اقتصاد

زيادة أجور نقل البضائع بعد رفع سعر المازوت … التموين لـ«الوطن»: سعر المازوت الجديد سيجفف السوق السوداء

| جلنار العلي

أصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً بتحديد تعرفة نقل البضائع والمواد في السيارات الشاحنة داخل القطر والتي تحصل على المازوت المدعوم.

وحول ذلك بيّن مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في تصريح لـ«الوطن» أن هذا القرار جاء بناء على القرار الذي حدد سعر لتر المازوت لجميع الآليات عدا العاملة بالنقل الجماعي للركاب بـ11880 ليرة، لافتاً إلى أن هذا الأمر طبيعي إذ إن تكاليف النقل ترتفع بارتفاع سعر المازوت وتنخفض بانخفاضه.

وأشار المصدر إلى أن سعر المازوت الجديد أصبح مقارباً لسعره في السوق والذي يصل إلى 12 ألف ليرة، وهذا من شأنه تجفيف السوق السوداء التي تخلق من وجود سعرين للمادة الواحدة، لذا فإن هذا القرار يعد إيجابياً.

وأكد المصدر أن الوزارة تعمل بشكل متواصل مع عدة جهات أخرى لضبط حالات الاتجار بالمازوت المدعوم من قبل الوسائط التي تعمل على الـGPS، والتي تستلم المادة بسعر 2000 ليرة للتر الواحد، كما أنها تحاول الحد من هذه الممارسات من خلال فرض غرامات كبيرة جداً على صاحب المركبة الذي يتاجر بهذه المادة.

رئيس اتحاد شركات نقل البضائع صالح كيشور، بيّن في تصريح لـ«الوطن» أنه تم تقديم تكلفة النقل الحقيقية لوزارة التجارة الداخلية لتكون الأسعار الرسمية مطابقة لها، إلا أن السعر الجديد الذي أصدرته الوزارة غير منصف ويساوي 50 بالمئة من التكلفة المقدمة، ولم يلحظ كل التكاليف غير المنظورة التي يتكبدها السائقون على الطرقات كأسعار المازوت بالسوق السوداء، وتكاليف إصلاح الشاحنات، ناهيك عن الضرائب المفروضة على الشاحنات.

ولفت كيشور إلى أنه تمت مناقشة هذه التكاليف مع وزارة المالية ولكن تبيّن أنه لا يمكن إصدار أسعار حقيقية لعدم وجود إيصالات رسمية بما يدفعه السائق.

وأكد كيشور أن صاحب الشاحنة يقوم بنقل البضائع وفقاً للتكاليف الحقيقية، إلا أن ذلك ينعكس بشكل سلبي على المواطن الذي يشتري السلع بأسعار مرتفعة، مؤكداً أن قطاع النقل يعد من أكثر القطاعات المظلومة مهما كانت الأسعار الرسمية المحددة.

من جانبه، اعتبر أمين ســر جمعية حمايــة المســتهلك عبد الرزاق حبزه في تصريح لـ«الوطن» أن هذا القرار سيكون شمّاعة للتجار أمام المستهلكين لرفع الأسعار خلال الفتــرة القادمة، ولكــن لا يمكن التنبؤ بنســبته حالياً لأن ذلك يعود إلى قناعة التجار.

وأوضح أن أسعار النقل وحوامل الطاقة لها تأثير كبير على أسعار السلع وتشكل نحو 25 بالمئة من السعر النهائي للمادة.

وفي السياق، أشار حبزه إلى أن المواطن يعد المعني الوحيد برفع أجور الشحن على اعتبار أنه يتحمل التكلفة النهائية للسلع، معتبراً أن التصريحات التي تدلي بها الجهات المعنية حول جهودها لتوحيد الأسعار ما هي إلا تمهيد لرفع الدعم بشكل خجول وغير معلن، إضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى ارتفاع جديد لسعر مادة المازوت في السوق السوداء، وخاصة في حال عدم توافر المادة التي توزعها الحكومة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن