واشنطن ترغب بدعم عشائر الأنبار من دون تغيير إستراتيجيتها ضد داعش
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية رغبتها في تسريع دعم العشائر في محافظة الأنبار بغرب العراق بعد سقوط مركزها في الرمادي بيد تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة عدم تغيير الإستراتيجية التي تعتمدها منذ أشهر في مواجهة الإرهابيين.
ودفع سقوط المدينة، حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى طلب مساندة قوات الحشد الشعبي، للمشاركة في عملية عسكرية مرتقبة لاستعادة المدينة.
وعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تقوده بلاده تحالفاً دولياً ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لتقييم الوضع في العراق.
وقال المتحدث باسم المجلس أليستر باسكي: «ندرس كيفية تقديم أفضل دعم ممكن للقوات البرية في الأنبار خصوصاً من خلال تسريع تأهيل وتجهيز عشائر محلية ودعم العملية التي يقوم بها العراق من أجل استعادة الرمادي».
وأكد باسكي بعد الاجتماع أن الإستراتيجية التي تعتمدها واشنطن ضد تنظيم داعش منذ الصيف، لن تتبدل.
وقال: «لا توجد أي تغييرات رسمية على الإستراتيجية»، وأن الأمر يتعلق بتصحيح الجدول الزمني أكثر مما هو إعادة نظر في مساعدة العشائر.
وجاء في بيان لمكتب العبادي: «التأكيد على التزام الحكومة العراقية بتطويع وتسليح مقاتلي أبناء العشائر بالتنسيق مع محافظة الأنبار». وكان نحو ألف من أبناء عشائر الأنبار انضموا في الثامن من أيار، إلى قوات الحشد الشعبي.
وقال المحافظ صهيب الراوي في حينه: إن الخطوة تأتي ضمن توجه لدى العبادي، لتطويع نحو ستة آلاف من أبناء عشائر الأنبار ضمن قوات الحشد التي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية.
وغداة سقوط الرمادي، وصل وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان إلى بغداد في زيارة قال مسؤولون عراقيون إنها كانت مقررة مسبقاً.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن دهقان قوله إثر لقائه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري: إن «دعم العراق في مواجهة الأزمات الأمنية يشكل جزءاً من السياسة الثابتة لإيران».
وأضاف: «منذ بدء تهديد داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم)، وقفت الجهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب الحكومة والشعب العراقيين، وستبقى كذلك طالما أن هذا التهديد موجود».
هذا واعتبر معهد دراسة الحرب في واشنطن، المعني بالشؤون العسكرية، أن سقوط الرمادي كان من الممكن تفاديه.
وقال: «الهزيمة كان يمكن تفاديها. لا تنظيم داعش ولا تنظيم القاعدة تمكنا (في السابق) من السيطرة على مدينة مهمة مدافع عنها بشكل فاعل من الولايات المتحدة وقوات محلية». وأضاف: «هذا ما يحدث عندما (تتبع) سياسة من إجراءات منقوصة وقيود ومواقف، في مواجهة عدو ماهر ومصمم في الميدان».
والأنبار، كبرى محافظات العراق، وتتشارك حدوداً طويلة مع الأردن والسعودية، ومع سورية.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية أنه مازال أمام قوات الأمن العراقية طريق طويلة لأن يصبح قوة فعالة، على الرغم من مساعي المدربين الأميركيين الذين تمكنوا من تأهيل قرابة 7 آلاف عسكري حتى الآن، فيما يخضع بين 3 و4 آلاف للتدريبات حالياً.
وتابعت الشبكة: إنه لا توجد في صفوف القوات العراقية إلا عدة وحدات فعالة، معتبرة أن قيادة القوات تعتمد بشكل مفرط على قوات النخبة، مثل «الفرقة الذهبية»، علماً بأن عناصر تلك الفرقة فروا من الرمادي مثل عناصر الوحدات الأخرى.
أما القضية الثانية، فاعتبرت «سي إن إن» أنها مرتبطة بتراجع فعالية الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي.
وأشارت الشبكة إلى تزايد عدد الغارات الأميركية على الرمادي ومحيطها خلال الأيام الماضية، لكنها أعادت إلى الأذهان أن التحالف لم يوجه سوى 35 ضربة جوية إلى مواقع لتنظيم في محيط الرمادي خلال الأسابيع الثلاثة التي سبقت سقوط المدينة.
وتابعت: إن الغارات المستمرة منذ 10 أشهر، أضرت بقدرات التنظيم الإرهابي على نقل التعزيزات والإمدادات عبر أراضي العراق، لكنه اكتسب خلال هذه الفترة خبرات تساعده في التقليل من الخسائر التي يتكبدها جراء الغارات.
وأشارت «سي إن إن» في هذا الخصوص إلى التحصينات تحت الأرضية للتنظيم في الفلوجة ومناطق أخرى.
وذكرت بأن داعش استخدم شبكة من الأنفاق في أثناء معركة تكريت وأنشأ مجمعاً من المخابئ تحت الأرضية جنوب الموصل. كما اكتسب التنظيم خبرات تساعده في الاستفادة من الظروف الجوية مثل الغطاء السحابي والعواصف الرملية واستخدامها كتغطية من الغارات الجوية.
(أ ف ب- روسيا اليوم)