Site icon صحيفة الوطن

انخفاض المياه الجوفية وقلة الهاطل المطري يهددان واقع الشرب في السويداء

بينت الأبحاث الأخيرة لواقع المياه في السويداء انخفاضاً ملحوظاً في المياه الجوفية التي تعتبر المغذي الرئيسي لمياه الآبار في المحافظة والتي تعتبر المورد الأساسي لمياه الشرب.

وتؤكد الأبحاث التي قدمها الباحث صفوان الحلبي المهتم بدراسة الموارد المائية والفقر المائي وتلوّث المياه الفيزيائية والكيميائية أن الأسباب الرئيسية تعود إلى التغيرات المناخية وقلة الهطل المطري الذي أدى إلى تهديد الأمن المائي في منطقة حوض اليرموك على وجه الخصوص والتي تشكل المحافظة إحدى مناطقه وفي سورية على وجه العموم والتي تعتبر من الدول التي تقع تحت خط الفقر المائي لأن نصيب الفرد أقل من ألف مم بالسنة.

وبين أن محافظة السويداء تعاني في تأمين مياه الشرب لأنها تعتمد في مياه الشرب على المياه الجوفية بشكل أساسي والتي تغذيها نسبة الأمطار الهاطلة وأيضاً على السدود والبحيرات لسقاية المواشي والري وهي موارد تقليدية ليضاف إليها عدم وجود الموارد غير التقليدية لعدم وجود محطات كبيرة لمعالجة وتطبيق حصاد مياه بشكل متواضع وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي في الري.

وأكد الباحث الحلبي أن الدراسات والنتائج تشير إلى انخفاض كمية المياه المتوافرة إلى النصف عام ٢٠٤٨م بسبب التغيرات المناخية والنمو السكاني مبيناً أن تزايد الطلب على المياه مع تزايد عدد السكان والحاجة الملحة للمياه للزراعة لكون محافظات الحوض السويداء ودرعا والقنيطرة هي مناطق زراعية وأيضاً لقلة الأمطار أدى ذلك إلى انخفاض مستوى المياه وكميتها في العقدين الأخيرين بشكل ملحوظ وذلك أثر سلباً على المياه السطحية والينابيع والمياه الجوفية.

وأشار إلى وجود عدة عوامل تهدد استدامة الموارد المائية تتلخص بمعدل الأمطار الذي يتغير من عام لآخر نتيجة التغيرات المناخية وقلة الغطاء النباتي وانخفاض الرطوبة وحفر الآبار بشكل غير مدروس وعشوائي من دون رخصة وأيضاً حفرها على مواقع تغذية الينابيع بشكل كبير ما أدى إلى جفاف بعض الينابيع، وأيضاً بعدم تطبيق خطة مائية تتماشى مع الوارد المائي الذي يستنزف المياه الجوفية.

ولفت الحلبي إلى ضرورة تبني الأبحاث والدراسات التي من شأنها وبالتعاون مع المجتمعات المحليّة والجهات الرسمية أن تسهم متضافرة بتفعيل وتدعيم الحلول التي تحافظ على مواردنا المائية مع اعتماد بعض التوصيات أولها الإقلال من استخدام الأسمدة عموماً بالري وصيانة شبكات المياه والكف عن الهدر والمراقبة الدورية للمياه السطحية والجوفية وتنفيذ محطات في الحوض لمعالجة مياه الصرف الصحي للمدن أو لتجمع عدد من القرى حيث يتم إزالة الأمونيا والنترات والفوسفور من المياه وذلك بهدف عدم تلوث المياه الجوفية إضافة إلى عدم حفر الآبار بشكل عشوائي وتنفيذ حرم للآبار لحمايتها من تلوث مياه الشرب وتوعية الفلاحين باستخدام طرق الري الحديثة بالرش والتنقيط والابتعاد عن الطرق التقليدية للري بالغمر ورفع مصبات بمياه العادمة عن الأودية وأيضاً عدم الري بالمياه الصرف الصحي بشكل مباشر من دون معالجة لأن ذلك يشكل تلوثاً للتربة وللمياه الجوفية وأمراض جرثومية.

Exit mobile version