Site icon صحيفة الوطن

في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة «آمال» تكرم الخريجين وتحتفي بإنجازات الأطفال … وزير التربية: «آمال» تستعد لقانون مدارس الإعاقة لمساعدة الأطفال الذين يولدون بإعاقة من أجل دمجهم في المجتمع بطريقة أو بأخرى

انطلاقاً من شعار الأمم المتحدة لليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2023، أقامت المنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) فعالية تحت عنوان (معاً لتنمية مجتمعنا مع ومن أجل الأشخاص ذوي الإعاقة) ظهر أمس في مقر المنظمة بدمشق، وقد تخللها بعض الأنشطة وتكريم للطلاب ومعرض فني.

بدأ الحفل بتقديم النشيد السوري بأداء الكورال بقيادة الأستاذ فادي عطية، بالمشاركة بين مجموعة من أطفال مركز اضطراب طيف التوحد والمركز التربوي للإعاقة السمعية، دعماً منهم لتنمية مفهوم التنمية المجتمعية في المجتمع، تبعته كلمة مجلس أمناء منظمة آمال التي ألقاها د. علي توركماني.

عمل إنساني

في كلمة ممثل مجلس أمناء منظمة آمال د. علي توركماني أوضح أن هذا اليوم مخصص للاحتفال بالأشخاص ذوي الإعاقة فهذا اليوم لهم والمسرح لهم والفرحة بهم ولهم، واليوم أيضاً سنحتفل بفريق التأهيل الذي دأبت المنظمة منذ نشأتها على إعداد كوادرها واستكمال الاختصاصات التي نتوجها اليوم بتكريم أول دفعة من خريجي العلاج الوظيفي في سورية الذي تم إحداثه وافتتاحه بمبادرة ودعم من آمال في جامعة المنارة في اللاذقية وتم توطينه مؤخراً في جامعة دمشق انطلاقاً من رؤيتها لأهمية فريق التأهيل مع الأشخاص ذوي الإعاقة.

وتابع: إن كل ما نقوم به في آمال هدفه ومحوره الأشخاص ذوي الإعاقة ولاسيما الأطفال منهم بغرض الدمج في المجتمع، وبهذا المجال تنكب منظمة آمال مع وزارة التربية على تطوير مفهوم الدمج المدرسي وآلياته، والعمل على المستوى الوطني كان الشغل الشاغل للمنظمة منذ تأسيسها ولذلك عملت لتكون شريكاً أساسياً في البرنامج الوطني في الكشف المبكر والتدخل لدى حديثي الولادة مع الوزارات والمؤسسات المعنية الأخرى والتي تم إطلاقها الصيف الماضي برعاية السيدة الأولى أسماء الأسد.

وشدد على أن المنظمة تنطلق من حرصها على العمل العلمي المحترف.

ودعماً للبرنامج الوطني للكشف المبكر والتدخل لدى حديثي الولادة أقامت المنظمة مؤتمراً عالمياً لنقص السمع والتأهيل قدم فيه المحاضرون والخبراء في هذا المجال أفضل الخدمات للأطفال، وعلى المستوى الدولي سيكون صوت سورية في المنتدى العالمي للسمع حيث أصبحت مؤخراً ضمن المنتدى العالمي للسمع وشاركت في اجتماعات منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، ونأمل أن نحتفل جميعاً في حلب العام القادم وخوض غمار صعوبات التعلم الأكاديمية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ووزارة التربية.

وفي الختام قال د. توركماني: إن العمل في قطاع الإعاقة عمل إنساني في المرتبة الأولى والعمل الإنساني أساسه ومحركه الضمير ولذلك نتقدم لسيدة الضمير السيدة أسماء الأسد بالشكر الجزيل على كل ما تقوم به في المجال الإنساني ودعمها الدائم والمستمر لقضية الإعاقة عموماً وآمال خصوصاً ومتابعتها الدقيقة لكل ما نقوم به.

دمج مجتمعي

في تصريح للصحافة أوضح وزير التربية د. محمد عامر مارديني أن الفعالية هذه تأتي لتكلل جهد السنوات الماضية لكثير من الأشخاص وعلى رأسهم السيدة الأولى أسماء الأسد، وأكد أن ما شاهدناه في الحفل لا يمكننا أن نحبس أدمعنا أمامه، وعواطفنا الجياشة ستدفعنا تلقائياً لذرف الدموع من شدة الفرح، فنحن لدينا العديد من الأطفال الذين يفتقدون كثيراً من الأشياء وربما عاد لهم ما فقدوه بطريقة رائعة، مبيناً أنه من دواعي الفخر والسعادة بالنسبة له أن يكون أحد أعضاء مجلس أمناء المنظمة إضافة إلى تكليفه بمهام وزارة التربية لتصبح العملية تكاملية، فبات هناك الكثير من التجارب في آمال التي من الممكن إسقاطها بطريقة أو بأخرى على وزارة التربية.

وشدد على أن وزارة التربية شريكة في هذا المشروع بحيث إن هناك مجموعة كبيرة من الطلاب المندمجين مع زملائهم، وهو ما وجده معقولاً في عدد من المدارس التي قام بزيارتها أمس، مؤكداً أننا بحاجة إلى طريقة مناسبة للتعاطي مع هؤلاء الأطفال، ويأمل أن يكون كل شيء على ما يرام.

كما صرح أن آمال تستعد لقانون مدارس الإعاقة وهو ما يساعدنا بنسبة كبيرة في مساعدة الأطفال الذين يولدون بإعاقة لنحاول قدر المستطاع دمجهم في المجتمع بطريقة أو بأخرى.

قضايا إنسانية تربوية

وعن الخطط الجديدة في آمال أفاد د. علي توركماني أن المنظمة بدأت منذ نحو عشرين عاماً بماجستيرات في علاج النطق والسمعيات ثم انتقلت إلى العلاج النفسي الحركي ومن ثم إلى العلاج الوظيفي، ومنذ 2017 ساهمت المنظمة بإحداث كلية العلوم الصحية التي تم فيها توطين معظم هذه الاختصاصات لكي تصبح إجازات جامعية، وآخر ما تم توطينه اختصاص العلاج الوظيفي الذي بدأ في جامعة المنارة وشاهدنا اليوم أول دفعة خريجين فيها ومنذ عدة أسابيع أمضينا اتفاقية مع جامعة دمشق كلية العلوم الصحية لكي يصبح موطناً فيها.

وركز توركماني على أن المنظمة بصدد التصدي لصعوبات التعلم الأكاديمية وهي إضافة إلى أنها قضية إعاقة فهي تربوية، وسنقوم بالتعاون مع وزارة التربية بدورات تدريبية وقد نقوم بدبلومات أيضاً في هذا المجال لاستكمال فريق التأهيل ولو من الناحية التربوية.

شراكات حكومية

في تصريح لـ«الوطن» بين مدير مركز خدمة العلاج النفس حركي والعلاج الوظيفي علي محمد أن منظمة «آمال» تسعى دائماً للقيام بمجموعة من التدريبات ورفد البلد بكوادر من خلال مساهمة ومشاركة عدد من المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية، وتدعم «آمال» مجموعة من البرامج وتكون شريكة فيها مع باقي الوزارات والمؤسسات المعنية كبرامج إجازة في تعليم النفس حركي والعلاج الوظيفي وعلاج السمعيات وعلاج تقويم كلام اللغة وغيرها من البرامج بالشراكة مع جامعة دمشق وجامعة حلب وجامعة تشرين، إضافة إلى وجود مجموعة من التدريبات لرفد الكوادر المحلية وتدريبها وصقل مهاراتها بمجموعة من الجمعيات الموجودة على مساحة القطر.

كما قال محمد: الأشخاص ذوو الإعاقة هم أفراد فاعلون ومتفاعلون في المجتمع ويتمتعون بكامل الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن آخر ومنها حقوق اقتصادية واجتماعية وتعليمية وغيرها، ولعل وجودنا إلى جانبهم في كثير من الأحيان واجب علينا وأنا شخصياً لا أجد نفسي أتعامل مع شخص صاحب إعاقة وهذا ما يعزز وجودهم كأفراد فاعلين في المجتمع.

أعمال نحتية

من جانبها مسؤولة خدمة الفنون في المنظمة فاطمة عثمان أشارت إلى أن المعرض يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ويشاركها في المعرض 13 طفلاً من أصحاب الإعاقة السمعية وطيف التوحد، وأكدت أن الفكرة تأتي من أن الطفل يقف أمام المرآة وينحت نفسه ليحقق لقاء بين ذاته وما يرى نفسه على المرآة وفي الوقت ذاته يرينا الطفل الطريقة التي يرى من خلالها نفسه، فقدم الأطفال مجموعة أعمال نحتية تنوعت بين البوليستر والحجر الصناعي.

كما أشارت عثمان إلى أن المنظمة لديها منهاج فني تربوي داعم للخطة التربوية ومنهاج فني آخر للأطفال الذين يمتلكون بعض الموهبة ونحن نسعى إلى تنميتها ورعايتها.

فرصة للاحتفاء

كما تحدثت مديرة مركز اضطراب طيف التوحد بشرى عويجان لـ«الوطن» قائلةً: الحدث اليوم يقام بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة وهو ما يشكل أهمية بالغة للإضاءة على هذه الفئة من الأشخاص التي تشكل فئة أساسية في المجتمع والجانب التوعوي هو الأساس في عملنا أيضاً، وبجميع المراحل نحن شركاء مع أسر الأطفال ذوي الإعاقة لتقديم خدمات بشكل يخدم وجودهم ويساعد على دمجهم في المجتمع، ولعل هذا اليوم يشكل فرصة للاحتفاء بهؤلاء الأشخاص والاحتفال بهم.

عروض متنوعة

تخللت الفعالية قصة نجاح طفل من أطفال المركز التربوي للإعاقة السمعية، فجسد أبهى نتائج النجاح من خلال رسوماته وحبه لتعلم الموسيقا ليؤكد أن الإرادة أخذت به إلى مستقبل مملوء بالطموح والنجاح، بالإضافة لفيديو تسجيلي يوثق إنجازات المنظمة ويعرض أبرز محطات العمل للعام 2023، ثم اكتسى مسرح المنظمة بمجموعة من الكواكب الشمسية في العرض المسرحي الذي قدمه أطفال المركز التربوي للإعاقة السمعية، ومن ثم تكريم الطلاب الثلاثة الأوائل من خريجي الدفعة الأولى لبرنامج العلاج الوظيفي الذي سيثمر آفاقاً جديدة في تقديم خدمات أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضاً تكريم أطفال مركز ذوي الإعاقة السمعية الذين أنهوا الدراسة الثانوية، وفي الختام معرض فني بعنوان (لقاء) الذي ضم نتاج أعمال أطفال المركز التربوي للإعاقة السمعية وأطفال مركز اضطراب طيف التوحد، فسلط المعرض الضوء على روح الشغف والفن لدى الأطفال.

يذكر أن منظمة آمال أحدثت عام 2002 بموجب قرار وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل (1505) لتكون منظمة أهلية غير ربحية غايتها توفير خدمات التأهيل وتأمين البيئة الداعمة للأشخاص ذوي الإعاقة وفق معايير عالمية بإشراف خبراء دوليين، إضافة إلى أنها توفر برامج تدريب عملية للعاملين في مجال الإعاقة على اختلافها والتي تتنوع بين اضطرابات الكلام واللغة والتوحد والإعاقة السمعية، وتعمل على تطوير منظومة العمل التشريعية والإدارية لتسهيل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في وطن يؤمن بطاقة أبنائه.

Exit mobile version