Site icon صحيفة الوطن

روائح الفشل

كلما حاولنا أن نفرد أجنحة للتفاؤل تخيم فوقنا ظلال الخيبات المريرة، ونتجرع مرارة الخذلان، فلم نعد نتحامل على أنفسنا ونفرح بالنقاط الثلاث التي خطفناها من كوريا متغاضين عن كل ما شاهدناه من سوء في الأداء وعلى كل الأصعدة الفنية، لأن الفوز كما يقال يغطي العيوب، هاهي عوراتنا الكروية تنكشف أكثر أمام اليابان لنخسر النتيجة والأداء معاً.

لم نزعل مطلقاً للخسارة فهي متوقعة أمام الساموراي الذي أظهر الفوارق بيننا وبينه كم هي شاسعة، ولكن الأداء المخجل والروح المهزومة والهروب من تحمل المسؤولية كانت العنوان البارز للمباراة.

العارفون ببواطن الأمور يدركون ماهية المشكلة في رياضتنا السورية عموما، والكرة بالأخص وما تعج به من تورمات خبيثة باتت بحاجة للاستئصال، فهذه اللعبة التي تتراجع بشكل مخيف يتساءل عشاقها عن كيفية النهوض بها ومن القادر على ذلك، وكيف يمكن تغيير النهج والعقليات وتدوير الموجودين والمنتفعين من خلالها؟

اللوم لا يقع على مدرب جاء لينتفع، ولا على مدرب جاء ليتعلم الحلاقة برؤوسنا، ولا بلاعب يفعل المستحيل كي يسوق نفسه عبر المنتخب، ولا على لاعب بنادٍ أصبحت كرة القدم مصدر عيشه، ولا لإداري متسلق أو مراقب أو حكم أو إدارة نادٍ لا تعرف كيف جاءت ولا كيف سترحل، كل هؤلاء مجرد أشخاص من المفترض أن يسيروا ضمن النهج والمنظومة الصحيحة، ولكن للأسف لا يوجد من يقود هذا العمل بشكله الصحيح ليرسم مستقبل الرياضة وكرة القدم بعد أن باتت واجهة نهضوية في كل دول العالم إلا نحن فهي تشير إلى مدى تخلفنا وما يستفيد منه البعض.

اليابان ليست سوى محطة ضمن ما مررنا به من وجع، ولكن قد يكون أكثرها مرارة لكون ما تم توفيره للمنتخب وباقي المنتخبات لم يتوافر من قبل، وانكشاف مستوى منتخب يلعب مع بعضه بعضاً منذ أكثر من عشر سنوات له دلالات كثيرة يجب التوقف عندها، وإن كنا لا نأمل أن تكون هناك معالجة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

غياب المحاسبة يدفعهم لعدم محاسبة كوبر على ما يفعله لأننا نعرف من شركاؤه بالفشل، وغياب المحاسبة يدفع بالقائمين على اللعبة للتمادي أكثر، وباللاعبين لعدم تحمل المسؤولية واللعب بروح عالية.

لا نحتاج للتسويغات، بل للمعالجة الفورية واجتثاث المرض من جسد رياضتنا التي باتت في حكم الموت السريري.

Exit mobile version