Site icon صحيفة الوطن

أسعار المواد الغذائية تصعّب الحياة على المواطنين … تنكة زيت الزيتون يتجاوز 1.5 مليون ليرة

اشتكى الأهالي في السويداء من الأسعار النارية التي سجلتها الزيوت في الأيام الأخيرة بعد أن تجاوز سعر الليتر الواحد للزيت الأبيض الـ25 ألفاً و500 ليرة ليتجاوز سعر زيت الزيتون الـ100 و5 آلاف ليرة، الأمر الذي فاقم من معاناة الأسر جميعها في تأمين لقمة الطعام لأبنائهم.

وأكد التجار ممن التقتهم «الوطن» عدم معرفتهم بأسباب ارتفاع أسعار الزيوت البيضاء التي باتت تصلهم يومياً وفق أسعار مختلفة وبنشرات يومية من الموردين والمصنعين، مستغربين قرار الحكومة الأخير حول السماح بتصدير زيت الزيتون رغم حاجة السوق المحلية لها والذي أدى إلى رفع أسعارها بالضرورة من المنتجين لتتجاوز سعر الصفيحة الواحدة المليون ونصف المليون ليرة لتباع ضمن عبوات بأسعار تجاوز الليتر منها الـ105 آلاف ليرة.

وأشار كثير من الأهالي إلى أن هذا الواقع نشط المبادرات التي تقوم بها كثير من الجمعيات الخيرية بتقديم سندويشات اللبنة والمرتديلا في كثير من المدارس لطلاب المرحلة الابتدائية على ساحة المحافظة من باب مراعاة الظروف المعيشية والاقتصادية للعوائل التي عجزت عن تأمين سندويشة مصاحبة لأبنائها.

وفي جولة لـ«الوطن» في أسواق السويداء يتبين من واقع الأسواق وردود فعل المواطنين أن أسعار الزيوت وكل المواد الغذائية قد باتت ضرباً من الخيال بحيث عجز رب أي أسرة من تأمين أبسط متطلبات أسرته من المآكل والمشرب، وأنه في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار باتت سندويشة اللبنة أو الزيت والزعتر التي ترافق أطفالهم لمدارسهم تشكل عجزاً أمام كثير من العوائل.

وفي رصد لبعض أسعار الألبان تجاوز كيلو اللبنة كاملة الدسم الـ45 ألفاً والقليل الدسم 35 ألفاً ليتوجه المعظم منهم إلى شبيه الألبان المشكوك بصناعتها والتي وصل كيلو اللبنة منها الكامل الدسم إلى 34 ألفاً والمسحوب منها الدسم إلى 28 ألفاً مع التأكيد على اختلاف الأسعار من محل إلى آخر، وفي ظل ذلك تنضم الأجبان بكل أنواعها إلى قائمة الممنوعات لدى أغلبية العوائل، إذ إن أنه راتب الموظف الشهري لا يشتري ثلاثة كيلوغرامات منها على أبعد تقدير.

أصحاب المعامل والورش المصنعة لتلك الأنواع أكدوا لـ«الوطن» أن ارتفاع أسعار الألبان والأجبان إنما يعود إلى ارتفاع أسعار الحليب لدى المربين والذي يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بالضرورة، مؤكدين عجزهم عن استقبال كامل كميات الحليب المعروضة من المربين والتي كانت تتجاوز الـ2 طن من حليب الأبقار يومياً ومثلها من حليب الأغنام لعدم قدرتهم على تصنيعها جراء النقص بمادة الغاز التي يحصلون على 75 بالمئة من مخصصاتهم منها من جهة، ولعدم قدرتهم على تصريف منتجاتهم لارتفاع أسعارها وانخفاض الطلب عليها من جهة أخرى رغم حاجة كل أسرة لها.

وأوضحوا أن ارتفاع أسعار الحليب الطازج جعل معامل تصنيع أشباه الألبان والأجبان تكتسح الأسواق على ساحة المحافظة والتي تعتمد على الحليب البودرة والمواد التصنيعية والزبدة النباتية لانخفاض أسعارها مقارنة مع شبيهاتها من المواد المصنعة من الحليب الطازج، الأمر الذي فرض وجود أكثر من سعر للألبان والأجبان ضمن الأسواق.

كما أكد مربو الأبقار والأغنام ممن التقتهم «الوطن» معاناتهم الكبيرة جراء عجزهم عن تصريف إنتاجهم من الحليب لارتفاع أسعاره نتيجة غلاء مستلزمات التربية بالكامل وأهمها الأعلاف التي جعلتهم تحت رحمة التجار في القطاع الخاص والذي يقوم برفع أسعار المادة بحجة سعر الصرف الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى استجرار الأعلاف بالدين لتأمين حاجة قطعانهم من المادة وضمان عدم مرضها ونفوقها، مطالبين بضرورة تحرك الحكومة لدعم عملية تربية الثروة الحيوانية وتأمين جميع مستلزماتها بأسعار مقبولة، لأن الواقع الذي آلت إليه العملية ينذر بواقع إنتاجي مزر يهدد بالعزوف عن عملية التربية وبالتالي خلق إشكالية في تأمين الحليب ومشتقاته ضمن الأسواق ويشجع على غزو المنتجات المصنعة من أشباه الألبان والأجبان الأسواق رغم منعكساتها الصحية السلبية على المواطنين.

بدورها دائرة حماية المستهلك في السويداء أكدت لـ«الوطن» أن دوريات التموين تقوم بمتابعة الأسعار الموجودة في أسواق المحافظة وفق النشرات السعرية التي يقوم الموردون وتجار دمشق بتزويدها للتجار يومياً، وتبقى عملية تنظيم الضبوط مقتصرة على مطابقة تسعيرة المبيع بالنشرة التسعيرية الواصلة وفق رسائل الواتس لتجار الجملة والمفرق على ساحة المحافظة.

Exit mobile version