

لأن ما تمر به السلة السورية غير عادي، ولأن الحلول الخشبية لم تعد تجدي في زمن التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، فإن هذا الواقع يفرض حلولاً فعّالة تكون وليدة واقعنا وتقبل التطبيق عليه، ولأن الإعلام شريك رغب قادة الرياضة في ذلك أم لم يرغبوا، وبعد رصدنا لمهازل التشنج على المدرجات التي يطيب للبعض إشعالها وتأجيجها، حيث إن عصا الفرقة والشقاق يحركها بعض المسيئين المتعصبين الذين لا يعرفون من الرياضة سوى لغة الفوز، ولأن الإساءات انتقلت من الألفاظ إلى الكتابة بعبارات يندى لها الجبين ويخجل منها الكبير والصغير، فإذا كانت الشتائم وليدة الانفعالات وربما أخطاء التحكيم كما يحلو للبعض تبريرها، فإن اللوحات المكتوبة في بعض اللقاءات الموسم الماضي عكست سلوكاً مبيتاً وأخلاقاً غير حميدة وتثبت سوء نية كاتبها ومصممها وحاملها، مما يفرض تعاملاً مختلفاً معها لأنها مبيتة ومدبرة ودافعها الكراهية وليس ردود الأفعال، وحتى لا نتهم بمعاداة التطوير والتحديث وبتعطيل روح الشباب فإننا نقترح على اتحادي كرة القدم والسلة ألا يسمحا برفع أي لوحة أو رسوم أو شعارات إلا إذا حصلت على موافقة مسبقة من اتحاد اللعبة أو اللجنة التنفيذية للنادي وتكون متماشية من أخلاقنا الرياضية بعيداً عن التشنج الجماهيري.

حقائق

لم تبدأ فرحة عودة الجماهير إلى الصالات وارتفاع حدة المنافسات حتى عادت حليمة إلى عادتها القديمة، فلا شروط المكان مناسبة ولا عدد الجماهير مناسب لسعة الصالات ولا فواصل بين الجماهير ولا مخارج طوارئ وسط الحماس والاندفاع تختفي الكثير من السلبيات التي ستظهر عند أول المطبات.

وثمة أسئلة باتت تؤرق عشاق محبي السلة السورية، كيف يقبل المنظمون أن يحضر في أرض الصالة أكثر من الجالسين على المدرجات، وكيف ستتطور سلتنا إذا كان بعض إداريي الفرق بلا روح رياضية ويسبقون الجماهير في الانفعال وردود الأفعال والاعتراض على صافرات الحكام حتى الأجانب منهم.

أيها السادة القائمون على سلتنا الوطنية تذكروا أن الصالات الرياضية أماكن مغلقة وأي حالة شغب قد تحدث فيها ربما تكون عاقبتها وخيمة، فالحذر الحذر يا اتحاد كرة السلة في التهاون بسلامة وأرواح الجماهير سعياً لتلميع صورتكم على الشاشات والاكتفاء بإصدار عقوبات وغرامات مالية لم تعد تفيد بأي شيء جديد.

خلاصة

سترتفع المناوشات وستتعالى الاعتراضات وستدخل المنافسات في منعطفات متقدمة لا ينفع معها حلول الطبطبة وتقبيل الشاربين، ولا بد من الحزم والجزم في مواجهة أي مخالفات، وقبل هذا وذاك توفير شروط الأمن والسلامةً في جميع الصالات وتزويدها بالكاميرات لرصد مثيري الشغب وإحالتهم للقضاء وبتر أي أفعال قد تقود كرة السلة إلى مكان لا تحمد عقباه، وغير ذلك لن يجدي نفعاً ووقتها لا يسعنا إلا أن نطبق المثل الشعبي القائل (فالج لا تعالج).

Exit mobile version