اشتكى العاملون في الجهات العامة بالقنيطرة وخاصة الحراس الذين تتطلب طبيعة عملهم الدوام ليلاً من غياب التدفئة والبرد القارس وخاصة مع اقتراب «مربعانية الشتاء»، التي تنخفض فيها درجات الحرارة في القنيطرة لأدنى مستوياتها وتتوقف معظم الأعمال لبرودة الطقس، من دون أن تتمكن الجهة العامة من توفير وسيلة تدفئة رغم رصد الاعتمادات اللازمة لمازوت التدفئة.
وأوضح العاملون في الجهات العامة أن القنيطرة من أبرد المحافظات نظراً لموقعها الجغرافي وإحاطتها بجبل الشيخ الذي بدأ يكتسي بالثلج، متسائلين عن تفسير تعميم رئاسة مجلس الوزراء رقم 142 لعام 2017 بشكل يخالف نصه والذي تضمن في الفقرة الأخيرة منه إيقاف تشغيل التدفئة المركزية في مباني الجهات العامة، مع الإشارة إلى أن هناك أبنية كثيرة لا توجد فيها تدفئة مركزية ويكون الاعتماد على المدافئ، علماً أن لجنة المحروقات بالقنيطرة خلال الأعوام السابقة كانت تخصص لكل مدفأة 50 ليتر مازوت أسوة بالشعب المدرسية ومخصصات العوائل نفسها بموجب البطاقة الذكية ولكن المستغرب هذا الشتاء عدم تخصيص الجهات العامة بأي ليتر!؟
مديرو الدوائر بالقنيطرة أكدوا توفر الاعتمادات لزوم التدفئة للعاملين وأنه تم مخاطبة المحافظة من أجل تخصيص دوائرهم بالكميات اللازمة حسب عدد المدافئ بكل جهة عامة، موضحين أن كثيراً من الحراس بدؤوا بالتذمر والشكوى من عدم وجود تدفئة ليلاً والبعض منهم يرفض العمل في حال عدم تأمين وسيلة تدفئة، وآخرون طلبوا نقلهم إلى الدوام الصباحي وتكليفهم مهام أخرى غير مهمة الحراسة، مضيفين: إن غياب التدفئة أدى إلى تقاعس الموظفين وحال دون قيامهم بعملهم على أكمل وجه بسبب البرد.
واشتكى أحد العاملين من البرد وعجز زملائه عن القيام بعملهم وعدم تمكنهم من تنفيذ ما يطلب منهم لغياب التدفئة، حيث لا يستطيعون مسك القلم والكتابة، علماً أن القنيطرة تُعرف ببردها القارس، وتنخفض درجات الحرارة فيها إلى تحت الصفر في هذه الأيام وخاصة في أشهر كانون الأول والثاني وشباط، ومن حق الموظف العمل في جو دافئ ومريح.
وطالب عمال القنيطرة الجهات المعنية بإمكانية استثناء القنيطرة، والموافقة على إعادة تشغيل التدفئة في الجهات المعنية لضرورة العمل ونظراً للطبيعة المناخية الباردة للمحافظة.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات فرج صقر أكد مخاطبة شركة محروقات من أجل الموافقة على تخصيص الجهات العامة بمازوت التدفئة، لكن جواب الشركة كان بعدم الموافقة تنفيذاً لتعليمات الحكومة بإيقاف التدفئة بكل المحافظات السورية.
وأشار صقر إلى أن لجنة المحروقات الفرعية بالقنيطرة قامت بدراسة حاجة المديريات من المازوت لزوم التدفئة وقدرت حاجة الجهات العامة بثلاثة طلبات ونصف الطلب (84) ألف ليتر.
وأكد أن المادة متوفرة وبانتظار صدور موافقة من الجهات المعنية بالسماح بالتدفئة.
وأضاف: في السنوات السابقة لم تزود الجهات العامة التي لديها تدفئة مركزية بمادة المازوت ولكن الجهات التي كانت تعتمد على مدافئ عادية تم تخصيصها بالمازوت بعد الكشف الحسي من لجنة فنية مشكلة لهذه الغاية لتقدير احتياجات الجهات العامة.
يذكر أن الحكومة استثنت محافظة القنيطرة من تعميم منع تشغيل التدفئة حيث سُمِحَ بتشغيلها في الدوائر الحكومية في المحافظة لمدة شهر واحد فقط وذلك من 15/1/2018 حتى 15/2/2018، فهل تستجيب الحكومة لمطالب العاملين في الجهات الحكومية بتأمين التدفئة بأماكن عملهم، نأمل ذلك!؟