Site icon صحيفة الوطن

مكاتب الطوارئ عاجزة عن الاستجابة لبلاغات الأعطال … «مفاضلة الفازات» تغرق بيوت حلب بالظلام … كهرباء حلب: يستحيل الاستجابة لـ 1000 بلاغ في اليوم

فاقم حلول الشتاء من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، الذي بات ضيفاً خفيف الظل على منازل الحلبيين بساعات تقنينه الجائرة، التي تتجاوز عشر ساعات في اليوم، وتلتهم عقارب الساعة بأكملها أحياناً، مع لجوء المشتركين إلى خيار «المفاضلة» بين «الفازات» للحصول على توتر أقوى يطيح بالشبكة بأكملها.

مشكلة الاعتماد على الكهرباء لأغراض التدفئة ليست بجديدة، حتى وإن كانت ساعات الوصل يسيرة، وتحبيذ معادلة «مفاضلة الفازات» لتمتين قوة التيار ليس مستحدثاً لدى عامة الحلبيين، لكن جديد الشهباء عدم قدرة القائمين على إصلاح الأعطال الكهربائية الكثيرة، بفعل ذلك، على تلبية متطلبات العملية، وبالتالي، حرمان البيوت من مصدر الطاقة المثالي والأرخص من باقي المصادر، لأيام عديدة.

مصدر في الشركة العامة لكهرباء حلب، أكد لـ«الوطن» أنه يستحيل تلبية جميع البلاغات التي ترد الشركة في اليوم ذاته، لأنها باتت تتجاوز 1000 بلاغ يومياً من مدينة حلب وحدها، وهو رقم كبير تعجز إمكانيات أي شركة على الوفاء بالنذر الأكبر منه.

وعزا الأمر إلى الأحمال الكبيرة التي تتعرض لها الشبكة جراء استخدام تيارها الجائر للتدفئة، مع ارتفاع أسعار حوامل الطاقة الأخرى في السوق السوداء بحلول الشتاء، من مازوت وغاز، وعدم قدرة الأمبيرات على الحلول محل الكهرباء لأغراض التدفئة بسبب ارتفاع أسعارها ووجوب الاشتراك بأعداد كبيرة منها لزوم العملية.

وأشار إلى أن لجوء مشتركي الكهرباء إلى عملية المفاضلة بين الفازات للحصول على تيار كهربائي أقوى، من أهم العوامل التي تتسبب بأعطال الشبكة في حلب، وتؤدي إلى خروج المراكز التحويلية عن الخدمة بسبب ارتفاع حمولتها إلى حد يفوق طاقتها، على الرغم من الفوارق البسيطة بين الفازات، في حال عدم حصول عطل في أحدها، لأن التوتر ثابت في علب التوزيع داخل الأبنية السكنية.

ولفت إلى أن العملية قد تتسبب باحتراق كابلات المخارج الكهربائية، وحتى المحولة في بعض الأحيان، الأمر الذي يستلزم وقتاً طويلاً للإصلاح وخسائر مادية جسيمة تتحمل شركة الكهرباء مسؤولية الوفاء بها دون تحميل المشتركين تبعات أخطائهم ومساعيهم المتكررة لتحسين قوة التيار عبر «الفاز الأقوى».

وبالفعل، يمكن مشاهدة الكثير من السكان يتلاعبون بأشرطة الكهرباء الخاصة بعداداتهم، بغية التبديل بين الفازات بشكل مستمر، ما يؤدي إلى احتراقها، مع أن العملية كانت تستدعي سابقاً استدعاء خبير كهربائي للقيام بها، لكن كثرة الأعطال استدعت اكتساب سكان الأبنية خبرة في انتقاء الفاز الأفضل للبقاء. ويمكن تركيب قاطع كهربائي يسهل التحويل بين الفازت بيسر دون خطورة.

واشتكى أصحاب أعطال في الشبكة الكهربائية لـ«الوطن» من إغلاق مراكز الطوارئ للخطوط المعتمدة للاتصال بها لساعات، ما يحول دون إيصال الشكوى لإصلاح الأعطال في اليوم ذاته، وخصوصاً أن بعضها يستدعي الإسراع في المعالجة، ولاسيما عند وجود كابلات كهربائية مقطوعة في الشوارع، وهو مشهد شبه يومي في شوارع حلب، بفعل كثرة تحميل التيار، وسوء توصيل الكابلات، في بعض الأحيان.

وبهذا الخصوص، يقول أبو محمد العامل في تغيير زيوت محركات السيارات لـ«الوطن»: إن حل هذا الإشكال سهل، إما بزيارة مركز طوارئ الكهرباء المسؤول عن الحي الذي تقطع فيه لإبلاغهم بالعطل واصطحاب ورشة لإصلاحه، وكل شيء بحسابه، أو الحصول على رقم موبايل أحد عمال الصيانة في المركز، على أن يتضافر سكان البناء طواعية بتقديم إكرامية إصلاح العطل لورشة الصيانة، لضمان إصلاح الأعطال المتكررة، في مثل هذا الوقت من السنة!.

وللتدليل على كثرة الأعطال، أحصى الموقع الرسمي للشركة العامة لكهرباء محافظة حلب على الفيسبوك في الأيام الثلاثة الأخيرة، إجراء صيانة على أكثر من 25 مخرجاً وإعادة المراكز للخدمة في أحياء جبرين وحلب الجديدة وصلاح الدين والأعظمية والحمدانية والأشرفية والمرجة وبستان القصر والسريان الجديدة ومحطة بغداد والعزيزية والفيض والشعار والزبدية، وذلك «ضمن إستراتيجية وزارة الكهرباء في إيصال التغذية الكهربائية إلى محافظة حلب»، بحسب الموقع، وتحت هاشتاغ حمل عنوان: «مستمرون في العمل»

يذكر أن مدينة حلب، تضم مكاتب لطوارئ الكهرباء، وهي: الجميلية والعرقوب والليرمون والحمدانية، على حين يحتوي ريف المحافظة على 10 مكاتب للطوارئ.

Exit mobile version