يصل قطار بطولة كأس العالم للأندية التي تجمع أبطال القارات إلى محطتها النهائية من خلال النسخة الأخيرة التي تقام في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بداية من الثلاثاء، فمن المزمع إقامة مونديال الأندية بمشاركة 24 فريقاً بداية من العام 2025 على أن يقام كل أربع سنوات مرة، وتحمل النسخة الحالية الرقم 20 من انطلاقها للمرة الأولى في البرازيل مطلع العام 2000، وتضم النسخة الحالية كالعادة أبطال القارات (الست) الكروية إضافة إلى فريق يمثل الدولة المضيفة، ولا تختلف الترشيحات عن النسخ السابقة بنظامها الحالي فما زالت أندية أوروبا وأميركا الجنوبية هي المرشحة للنهائي وللقب على الرغم من بعض الاختراقات التي سجلتها بعض الأندية من القارات الأخرى على حساب ممثلي أميركا الجنوبية دائماً، ويحتضن ملعب الأمير عبد اللـه الفيصل (27000 متفرج) وملعب الملك عبد اللـه (62000 متفرج) مباريات البطولة والأخير يشهد مباراة الافتتاح بين الاتحاد السعودي مع أوكلاند سيتي النيوزيلندي.
ضيوف مرشحون
وتظهر ثلاثة أندية من بين السبعة المشاركة في النسخة الأخيرة للمرة الأولى في البطولة ولعل أبرزها مانشستر سيتي بطل أوروبا، الفريق المرعب تحت قيادة الإسباني بيب غوارديولا ونجومه المتألقون في مقدمتهم دبابة الأهداف النرويجية إرلينغ هالاند وألفاريز وفودين وسواهم، أما الفريق البرازيلي فلومينينزي صاحب الشعبية الجارفة في ريودي جانيرو فيقوده مدرب المنتخب البرازيلي (المؤقت) فرناندو دينيز ومعه نخبة من المخضرمين مثل الثنائي مارسيللو وميلو إضافة إلى بعض مواهب السامبا وكذلك عدد من المحترفين من دول الجوار، وكذلك يشارك ليون المكسيكي للمرة الأولى وهو أحد الأندية العريقة هناك لكنه لا يضم أي لاعب دولي حالياً ويعتمد على عدد من نجوم أميركا اللاتينية.
هذا بالنسبة للضيوف أما أوكلاند سيتي ممثل أوقيانوسيا فيظهر للمرة الحادية عشرة (رقم قياسي) لكنه تجاوز الدور التمهيدي مرة واحدة عام 2013 ويومها سجل إنجازه الأفضل عندما أنهى البطولة بالمركز الثالث، ويعد الأهلي المصري بطل إفريقيا أحد الوجوه المألوفة في المونديال فقد ظهر في ثماني نسخ سابقة وحل في ثلاث مرات منها بالمركز الثالث، أما ممثل آسيا أوراوا ريد الياباني فيظهر للمرة الثالثة وسبق له أن حل ثالثاً في نسخة 2006، ويعود الاتحاد السعودي للمشاركة بعد 18 عاماً وهذه المرة كممثل للدولة المضيفة بعدما شارك في نسخة 2005 كبطل للقارة الصفراء وحل فيها رابعاً.
المباريات
تفتتح البطولة بلقاء الاتحاد مع أوكلاند في الساعة التاسعة مساء الثلاثاء، ويلتقي الفائز منهما مع الأهلي المصري في الدور الثاني (9,00 مساء الجمعة) وتسبقها في الخامسة مباراة ليون مع أوراوا، وفي نصف النهائي يلتقي الفائز من لقاء الأهلي مع فلومينينزي (9,00 مساء الاثنين القادم) في حين سيكون الفائز من المباراة الأولى على موعد مع مان سيتي (9,00 مساء الثلاثاء) والفائزان من المباراتين الأخيرتين يتواجهان في النهائي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري (9,00) وتسبقها في الخامسة كذلك مباراة الترتيب على المركز الثالث.
حلم النمور
كبرت أحلام الاتحاد السعودي الملقب بالنمور بالسير بعيداً في البطولة ولاسيما بعد التعاقدات الكبيرة التي قام بها خلال الصيف الفائت فأصبح فريقاً كبيراً مرصّعاً بعدد من النجوم العالميين وعلى رأسهم كريم بنزيمة أحد هدافي البطولة التاريخيين والبرازيلي فابينيو والفرنسي كانتي والمغربي حمد اللـه إضافة إلى عدد من اللاعبين المحليين الدوليين، ويأمل الفريق الذي يقوده الأرجنتيني مارسيلو غاياردو الذي سبق له أن خاض المونديال أيضاً أن يقلد مواطنه الهلال الذي بلغ نهائي الماضية، وتبدو بداية المهمة سهلة نوعاً ما عندما يواجه أوكلاند سيتي الذي تعود الخسارة في الدور التمهيدي والذي سبق له أن تجاوزه مرة واحدة على حساب المغرب التطواني المغربي بركلات الترجيح في نسخة 2014 لكنه سار بعيداً يومها واحتل المركز الثالث في أفضل إنجاز خلال مشاركاته الكثيرة، وخاض في البطولة 16 مباراة ففاز بثلاث مقابل تعادلين و11 هزيمة.
ويعد اتحاد جدة الذي يخوض البطولة على أرضه ثالث ناد سعودي يظهر فيها بعد قطبي الرياض (النصر والهلال) فخرج الأول من الدور الأول لبطولة عام 2000 بهزيمتين وفوز، في حين الثاني خاض البطولة في ثلاث مناسبات فحل رابعاً عامي 2019 و2021 قبل أن يخسر النهائي في 2022 أمام ريال مدريد، وبالطبع فالفريق الثالث فهو الاتحاد ذاته الذي فاز على الأهلي المصري بهدف في بطولة 2005 وخسر أمام ساوباولو البرازيلي 2/3 في نصف النهائي وبالنتيجة ذاتها أمام سابريسا الكوستاريكي على المركز الثالث.
الريال والبرشا
على الرغم من دخوله متأخراً على خط اللقب بعدما حل ثالثاً في النسخة الأولى فإن ريال مدريد استطاع التقدم بسرعة ليحتل مقدمة الفرق المتوجة باللقب مؤكداً زعامته لأندية العالم على كل الصعد فقد توج باللقب خمس مرات أعوام (2014 و2016 و2017 و2018 و2022) يليه مواطنه برشلونة الذي توج بثلاثة ألقاب أعوام (2009 و2011 و2015) ثم كورينيثياس البرازيلي بلقبين (2000 و2023) ومثله بايرن ميونيخ الألماني (2013 و2020)، وفازت باللقب مرة واحدة أندية: ساوباولو البرازيلي (2005) ومواطنه إنتر ناسيونالي (2006) وتوجت أندية مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسي (إنكلترا) مرة واحدة أعوام 2008 و2019 و2021 على التوالي ومثلها ميلان الإيطالي 2007 وجاره إنتر 2010، وبذلك يكون 11 فريقاً توجوا بالكأس وبالطبع فالصدارة إسبانية بواقع 8 ألقاب تليها أندية البرازيل بـ4 ألقاب وإنكلترا بـ3 ألقاب ثم إيطاليا وألمانيا بلقبين.
بانوراما اللاعبين
بين الأكبر والأصغر والأكثر مشاركة تتنوع الأرقام والإحصائيات حول اللاعبين في البطولة لكن الأهم أن لاعباً واحداً استطاع الظفر بالكأس ست مرات ولم تغب الأسماء العربية على الرغم من قلة الإنجازات للأندية وهنا بعض الأرقام المتعلقة باللاعبين:
– أكثر اللاعبين ظهوراً في البطولة هما الأرجنتيني إيمليانو تادي والإسباني أنخيل بيرلانغا حيث مثلا أوكلاند سيتي في 7 نسخ بين 2011 و2017 مع فارق أن الأول لعب 10 مباريات مقابل 9 مباريات للثاني.
– الألماني توني كروس شارك في 6 نسخ أعوام 2013 مع البايرن و2014 و2016 و2017 و2018 و2022 مع الريال.
– المركز الثاني من حيث عدد البطولات يأتي أيضاً لاعبان من أوكلاند هما الياباني تاكويا إيواتا والصربي دانييل كوبريسيفيتش وكلاهما شارك في 6 نسخ والأول خاض 9 مباريات بين (2011 و2016) في حين الثاني خاض 8 مباريات لكنه أيضاً يتميز بأنه شارك مع فريقين هما وايتكيري الذي ظهر معه في نسختي 2007 و2008 ثم أوكلاند في نسخ 2009 و2011 و2012 و2013.
– حتى نسخة 2021 كان الثلاثي المصري وائل جمعة وحسام عاشور ومحمد أبو تريكة أكثر اللاعبين ظهوراً من حيث عدد المباريات فقد خاض كل منهم 11 مباراة في 5 مشاركات أعوام 2005 و2006 و2008 و2012 و2013، ويتقدم جمعة على زميليه بعدد الدقائق حيث بلغت الدقائق التي خاضها 930 مقابل 834 لعاشور و798 لأبو تريكة.
– في 2022 شاركهم الألماني توني كروس (11 مباراة) لكنه ظهر في 774 دقيقة مع بايرن ميونيخ وريال مدريد، ونسخ المصري حسين الشحات الرقم القياسي بخوضه 12 مباراة خلال 4 نسخ أعوام 2018 مع نادي العين و2020 و2021 و2022 مع الأهلي وظهر في 898 دقيقة، والرقم قابل للزيادة في حال مشاركته في النسخة الحالية.
– يعتبر حارس مرمى باتشوكا المكسيكي أوسكار بيريز أكبر اللاعبين الذين شاركوا في البطولة فقد لعب ضد غريميو في نسخة 2017 بعمر 44 وعشرة أشهر ويليه الإيطالي باولو مالديني بعمر 39 سنة عندما لعب نهائي 2007، وبهذا العمر شارك الكولومبي ميغيل كاليرو كحارس مرمى مع باتشوكا في نسخة 2010، وشارك المدافع الياباني ميتسو أوغاساوارا مع كاشيما 2018 بعمر 38 سنة.
لاعبون أبطال
– ينفرد الألماني توني كروس بالرقم القياسي للتتويج باللقب على مستوى اللاعبين بواقع ستة ألقاب حاز خمسة منها مع الريال (2014 و2016 و2017 و2018 و2022) والأول كان بقميص بايرن ميونيخ عام 2013.
– في المركز الثاني يأتي الإسباني داني كارفاخال والفرنسي كريم بنزيمة وتوج كل منهم بخمسة ألقاب مع ريال مدريد.
– في المركز الثالث يأتي خمسة لاعبين من ريال مدريد بواقع 4 ألقاب لكل منهم وهم: الإسبانيان سيرجيو راموس وإيسكو والكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي رافاييل فاران والبرازيلي مارسيللو وينفرد سيرجيو راموس كونه توج كقائد للفريق في ثلاث مناسبات.
– وتوج البرتغالي كريستيانو رونالدو بأربعة ألقاب من ثلاثة مع الريال (2014 و2016 و2017) وكان توج للمرة الأولى مع مانشستر يونايتد الإنكليزي عام 2008.
– دانيللو غابرييل دي أندرادي المعروف اختصاراً بـ«دانيللو» كان أول من توج باللقب مع فريقين مختلفين فقد مثل ساوباولو في 2005 وكورينثيانس في 2012، ولحق به الإسباني تياغو ألكانترا مع برشلونة 2011 وبايرن ميونيخ 2013 ولحق البرتغالي رونالدو مع اليونايتد 2008 وريال مدريد 2014 و2016 و2017 والألماني توني كروس مع البايرن 2013 ومع الريال 2014 و2016 و2017 و2018 و2022، وشيردان شاكيري مع البايرن 2013 وليفربول 2019 وماتيو كوفاسيتش مع الريال 2017 وتشيلسي 2021.
هدافو المونديال
يتصدر البرتغالي كريستيانو رونالدو لائحة الهدافين التاريخيين برصيد 7 أهداف سجلها خلال 4 مشاركات (8 مباريات)، فسجل هدفاً واحداً في مباراتين مع مانشستر يونايتد بمرمى غامبا أوساكا، ثم سجل 4 أهداف في نسخة 2016 وتوج هدافاً لتلك النسخة وسجل هدفين في نسخة 2017، ويليه الويلزي غاريث بـ6 أهداف من 6 مباريات مع الريال (2014 و2016 و2017) ثم الأورغوياني لويس سواريز بـ5 أهدف سجلها خلال مباراتين فقط في نسخة 2015 مع برشلونة، وجاء ليونيل ميسي رابعاً بـ5 أهداف سجلها خلال 6 مباريات.