Site icon صحيفة الوطن

أنباء عن وجود تنسيق واضح مع الميليشيات.. وأخرى: «سيناريو أميركي» … «قسد» تستقبل أحد متزعمي «النصرة» في الشحيل وتعتقل نساء دواعش في «الهول»

في وقت اعتقلت فيه عدداً من نساء مسلحي تنظيم داعش الإرهابي عقب مداهمتها خيمهن في «مخيم الهول» الذي تديره بريف الحسكة الشرقي، تحدثت تقارير إعلامية عن استقبال وفد من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المتزعم في الفصائل المسلحة ومؤسس ما يسمى «لواء مؤتة» التابع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي المدعو عمار محمد الحداوي في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، في مؤشر واضح إلى مدى التنسيق بين الميليشيات والتنظيم.
ونقل موقع «أثر برس» الإلكتروني أمس عن مصادر محليّة من مدينة الشحيل التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» تأكيدها خبر وصول الحداوي إلى مدينة الشحيل الخميس الماضي، مشيرة إلى أن موكباً من ميليشيات «قسد» تابعاً لأحد متزعميها الملقّب بـ«الضبع»، استقبل الحداوي.
مصادر عشائرية من جهتها اعتبرت في تصريح نقله الموقع، أن استقبال الحداوي من وفد تابع لـ«الضبع» مؤشر إلى وجود تنسيق واضح على هذا الصعيد مع «قسد»، بينما رأت مصادر أخرى في تصريح مماثل، أن ثمة سيناريو أميركياً يقف وراء ذلك، ويعتمد هذا السيناريو على استجرار رؤوس «الفكر السلفي الجهادي» ممن يملكون حاضنة شعبيّة في تلك المناطق والبناء عليها في مواجهة الحراك العشائري الذي يقوده شيخ قبيلة «العكيدات» إبراهيم الهفل.
وحسب المصادر، فإنه في بداية الحرب الإرهابية التي شنت على سورية برز الحداوي عبر قنوات دينية متشددة مثل «وصال» الفضائية، وظهر في فيديو مُسجل يحرض المسلحين على القتال خلال حصار موقع «الهجانة» التابع للجيش العربي السوري في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ثم انتقل بعدها إلى السعودية، وعام 2013 ظهر بمقطع فيديو مع مسلحي ميليشيا «حركة أحرار الشام» بمدينة إدلب، وفي بداية عام 2014 اندلعت مواجهات بين تنظيمي «النصرة» وداعش الإرهابيين في مدينة الشحيل ودخل الحداوي وسيطاً للتفاوض بينهما، وانتهت المفاوضات بسيطرة داعش على أغلب مناطق دير الزور، وبقي في الشحيل حتى عام 2016، وفر لاحقاً إلى تركيا.
وأكدت المصادر، أن الحداوي أقام في مدينة جرابلس في ريف حلب الشرقي لمدة شهرين عقب خروجه من تركيا، ليظهر بشكل مفاجئ في مدينة الشحيل.
وأضافت: إن الحداوي هو من أبناء مدينة الشحيل، غادر إلى المملكة العربية السعودية بداية العام 2000، واعتنق الفكر السلفي المتشدد.
بموازاة ذلك، أكدت مصادر من «مخيم الهول» في تصريح نقله «أثر برس» أمس، أن دوريات تابعة لميليشيات «قسد» دهمت بعض خيام نساء مسلحي داعش داخل القسم الرابع في «مخيم الهول» واعتقلت عدداً منهن واقتادتهن إلى جهة مجهولة من دون معرفة الأسباب.
ووفق المصادر، فإن «أغلبية النساء القاطنات داخل القسم الرابع هن من حملة الجنسية السورية، وتوجد داخل القسم نساء من أرياف دير الزور والرقة وحلب وأغلبيتهن من زوجات عناصر تنظيم داعش.
ولفتت المصادر إلى أن أغلبيتهن يحملن حتى الآن فكر التنظيم، إذ يعد هذا القسم من أكثر الأقسام خطورة بعد قسم المهاجرات من الجنسيات الأجنبية.
وأضافت المصادر: إن ميليشيات «قسد» تشن بين مدة وأخرى حملة اعتقالات تطول عدداً من النساء داخل القسم نفسه، وتقتادهن إلى جهة مجهولة.
وتأتي عمليات المداهمة بالتزامن مع انتشار أنباء داخل المخيم تفيد بخروج قسم كبير من العائلات المقيمة داخل المخيم من الجنسية السورية وإعادتها إلى قراها في أرياف دير الزور والرقة وحلب والريف الجنوبي الحسكة.
وسبق أن لجأت «قسد» إلى فصل قطاعات المخيم بعضها عن بعض بإقامة جدران إسمنتية، لتخصص بوابات للتنقل بين هذه القطاعات تغلق عند الساعة السادسة من مساء كل يوم، كما أكدت المصادر أن «قسد»، تفرض حظراً للتجوال في كامل قطاعات المخيم في التوقيت نفسه، مع معاقبة من يكسر القيود الموضوعة على التنقل ليلاً بالسجن.
وتحتجز «قسد» في مخيماتها شمال شرق البلاد التي يعد «الهول» أبرزها، إضافة إلى نازحين سوريين وعراقيين، آلافاً من مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم بينهم الكثير من الأجانب الذين ترفض بلدانهم الأصلية استعادتهم خوفاً من أن يرتد إليها إرهابهم، بعدما قدمت تلك الدول الدعم لهم في سورية.

Exit mobile version