Site icon صحيفة الوطن

الشراكة المفقودة!

ثمة حاجة في كثير من الأحيان للخروج من موقف التنظير والوقوف بشجاعة وموضوعية أمام واقع الحال، أكبر نسبة من مصدر المعلومات للجمهور اليوم عن طريق الإنترنت ومازلنا بحاجة إلى شبكة معلومات على المستوى الوطني لتسويق المعلومات الصحفية.

الكثير من المتابعين يتداولون ويتفاعلون مع المعلومات التي يتلقونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من معلومات الإعلام الرسمي، الأمر الذي يجعلنا نفتقد وجود إعلام يكون إلى جانب المواطن بكل شفافية وصراحة تجعله على اطلاع كامل على الصعوبات وواقع الحال وتفسير بعض الوقائع المتسارعة بدءاً من الظروف المعيشية مروراً ببعض القرارات المتعلقة بزيادة الأسعار وصولاً إلى أسباب غياب الحلول البديلة. ولعل القاعدة التي يمكن الاستناد إليها في طرح مثل هذا الأمر هو أن الإعلام يمكن أن يساعد الحكومة في نجاح عملها ونهجها وخططها، ويستطيع أن يساعد الحكومة على تبني ونشر خطاب واضح وشفاف حول القدرات والإمكانات المتوافرة وما تعجز عنه في الوقت الحالي وما هي أسباب هذا العجز. الإشكالية المزمنة أنه لطالما رغبت الحكومات المتعاقبة غالباً في الإعلام الذي يبيض الصفحة ما جعل إمكانية التأثير محدودة جداً، والمشكلة المزمنة أن معظم المؤسسات العامة وفي مقدمتها الوزارات لا تزال تحجب المعلومات عن الصحفيين، ولا يزال ثمة من يمنع أي زيارة وجولة أو لقاءات للصحفيين مع معنيين بمؤسسات الدولة إلا بموافقة مسبقة من وزير أو المكتب الصحفي بالوزارة.

نأخذ مثالاً عن وظيفة أساسية ودور مهم للإعلام في حياتنا الوطنية فمنذ طفولتنا تربينا على مفهوم أحببناه وهو (أبوية الدولة) فهي التي وفرت لنا الأمن والتعليم والصحة والسكن وغيرها من متطلبات الحياة الأساسية، وفي كل بيت يوجد طلاب وفرت لهم الدولة التعليم المجاني، وكذلك الأمر الخدمات الصحية المجانية في مشافي القطاع العام.

اليوم وعلى الرغم من الظروف الصعبة والتحديات التي تواجهها الدولة السورية نتيجة الحرب العدوانية الظالمة والحصار الجائر والعقوبات التي تمتد حتى إلى من يفكر بالتعامل معنا، رغم ذلك كله أبوية الدولة مستمرة وثقة المواطن السوري تتعزز يوماً بعد آخر بأن الدولة هي الضمانة للاستقرار وهي مصدر الحياة الكريمة. وعندما تتعاون الحكومة مع الإعلام يمكن أن يسهم نتاج هذه الشراكة في تعزيز ذهنية المواطن بأن الدولة هي الوحيدة القادرة على إدارة شؤونه وأنه لا يستطيع تقرير مصيره إلا في إطار الدولة ومؤسساتها، وليت أصحاب القرار الذين يغمضون عيونهم عن دور الإعلام وتأثيره يقتنعون بأن الإعلامي السوري عندما نوفر له المعلومات الصحيحة يستطيع أن يبني عليها خطابه الإعلامي الذي يصل إلى الناس بكل شفافية وصراحة وموضوعية، لا بل يمكن أن يقول علانية إن الحكومة لا تملك اليوم ولا يمكن أن تمتلك تلك العصا السحرية التي تلبي كل رغباته واحتياجاته وتحل كل مشكلاته، لكن بالمقابل يشير إلى أي شكل من أشكال التقصير والإهمال والتريث والفساد أيضاً بكل شفافية وعلانية، فهل ثمة من يشجع ويدعم ويقدم التسهيلات لتكون هذه المعادلة موجودة وقبل ذلك هل آن الأوان أن يفهم بعض المسؤولين أهمية أن يكون الإعلام شريكاً في العمل الوطني وأن ممارسة الإعلام لدوره الفعلي أحد أهم مؤشرات نجاح العمل الحكومي؟

Exit mobile version