Site icon صحيفة الوطن

ثلاث وفيات بإنفلونزا الخنازير في اللاذقية

| اللاذقية- نهى شيخ سليمان

في مثل هذا الوقت من كل عام تكثر حالات الإصابة بالأنفلونزا، وسابقاً هذا المرض لم يكن يلحظ أدنى اهتمام يذكر من المواطنين باعتباره حالة عرضية تستمر لأيام أو أسبوع، وقد تصل لعشرة أيام ومن ثم تزول أعراضها من دون أن تترك أية آثار، وحتى البعض من عامة الناس كانوا يجدون في تعرضهم للأنفلونزا أو ما يدعى الرشح لمرة واحدة في السنة حالة صحية لتنظيف المجاري التنفسية، لكن في السنوات الأخيرة ومع ظهور أنواع جديدة للأنفلونزا ومنها إنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير التي قد تودي بحياة المصابين بها في بعض الحالات باتت الإنفلونزا بكل أنواعها تشكل رعباً حقيقياً للمواطنين ازداد العام الحالي لوجود عدة حالات إصابة بالأنفلونزا اضطرت أصحابها لدخول المشافي وخرجوا منها مفارقين للحياة لكون العلاج لم ينفع مع حالتهم المتطورة وأشيع عنها بأنها أنفلونزا الخنازير، ما جعل هناك لغطاً في الشارع ما بين عامة الناس، وكذلك على مواقع الانترنت، محملين وزارة الصحة ومديرياتها مسؤولية ذلك لعدم إعلانها وجود الإصابات لتحذير الناس من العدوى أو الإصابة.
وللتأكد من مدى صحة ما يشاع والإصابات الموجودة وإذا ما كانت حالات الوفاة حدثت نتيجة الإصابة بإنفلونزا الخنازير التقت «الوطن» رئيسة شعبة الأمراض الوبائية بدائرة الأمراض السارية الدكتورة سحر جبور التي أفادت موضحة أن الإنفلونزا مرض موسمي منتشر عالمياً يكثر حدوثه في فصلي الشتاء والربيع وله ثلاثة أنواع أنفلونزا موسمية، طيور، وخنازير H1N1، وهذه الإنفلونزا هي الإنفلونزا العادية نفسها إلا أنها متطورة عنها أكثر، وليس بالضرورة أن تؤدي إلى الوفاة بل يمكن علاجها في حال تمت المسارعة لعلاجها منذ البداية، وحسب بنية الجسم، وقد أطلق عليها هذا الاسم لسبب أساسي أن أول انتقال له كان من الخنزير إلى مربي الخنازير، ومن ثم بدأ ينتقل من إنسان إلى آخر، وأصبح مثله مثل الأنفلونزا الموسمية، التي أصيب بها خلال أسبوع واحد ما بين 16 – 10 الشهر الحالي4800 شخص وفق ما هو مسجل في المراكز الصحية، وقد شفيت جميعها ولم يُعلم نوعها لكونه لم يتم إجراء مسحات لتحليلها لأنها كانت تحت السيطرة، بينما دخل شعب العناية الإسعافية بمشافي الدولة 23 مريضاً بإنتان تنفسي حاد وخيم وذلك منذ الثالث من الشهر الحالي ولغاية 19 منه، وبينت د. جبور أنه ومن أصل 23 حدثت 11 حالة وفاة، وقد تم أخذ المسحات الأنفية والبلعومية لهؤلاء المرضى وأرسلت إلى المخبر المرجعي في وزارة الصحة، مشيرة إلى أن النتائج الواردة حتى الآن أظهرت وجود ثلاث عينات إيجابية أي مصابة بأنفلونزا الخنازير وعينتين سلبيتين والباقية لم تصل نتائج تحليلها حتى الآن.
وأكدت د. جبور قائلة: في جميع الأحوال نوع الفيروس لأنفلونزا الخنازير أو الطيور أو الإنفلونزا العادية والخفيفة هو علاج واحد، والعلاج حالياً متوافر من وزارة الصحة في المراكز الصحية للفئات المستهدفة للأطفال دون العامين، والمسنين ممن تجاوزا الستين عاماً، والحوامل، كما وفرت الوزارة اللقاحات للمصابين بأمراض مزمنة والذين يعالجون بالمثبطات المناعية كالكورتيزون وكذلك للكادر الطبي العامل في شعب العناية الإسعافية، ولفتت د. جبور أن اللقاحات تعطي حماية بنسبة 70-80%، أما عن التحاليل المخبرية فهي لا تتم إلا في المخبر المرجعي في الوزارة، وأن الغاية من أخذ المسحات ليست لمصلحة المريض بل لإجراء الدراسة حول المرض والأوبئة في البلد وتسجيل النتائج والإحصائيات، أما المريض بالمسحة أو غيرها فيخضع للعلاج الفوري أياً كان نوع الإنفلونزا وتبقى الوقاية هي الأهم، حيث ينبغي أخذ الاحتياطات الواجب اتخاذها للحماية من عدوى الأمراض التنفسية الحادة، والعلامات التي ينبغي مراجعة الطبيب حين ظهورها مثل: ارتفاع الحرارة عن 38.5 درجة، مع ألم عضلي وبلعومي وسعال جاف، حينها ضرورة مراجعة الطبيب أو المركز الصحي، واتباع المريض للإرشادات الصحية كالابتعاد عن التجمعات، الحد من مخالطة المريض، أو وضع كمامة على الأنف والفم، بالنسبة للمريض، ترك مسافة متر بين المريض والمخالط، ، الامتناع عن المصافحة والعناق والتقبيل، الاعتناء بالنظافة الشخصية ونظافة الأسطح مثل المجالي وقبضات الأبواب والحنفيات والهواتف ما شابه..

Exit mobile version