Site icon صحيفة الوطن

100 ألف طلب مساعدة نفسية داخل الكيان منذ بدء الحرب على غزة … إعلام العدو يتحدث عن أثمان سياسية على إسرائيل دفعها بعد فشلها العسكري

تحدث إعلام العدو الإسرائيلي عن تداعيات العدوان الذي شنه كيان الاحتلال على غزة في مختلف المجالات ولاسيما تداعيات الإخفاق الكبير لأجهزة الاحتلال الأمنية والعسكرية في السابع من تشرين الأول الماضي وأحدثها ما أعلنه رئيس جهاز «الشاباك» السابق، أمس عن نية الرئيس الحالي للجهاز رونين بار الاستقالة من منصبه فور انتهاء الحرب.
وبهذا الصدد، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، عن رئيس جهاز «الشاباك» السابق يعقوب بيري، قوله لإذاعة جيش الاحتلال إن الرئيس الحالي للجهاز رونين بار أبلغه أنه سيستقيل من منصبه بمجرد انتهاء الحرب، وأضاف بيري متحدثاً عن خلفه: «لقد تحدثت معه مباشرة.. سيكون من أوائل الذين سيسلمون المفاتيح», وسبق أن أعلن بار، الذي صدّقت حكومة نفتالي بينيت على تعيينه في 11 تشرين الأول 2021، أنه يتحمل مسؤولية الهجوم على مستوطنات «غلاف غزة»، وفي رسالة كتبها إلى عناصر «الشاباك» بعد أسبوع على بدء عملية «طوفان الأقصى»، قال بار: «رغم سلسلة الأنشطة التي قمنا بها، للأسف في يوم السبت لم ننجح بخلق تحذير كافٍ قادر على إحباط الهجوم.. كمن يقف على رأس المنظمة – المسؤولية عن هذا علي، سيكون هناك وقت للتحقيقات، لكننا الآن نحارب».
ويُنسب إلى بار تبنّيه النظرية الإسرائيلية السائدة قبل السابع من تشرين الأول حول كون حركة حماس «مردوعة ولا تريد الحرب، وتريد فقط أن تحكم وتحصل على منافع اقتصادية»، وينضم رونين، بعد هذا التصريح، إلى رئيس الاستخبارات العسكرية «أمان» أهارون حليفا، الذي أعلن أيضاً أنه سيستقيل في اليوم التالي للحرب.
في الغضون، وبعد مئة يوم من العدوان على غزة، رأى مدير «معهد أبحاث الأمن القومي» في كيان الاحتلال تامير هايمان أن على القيادة الإسرائيلية اتخاذ قرار واحد: إما صفقة تبادل أسرى، وإما صفقة أشمل تتضمن «عملية سلام» مع السلطة الفلسطينية، وتنطلق أيضاً من تبادل للأسرى، واعتبر مدير «معهد أبحاث الأمن القومي» في كيان الاحتلال ورئيس جهاز «أمان» السابق اللواء احتياط هايمان، أنه مع وصول الحرب على غزة إلى يومها المئة، تصل إسرائيل إلى منعطف حاسم، وتقتصر خيارات المستوى السياسي فيها على خيارين.
المعضلة صارت بحسب هايمان سياسية، وبعد مئة يوم حرب من دون القضاء على قيادة حماس أو التعامل مع لواء رفح، على إسرائيل ترك كل ذلك وراءها والذهاب إلى صفقة تبادل – بوساطة قطرية – تؤدّي إلى نهاية الحرب، وثمن هذا الخيار هو أن تكون لحماس فرصة بمواصلة الحكم، أما الخيار الثاني فهو الذهاب إلى صفقة إقليمية بوساطة الولايات المتحدة مع السعودية، وفي هذه الحالة أيضاً، ستنتهي الحرب من خلال صفقة تبادل، ولكن الثمن سيأتي على شكل موافقة إسرائيلية على عملية سياسية (عملية سلام) مع السلطة الفلسطينية.
ولم يستبعد هايمان أن تقوم الحكومة بتأجيل اتخاذ القرار والمضيّ قدماً فقط في العمل العسكري للحرب، وهو قد يكون المسار الأفضل للائتلاف الحالي، ولكنه لا يؤدي إلى أي حالة نهائية مستقرة، ولا يضمن تحقيق كل أهداف الحرب، ورأى هايمان أن على القيادة الإسرائيلية أن تختار واحداً من الخيارَين الأولَين، وكلاهما ينطوي على رؤية سياسية غير شعبية، لكنها تضمن تحقيقاً جزئياً لأهداف الحرب، أو أن تصمّم على إلحاق الهزيمة بحماس عسكرياً، وربما فتح جبهة حرب إضافية في الشمال، لكن من المشكوك فيه أن يحقّق في نهاية المطاف تغييراً جوهرياً في ميزان الأمن القومي، ويختم هايمان بقوله إن تحقيق أهداف الحرب، بحال مواصلتها، سيكون موضع شك، وخاصة تلك التي تتعلق بإعادة الأسرى.
من جهة ثانية، أعلنت جمعية الإسعافات الأولية العقلية الإسرائيلية، أمس الأحد، تلقيها أكثر من 100 ألف طلب للمساعدة النفسية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن الجمعية تلقت ما يزيد على 100 ألف طلب للمساعدة النفسية منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول الماضي.
وأفادت الجمعية الإسرائيلية بأنه لمدة ثلاثة أشهر كاملة، تعرض عشرات الآلاف من الإسرائيليين والعائلات لـ «مأساة شخصية»، مشيرة إلى أن إسرائيل بأكملها تعاني من صدمة «وطنية»، على حد وصفها.
وفى وقت سابق، كشف موقع «واللا» الإسرائيلي إصابة نحو أربعة آلاف من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعاقات جسدية، في خضم عدوانه الدموي على قطاع غزة، ومع استمرار تأثيرات هذه الإصابات، يُواجه الجيش الإسرائيلي تحديات جديدة في تقديم الرعاية اللازمة للجنود المصابين.

Exit mobile version