Site icon صحيفة الوطن

عيوننا إليكِ.. معرض تشكيلي تضامناً مع غزة … وزيرة الثقافة: الشباب لديهم أمل كبير في المستقبل ولاشيء يقف أمامهم

إيماناً بقدرة الفن والأدب على الوقوف جنباً إلى جنب مع السلاح وفي جبهات القتال، وبرعاية وزارة الثقافة، أقام معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية معرضاً فنياً لطلاب المركز عن القضية الفلسطينية للتضامن مع أهلنا في غزة بعنوان: «عيوننا إليكِ» وذلك يوم الأحد عند الساعة الرابعة عصراً في مقر المركز بدمشق.

أمل في المستقبل

في كلمة للإعلام أكدت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أن هذا المعهد صمد طوال سنوات الحرب والحصار، وبالفعل العمل فيه يتم في ظروف ليست الأمثل، ولكن كلما جئت لحضور معرض من هذا النوع أكتشف أن عدد الطلاب في ازدياد وأن شغفهم يزيد وإقبالهم أيضاً كذلك، فهناك مشاركون طلاب جامعات وهناك سيدات وصيدلانيات وصيدلانيون وخريجون في كليات الفنون وكلهم يسعى نحو الأفضل.

وأشارت الوزيرة إلى أن المعرض اليوم مهدى لأرواح شهداء فلسطين ولأطفال فلسطين، والأمل الذي عبرت عنه لوحاتهم إنما هو دليل على أن شبابنا أيضاً لديهم أمل كبير في المستقبل وأنه لا شيء أبداً يقف أمامهم.

دفع معنوي

الطالبة يارا زينو التي شاركت بلوحتين إحداهما تنتمي لنوع الخط والثانية للرسم، أكدت أنه علينا تجسيد القضية الفلسطينية بكل الأشكال الفنية والأدبية ولا بد من التذكير بها لكي تبقى راسخة في الأذهان ونذكر بها دائماً شعوب المنطقة، مشيرة إلى أن حضور وزيرة الثقافة بالتأكيد يعطي الطلاب دفعاً معنوياً ولاسيما أنها توجهت إلى الطلاب المشاركين واحداً تلو الآخر وتبادلت معهم أطراف الحديث حول أعمالهم ومشاركاتهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، وأما زميلتها بيان إدلبي فقد أفادت أنها من خلال لوحتها الوحيدة التي شاركت فيها أرادت التعبير عن إصرار الشعب الفلسطيني على الحياة والاستمرار برغم الألم والمعاناة والظروف العصيبة وبرغم ما يتعرض له من حصار ومضايقات، فلجأت إلى تصوير الدمار الذي لحق بإحدى المدارس ومتابعة الأطفال والطلاب نشاطهم ولعبهم والركام من حولهم، وقد بقوا متماسكين وموحدين ويعاركون متاعب الحرب.

طائر السلام

الطالب أحمد صداقي أشار إلى أن الرسالة التي أراد إيصالها هي أننا لن ننسى قضيتنا المركزية ولا نفوت أي فرصة لنصرتها ودعمها، وقد جسد في لوحته الشعب الفلسطيني الذي نهض من تحت الركام، وقد أضاف فيها البوصلة التي تتجه نحو المسجد الأقصى والتي ترمز إلى أن وجهتنا الأولى والأخيرة هي تحرير الأقصى، وفي السماء أضاف رمزاً جسد فيه طائراً للسلام الذي يحمل فانوساً ينير الدرب نحو التحرير والعودة.

فرصة للتعبير

من جانبه المدرس في المعهد وسيم كل أشار إلى أن أهم ما يميز الحدث اليوم أنه يخلق فرصة للتعبير وهو ما ظهر جلياً فيما قدمه الطلاب وبدا نابعاً من صلب مشاعرهم وحبهم للحق الفلسطيني، مبيناً أن عدد المشاركين تجاوز المئة وعندما عرضت الفكرة عليهم لم يتردد أحد في المشاركة وهذا ما يعكس يقينهم وإيمانهم الحقيقي بقضيتنا جميعاً؟ وكذلك نحن كقائمين على المعهد ومشاركين في العملية التعليمية شاركنا في هذا المعرض عندما وجدنا هذا الحماس لدى الطلاب لنقول كلمتنا، فقال عن عمله: أحببت أن أوصل فكرة الصلابة التي أراها في عيون الفلسطينيين وهذا ما أجدهم عليه، وقد لجأت إلى التكعيب والتحوير الذي من الممكن أن نجده في النحت، وقد لجأت إلى ترسيخ مفهوم الإصرار على العودة من خلال المفتاح الذي تصدّر اللوحة في يد الأم التي تنبأت بالنصر، وهذا المفتاح مغموس بالدم ما يوحي بأن الأمر ليس سهلاً وسيحتاج الكثير من الضحايا، ورسمت بالطريقة ذاتها أوراق شجر الليمون، فالإسرائيليون تشكل شجرة الليمون بالنسبة لهم رعباً كبيراً لأنهم يعتبرون حباتها قنابل نارية.

كيان غاشم

كما صرح المدرّس في أدهم إسماعيل محمود شباط بأن لوحته التي شارك بها مشغولة بالألوان الزيتية بقياس 80 سم إلى 60 سم تكلمت فيها عن حضور الرجل الفلسطيني تاريخياً ورمزية المقاومة والأرض وحق العودة، وقد أكد شباط ضرورة تمثيل القضية الفلسطينية في الفن والدراما والأدب والتاريخ بحيث أن لكل فعل رد فعل وكل ما نقوم به لا بد أنه شكل من أشكال المقاومة، فلا بد من تسليط الضوء والرأي العام على المجازر التي تحصل وما يقوم به الكيان الغاشم من جرائم بحق المدنيين والنساء والأطفال، فالثقافة لا تنسلخ عن الواقع ولها طريقتها الخاصة في التأييد أو الرفض.

وطن للجميع

وعن مشاركتها الطالبة مروة النجار أكدت أن ما دفعها للمشاركة هو أن المعرض يتمحور حول فلسطين بحيث أنها ومنذ أن وجدنا على هذه الأرض نعلم أنها عربية وستبقى كذلك ونحن نسعى بكل ما أوتينا لنستعيدها وهي وطننا جميعاً ونحن عندما نقدم عملاً فنياً أو نخط بقلمنا أو ريشتنا فإنما نؤدي رسالة، وقد جسدت في لوحتها المرأة الفلسطينية المناضلة التي تصر على إنجاب الأطفال الذين سيحملون لواء التحرير.

حق مغتصب

وقال الطالب أحمد حسن السرور: أنا أطلقت على عملي عنوان: (هذه الأرض لي) وهو تعبير رمزي عن التمسك بالوطن والأبناء والأرض فلا وجود للموت بيننا طالما لدينا جذور وأصول ستخلف الكثير الكثير من الفروع الطيبة المدافعة عن حقنا وهم رجال مقاومون ونساء حبالى للكناية عن الولادة الجديدة والتكاثر المثمر، فدائماً هناك تجدد وحيثما يوجد الموت توجد الولادة حتماً، وكل شخص فينا يحب أن يعبر بطريقته الخاصة، فالفنان يطمح أن يدافع عن فلسطين بفنه وريشته والكاتب كذلك، ونحن وإن لم يكن بمقدورنا أن نحمل سلاحاً في وجه العدو ولكن بكل بساطة ما نحمله بالطبع سندافع عن حقنا المغتصب، ومن المهم أن نوصل صوتنا إلى العالم والدول الغربية لأن أبناء تلك الدول ربما لا يسمعون الحقيقة العربية حول الانتهاكات الإسرائيلية وأظن أنهم يتجهون نحو الفن في كثير من الأحيان ونأمل أن تسمع صرخات ألواننا وريشتنا العالم كله.

يستمر المعرض حتى يوم الخميس 21 كانون الأول من الساعة الثانية وحتى السادسة مساءً.

Exit mobile version