Site icon صحيفة الوطن

معرض فني لخريجي طلاب مركز أدهم إسماعيل … الشوا: لا بد من الاحتفاء والاحتفال بنتاج جهود الطلاب بعد المثابرة والعمل الدؤوب والمتواصل

قدم ١٦ طالباً من خريجي مركز أدهم إسماعيل مساء الأحد خلاصة تجربتهم التشكيلية وما أحرزوه من تعليم وتدريب وتنمية مهارة خلال عامين دراسيين في المركز رافقها الكثير من الخوف والشغف والحب، وذلك في مقر المركز الرئيسي في ساحة الشهبندر بدمشق ضمن المعرض الفني الذي رعته وزارة الثقافة.

مثابرة واجتهاد

في تصريح للإعلاميين أوضحت معاون وزيرة الثقافة ثناء الشوا أن الدور المركزي والجوهري للمراكز التشكيلية والتطبيقية في المحافظات هو جذب الفئات من الناس بمختلف الاختصاصات ممن لم تسمح لهم الفرصة أن يحققوا حلمهم وموهبتهم، وكان أن اتجهت إلى مسارات أخرى وتعليم أكاديمي آخر من طب ومحاماة وصيدلة وهندسة وحتى أرباب المنازل فأوجدت مثل هذه المعاهد لتحتضن هؤلاء الأشخاص، ومن الواضح أن هذه الفئة ستنطلق بالكثير من الإبداعات كما أخبرتنا اللوحات المعروضة.

ولفتت الشوا إلى أن أهم ما يميز المواضيع المعروضة أنها تعبر عن فكرة ما بأكثر من عمل وهو ما يصعب وصفه أو التعبير عنه، ففكرة واحدة في ثلاث لوحات بحاجة إلى الكثير من الإبداع والجهد ولعل المتابعة ظهرت واضحة وجلية من الطلاب والقائمين على المعهد وهو أمر في غاية الأهمية.

وتابعت: تكمن أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات أنها نتاج جهد عملية تعليمية ومتابعة ولاسيما أن المشاركين كما أسلفنا غير متفرغين بشكل مطلق ولديهم التزامات أخرى، ولا بد من الاحتفاء والاحتفال بنتاج جهدهم بعد عامين من المثابرة والعمل الدؤوب والمتواصل.

نقطة انطلاق

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضح مدير مركز أدهم إسماعيل قصي الأسعد أن المعرض هو محطة دورية يتوقف عندها المركز بشكل مستمر كل ستة أشهر من أجل تخريج مجموعة من الدارسين والطلاب والمواهب الذين درسوا قرابة عامين وقدموا مشاريع تخريجهم وتعد هذه المرحلة نقطة البداية والانطلاق للخوض في عالم الفن التشكيلي، مبيناً أن الأعمال المعروضة بلغ عددها قرابة ٤٤ عملاً بقياس مئة إلى ٧٠ سم بتقنية التصوير الزيتي بمواضيع مختلفة ومتنوعة، مستخدمين العديد من التقنيات التي تعلموها خلال فترة الدراسة ليقدموا مشاريعهم اليوم ويرفدوا الحركة الفنية التشكيلية في سورية عموماً ويكونوا فاعلين ضمن هذا الميدان الذي طالما أحبوه وأظهروا شغفهم فيه محققين طموحاتهم ورغباتهم من خلال الدراسة في مركز أدهم إسماعيل.

كما لفت الأسعد إلى أن المعهد أسس في النقطة الأولى لمساعدة الموهوبين الذين لم تشأ الظروف بظهور مواهبهم للعلن ولم تتسن لهم الفرصة بممارسة رغباتهم وذلك بموجب اختبار قبول ولا يوجد شرط معين للانتساب سوى أن يكون الراغب من عمر ١٨ فما فوق.

وختم: إن هذا المعرض يعد بمنزلة انطلاقة جديدة لمجموعة من المواهب الفنية للغوص في بحار الفن ومحيطه وتقديم محتوى فني لائق وذي رسالة.

وسيلة حضارية للتعبير

الصيدلانية لميس زنبوعة أكدت أن وجودها في المركز ساهم في امتلاكها وسيلة مهمة من وسائل التعبير الحضارية باستخدام فن الرسم، فنستطيع بوساطة الفرشاة والألوان أن نعبر عن كل ما يجول في خاطرنا من أفكار.

وعن لوحاتها الثلاث بينت زنبوعة أنها رسوم واقعية لصور مأخوذة من إحدى قرى حقول ومزارع ريف دمشق في مدينة قطنا، فركزت على فكرة أن الأرض تحمل الخير الكثير ولا تتوقف عن العطاء بتغير الظروف، لذلك لا بد من استثمارها والاستفادة منها فردياً أو مجتمعياً ما يضمن رفع مستوى معيشة الفرد ودعم الاقتصاد الوطني.

صعوبات دراسية

أما المشاركة مرام الفرا فقد أشارت إلى أن أوقات ومواعيد دراستها الأكاديمية في كلية الحقوق تزامنت مع أوقات دراستها في أدهم إسماعيل وهذا ما أوجد عندها بعض الصعوبات في التنقل والدراسة، وكذلك فقد بينت أن لوحاتها الثلاث تركز على فكرة الأنس بحيث أن كل واحد فينا بحاجة لوجود شخص يشاركه همومه وفرحه ويشعره بقيمته وحتى في الأمور الروتينية والرتيبة التي لا جديد فيها إلا أن وجود الشريك أو الصديق يجعلها مختلفة كلياً، فجسدتها من خلال علاقة الزوجين المتقدمين في السن اللذين يصبحان لصيقين دائمين ومؤنسين لبعضهما، وحتى الأخوة أو الأصدقاء.

من جانبها الخريجة سارة الطباع ركزت على أن المعهد شكل لها إضافة مهمة في حياتها ولاسيما أنني والعديد من زملائي دخلنا المعهد كهواة، وأن من أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مرحلة دراستي الأكاديمية هذه هو صعوبة تأمين المواد الأولية لإنجاز الأعمال في ظل ارتفاع أسعارها.

كما لفتت إلى أن لوحاتها تمحورت حول تبعات وتأثيرات الأزمة الأخيرة والضائقة الاقتصادية التي ضربت بكل مفاصل الحياة، فجسدت في لوحة واقع حال الأشخاص الذين يعانون البرد في ظل غياب محروقات التدفئة، وفي لوحة أخرى تطرقت إلى أزمة العمل وفي الأخيرة إلى مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

أرحل أم أبقى؟

خريجة الآثار كيندا الراعي شددت على أن دخولها المعهد يأتي من خلال شغفها بالرسم ومن أجل تحقيق طموحها، وقبولي في المعهد كان مصدر سعادة كبيرة بالنسبة لي، مؤكدةً أن الحيرة هو ما انطلقت منه في تنفيذ لوحاتها وهو ما يقع فيه كثير منا بعد أن ينهي مرحلة دراسته الجامعية أو ربما تحقيق حلمه، فيقع في حيرة بين البقاء أو المغادرة، والاستمرار أو التوقف.

وتابعت: المعهد يقدم لنا الكثير من الدعم والمواد الأولية ويعلمنا تقنيات الإكرليك والزيتي والمائي والباستيل إضافة إلى الخط العربي والنحت والحفر.

واقع مرير

أما الفنانة التشكيلية إلهام الشرارة فقد ذهبت إلى تجسيد الواقع المرير الذي تعيشه نسبة كبيرة منا والذي يتجسد بالفقر والتشرد والحرمان والمعاناة، وشددت الشرارة على أن الرسالة التي حملتها لوحاتها تجلت في نشر الحب الذي يقضي على الفقر وعلى الفساد والبطالة ويحقق العدالة.

ضم المعرض عدداً من اللوحات المتنوعة في المحتوى بين الطبيعة والمرأة والتأمل والتعليم والطفولة ومعاناتها من خلال المدلولات البصرية والعديد من الرسائل الفنية بأساليب مختلفة في التنفيذ.

Exit mobile version