أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الولايات المتحدة هي الداعم الرئيس لما يجري من مجازر على أيدي الكيان الإسرائيلي بحق النساء والأطفال في قطاع غزة، في وقت دعت فيه طهران إلى محاسبة أميركا وبريطانيا وكندا «شركاء» الكيان في جرائمه.
وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، جاء ذلك في تدوينة لرئيسي على الحساب الرسمي لرئيس الجمهورية أمس الأحد، تعقيباً على استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار «وقف النار الفوري»، في قطاع غزة الذي ناقشه مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي.
وأضاف الرئيس الإيراني في تدوينته: أميركا بالرغم من مطالبة المجتمع الدولي برمته بوقف جرائم الحرب التي يمارسها الصهاينة في فلسطين، فإنها استخدمت حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار لدى مجلس الأمن الدولي، لتثبت أن الجذور الرئيسة لهذه الحرب والجرائم ووقود آلة التطهير العرقي الإسرائيلية تعود إليها.
في سياق متصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أمس ضرورة محاسبة الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا، لاستمرار دعمها كيان الاحتلال الإسرائيلي في ما يرتكبه من جرائم حرب في قطاع غزة منذ ما يزيد على شهرين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن كنعاني قوله: إن «هذه الدول التي تتشدق بحقوق الإنسان تلحق الظلم بمفاهيم وقيم حقوق الإنسان السامية، من جراء معاييرها المزدوجة، إلا أنه تم افتضاحها جراء دعمها جرائم حرب كيان الاحتلال قاتل آلاف المدنيين العزل في غزة وخاصة الأطفال والنساء»، وأشار كنعاني إلى أنه «لا حق لمثل هذه الدول بالتعليق والحكم على حالة حقوق الإنسان في البلدان الأخرى»
بدوره، قال القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي: إن الصهاينة المجرمين كشفوا عن طبيعتهم الحقيقية أمام شعوب العالم بالأعمال الإجرامية والمجازر الرهيبة التي يرتكبونها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وخلال مراسم أقيمت أمس الأحد لانضمام طائرات «كرار» المسيّرة المزودة بصواريخ «مجيد» جو-جو إلى قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني، أشار اللواء موسوي إلى اقتدار القوات المسلحة في مختلف المجالات، وقال: إن اقتدارنا في مختلف المجالات أدى إلى بث اليأس والإحباط في نفوس الأعداء، وذلك حسب ما نقلت وكالة «فارس» الإيرانية.
وفي جانب آخر من كلمته، لفت إلى التطورات في غزة، وأكد أن الاعتداءات الجوية والمجازر الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني والتي يذهب ضحيتها الأبرياء العزل، أدت إلى أن يبدي العالم اهتماماً بهذا الشعب الصامد، فيما كشف الصهاينة المجرمون عن طبيعتهم الحقيقية أمام شعوب العالم.
واعتبر غزة رمز المقاومة والصمود والاقتدار ومثالاً بارزاً لانتصار الدم على السيف، وقال: إن عمليات «طوفان الأقصى» تعد رد فعل بطولياً للحركات التحررية الفلسطينية على ظلم الكيان الصهيوني القاتل للأطفال وأسياده المجرمين مثل أميركا المجرمة.
وأشار إلى الدعم الأميركي للكيان الإسرائيلي بارتكاب جرائمه ضد أهالي غزة، وقال: لقد اجتمع الشيطان الأكبر وشياطينه وأنفقوا مليارات الدولارات لقتل الآلاف من الأطفال والنساء والطاعنين في السن العزل خلال الـ60 يوماً الماضية، ودمروا المنازل والمستشفيات والمدارس والأماكن المدنية العامة ظناً منهم أنهم سيقضون على حركة حماس، إلا أن أحلامهم تبددت ولم يحققوا ما كانوا يريدون.
من جانبه، أشار نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية العميد «علي فدوي» إلى عمليات «طوفان الأقصى» في غزة وأكد أنها كشفت عن الأكاذيب الكبيرة التي أطلقها الكيان الصهيوني القاتل للأطفال وجرائمه البشعة للعالم.
العميد فدوي الذي كان يتحدث في مراسم الذكرى السنوية الأولى للشهيد حسن مختار زادة، أحد الشهداء المدافعين عن الأمن، والتي أقيمت في مدينة قم المقدسة، اعتبر الجرائم المروعة التي ارتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة وحصدت أرواح الآلاف من النساء والأطفال والمسنين، بأنها تشكل أكبر هزيمة إستراتيجية «جبهة الباطل» بزعامة أميركا والدول التي وقفت وراءها.
وأول من أمس، اعتبرت إيران أن الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي غاضبان بسبب كسر عملية «طوفان الأقصى» هيمنتهما وإفشال أهدافهما، وأعلنت من جانب آخر أن هناك تنسيقاً وثيقاً بين الميدان والدبلوماسية بهدف ضمان أكبر قدر ممكن من الأمن في المنطقة، مؤكدة أن فصائل المقاومة في المنطقة تعمل باستقلالية.