Site icon صحيفة الوطن

أحلام قيد التأجيل في «معرض شباب لم يكتمل» لوحات فنية عكست العقبات التي كبلت أيديهم وأبعدتهم عن مسارهم

أحلام قيد التأجيل ومشاريع لم تكتمل لشباب أرادوا رسم مستقبلهم الوردي كما يحلو لهم، لكن الواقع كان له رأي آخر بأزماته المتلاحقة التي أحاطتهم بجملة من العقبات كانت بمنزلة قيود وأغلال كبلت أيديهم وأبقتهم في مكانهم ينتظرون فسحة الأمل ليمضوا قدماً في أهدافهم التي لطالما أرادوها.

هذا ما عبرت عنه اللوحات الفنية في معرض «شباب لم يكتمل» الذي افتتحته المنسقة الفنية نور سلمان مساء السبت في منطقة أبو رمانة بدمشق، بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب: عبد قاشا، آدم عجيب، أحمد المقداد، مجد حناوي، شهد الرز، بيير حاماتي، كريم الخياط، صلاح حرب، دانا سلامة، حمود رضوان.

معرض شبابي

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت المنسقة الفنية نور سلمان: «منذ مدة كنت أفكر بإقامة معرض شبابي وفكرت كثيراً بموضوع هذا المعرض فوجدت أنه بعد الظروف الصعبة التي مررنا بها كسوريين هناك دائماً ما يوقف فرحتنا ويوقف الشباب عن متابعة طموحاتهم، لذلك بحثت عن موضوع يربط هؤلاء الشباب بوضعنا الحالي وشعرت أن القاسم المشترك بينهم جميعاً هو وجود أحلام لم تكتمل بطريقة أو بأخرى».

وأضافت: «اختياري لهذه الفكرة ليس دليلاً على تشاؤمي لكن أظن أنني لمست شيئاً موجوداً بداخل كل شخص منا، وكمنسقة فنية الشيء الوحيد الذي أستطيع من خلاله توصيل هذه الأفكار هو الفن لذلك تواصلت مع الشباب الذين اخترتهم، ولم أشعر أن الفكرة كانت جديدة عليهم بل كانوا ينتظرون هذه الفرصة ليعبروا عما يجوب في داخلهم، واستمرت التحضيرات لمدة شهرين ونصف الشهر».

وتابعت: «أنا سعيدة جداً بهؤلاء الشباب لأن أعمالهم متميزة وكل واحد فيهم عبر عن فكرة المعرض بطريقته الخاصة، كما شعرت أنهم تحدثوا عن أوجاعنا جميعاً وبعضهم عبر عن ذلك بطريقة قاسية والبعض الآخر بطريقة لطيفة جداً فكان الاختلاف جميلاً بمشاعرهم وبأسلوب تقديمهم لها، وصحيح أن اسم المعرض قد يكون قاسياً وحتى النص الذي كتبته في وصفه لكن في الوقت نفسه أعطى هؤلاء الشباب بعض الأمل في لوحاتهم فوجدنا فيها الطيور والحرية والألوان».

قيود مختلفة

وبين الفنان بيير حاماتي أنهم كشباب دائماً ما يشعرون بوجود قيد يحدهم وأن هناك أحلاماً ناقصة لا تكتمل وعلى هذا الأساس عملوا في هذا المعرض.

وأوضح أنه شارك بعمل اسمه «القيد» وهو يتحدث عن القيود الداخلية والخارجية بأشكالها ومحاورها المختلفة، التي اعتدنا عليها حتى أصبحنا لا نراها اليوم وهو أمر سيئ ومؤسف، لافتاً إلى أنه عبر عن ذلك باستخدام السلك الشائك الذي وضع تحته تمز الزيتون ليؤكد أن تلك القيود متعلقة بالأرض أو البلد التي نعيش فيها.

هجرة وارتباط بالمكان

وأكدت الفنانة شهد الرز أن هذا المعرض جاء من الظروف القاسية التي مررنا بها جميعاً والتي جعلتنا نشعر بأن هناك شيئاً ناقصاً لا يكتمل، فأصبحنا بحاجة إلى جهد أكثر ووقت أكبر، وجميعنا اليوم في أعمار متقاربة نحاول صنع الفن ضمن هذه العقبات المحيطة بنا.

وقالت: «شاركت بأربعة أعمال اشتغلت فيها على تكنيك مختلف يجمع بين التصوير والنحت، وأنا كنت أعمل على شيء يتعلق بحرائق الغابات لفترة طويلة وحاولت فيما بعد ألا أحصرهم فقط في هذا الموضوع فدخلت إليهم الطيور التي ترمز إلى الهجرة وارتباطها بهذا المكان».

قصص مبطنة

وقال الفنان آدم عجيب: «ما جذبني إلى المشاركة في هذه المعرض هو أنه يتحدث عن شيء بداخلي أريد قوله والتعبير عنه فهو يشبه الواقع الذي أعيشه، وشاركت بعمل اسمه «تذكارات ممزقة»، وعملي كله كولاج ورق من صور التقطتها خلال حياتي بشكل عفوي من دون أن أخطط لتصبح أعمالاً فاستخدمتها لتروي قصصاً بطريقة مبطنة».

ضغط المجتمع

وبين الفنان أحمد المقداد أنه أحب فكرة المعرض لأنها تنطبق علينا جميعاً فكلنا عشنا الحرب وحينها كنا أطفالاً فتركت آثارها فينا، منوهاً بأنه أراد أن يعكس بأعماله هذا الشيء ليعبر عن مشاعر الشباب في هذه الفترة.

وأشار إلى أنه صور عدة حالات يمر بها الشباب نتيجة ضغط المحيط والمجتمع عليهم بشكل دائم ومعاناتهم مع هذا الشيء وكيفية مقدرتهم على عيش حياتهم مع إرضاء كل من حولهم.

حركة اليدين

وقالت الفنانة دانا سلامة: «من الأساس أحب العمل على اليدين لأنني أجد أنه الشيء الذي يعبر عن أي شخص وعندما تتوقف حركة اليدين يشعر الإنسان كأنه مكبل وعاجز لذلك اخترت المشاركة بمنحوتات اليدين لأنني شعرت أنها تتصل بفكرة المعرض».

مشاهد مختلفة

أما الفنان مجد حناوي فأوضح أن المعرض يعبر عن فترة يمر بها أي شخص خلال حياته وخاصة خلال فترة الشباب، لافتاً إلى أنه قدم بأعماله مشاهد مختلفة من الوطن ألفتها أعيننا على الرغم من أنه كان من المفترض ألا نعتاد عليها.

جدران وتراكمات

وقال الفنان كريم الخياط: «منذ مدة طويلة أعمل بالشمينتو لتأثري بالجدران وبالمشاهد الموجودة عليها، فربطت بين تلك الأعمال وفكرة المعرض من خلال أثر الحيطان وما مر عليها من تراكمات، حيث وجدت أننا أصبحنا نشبهها بتراكم أحاسيسنا ومشاعرنا والمواقف والأزمات التي مرت علينا، والتي حولتنا إلى أشخاص مجردين من المشاعر في الظاهر لكننا في الوقت نفسه نخبئ الكثير في داخلنا».

Exit mobile version