Site icon صحيفة الوطن

التسوية حضرت بقوة في مباحثات المسؤولين الروس مع تميم … لافروف: روسيا وقطر يعولان على بدء مفاوضات جنيف بين الحكومة السورية و«المعارضة» قبل انتهاء الشهر الجاري

| وكالات

حضرت التسوية في سورية بقوة في مباحثات المسؤولين الروس وفي مقدمتهم الرئيس فلاديمير بوتين مع أمير مشيخة قطر تميم بن حمد آل ثاني، وذلك قبيل عقد المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة أواخر الشهر الجاري. وبدا أن البلدين يعولان على أن تبدأ المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أقرب وقت قبل انتهاء كانون الثاني الحالي بناء على الاتفاقات السابقة وقرار مجلس الأمن الدولي 2254. والتقى الرئيس الروسي أمس في موسكو تميم، وقال في مستهل اللقاء: «تعد قطر عنصراً مهماً في خضم الأوضاع في الشرق الأوسط وفي الخليج. ونحن نتمنى أن نبحث معكم عن حلول لأصعب القضايا» على ما ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم».
وأعرب بوتين عن أمله في أن تصبح الجهود التي بذلها الطرفان خلال السنوات الماضية لبناء العلاقات الثنائية، قاعدة جيدة لمزيد من الخطوات، وأضاف: «نحن نعول على دفعة جديدة للعلاقات الثنائية».
وأردف قائلاً: «سنناقش الوضع في الشرق الأوسط والتطورات الجديدة والمشكلات التي تعانيها المنطقة».
بدوره تميم قال: «إن دور روسيا محوري ومهم في الاستقرار في العالم ونتمنى التعاون بيننا وبين الأصدقاء في روسيا ونحاول أن نجد حلولاً للاستقرار لبعض الدول في المنطقة»، معرباً عن أمله في أن تلعب روسيا دوراً مهماً في التسوية السياسية للأزمة السورية. وفي تعقيبه على نتائج محادثات الرئيس بوتين مع تميم أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو والدوحة أكدتا تمسكهما باتفاقات فيينا بشأن سورية التي تقضي بتهيئة ظروف تمكن شعبها من تقرير مصيره بنفسه.
وقال لافروف: إن كلا البلدين يعولان على أن تبدأ المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أقرب وقت قبل انتهاء الشهر الحالي بناء على الاتفاقات السابقة وقرار مجلس الأمن الدولي. وأشار لافروف إلى أن التسوية السورية كانت في صدارة لقاء الرئيس بوتين وتميم أثناء بحثهما في القضايا الدولية، لكنهما تطرقا أيضاً إلى الأوضاع في اليمن وليبيا وغيرها من دول الشرق الأوسط.
وتابع: إن الطرفين أكدا اهتمام موسكو والدوحة ضرورة رفع فعالية مواجهة الإرهاب في إطار الجهود الدولية المبذولة على هذا الصعيد. وأوضح لافروف أن الجانبين نسقا خطوات ملموسة من شأنها أن تسهم في تحقيق هذا الهدف، قائلاً: «ستستمر روسيا وقطر في سعيهما إلى ضمان أكبر قدر ممكن من فعالية مكافحة الإرهاب. وذكر وزير الخارجية الروسي أن الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم يجب ألا تحجب أهمية القضية الفلسطينية وضرورة استئناف الحوار المباشر بين فلسطين وإسرائيل على أساس قاعدة قانونية تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
وفي وقت سابق التقى رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين مع تميم، وقال وفق ما نقلت عنه وكالة «سانا» للأنباء: إنه يعول على أن تساعد المشاورات الروسية القطرية في سياق الجهود الدولية الرامية إلى تطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأردف قائلاً: «إننا ننطلق من أن التعاون السياسي بين روسيا وقطر يأتي من أجل المساهمة في تطبيق الوضع الذي بات خطراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا».
كما أعرب ناريشكين عن أمله في أن تشكل زيارة تميم إلى موسكو مرحلة مهمة في تطوير العلاقات الثنائية والحوار المتعدد الجوانب بين البلدين. وتابع ناريشكين: إن «صيغة فيينا» للمحادثات لدولية حول سورية، التي تشارك فيها قطر، تلعب دوراً مهماً في الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة السورية. وأكد أن موسكو ما زالت تولي اهتماماً أولوياً لمهمة تشكيل تحالف واسع النطاق لمحاربة الإرهاب، وتؤمن بأن مثل هذا التحالف يجب أن يعتمد على أحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وأن يعمل بتنسيق وثيق مع دول المنطقة التي تتحمل العبء الرئيسي فيما يخص التصدي للإرهاب على الأرض.
من جانبه قال تميم: «إن العلاقات بين قطر وروسيا قوية ومتينة وتاريخية»، مؤكداً اهتمام الدوحة بمواصلة تعزيز تلك العلاقات. وأضاف: «لروسيا دور مهم وقوي في العالم وخاصة في الشرق الأوسط، لثقل روسيا ولأهميتها في العالم». وادعى الأمير القطري الخوف على السوريين وتابع القول: «نعول على الأصدقاء في روسيا في حل مسألة معاناة الشعب السوري وللتسوية السياسة التي يجب أن تكون وفق مطالب الشعب السوري». وأضاف: «نحن مع التسوية السياسة من أول يوم. بكل تأكيد ندعم كل المنظمات الدولية من أجل التوصل إلى الحل السياسي وندعم كل المبادرات للحل السياسي في سورية، لكن يجب أن يكون الحل يرضي كل الأطراف»، في وقت لم تكف قطر عن دعم التنظيمات الإرهابية والمسلحة في سورية.
وبشأن مكافحة الإرهاب ادعى تميم قائلاً: «كلنا نحارب الإرهاب والأهم من ذلك هو تعريف كلمة الإرهاب ومن هم الإرهابيون». وأضاف: إن «مكافحة الإرهاب شيء أساسي ومهم، لكن من الأهم أن نعرف أسباب الإرهاب».
من جهتها، قالت رئيس مجلس الاتحاد الروسي (الشيوخ) فالينتينا ماتفيينكو خلال لقاء مع تميم، وفق ما نقلت «سانا»: «إنه من الضروري وضع قوائم موحدة للتنظيمات الإرهابية في إطار مفاوضات فيينا الخاصة بسورية».
ووصفت ماتفيينكو الاتصالات بين موسكو والدوحة بشأن التسوية السورية بأنه رفيع جداً ودعت إلى مواصلة تبادل الآراء حول أهم المسائل على الأجندة الإقليمية، ومنها محاربة الإرهاب وتسوية الوضع في سورية والعراق وليبيا واليمن. وأضافت: إن «اللائحة الموحدة بالمنظمات الإرهابية الدولية يجب أن تشكل وفق إطار توافقات فيينا لتسوية الأزمة في سورية».
وأكدت ماتفيينكو «الحاجة إلى مواصلة الجهود للتنسيق ضمن إطار تفاهمات فيينا بمشاركة واعتراف جميع الدول المهتمة بإنشاء قائمة واحدة بكل المنظمات الإرهابية الدولية»، مشيرة إلى أنه في الوقت الحاضر من المهم تحديد المعايير التي سيتم إنشاء هذه القائمة بموجبها كي يصل المجتمع الدولي بأسره إلى فهم مشترك حول ذلك.
كما أكدت أن روسيا ما تزال تؤيد إنشاء تحالف دولي واسع مناهض للإرهاب للعمل على مكافحة المنظمات الإرهابية الدولية.

Exit mobile version