Site icon صحيفة الوطن

ما بعد التأهل

على إيقاع المعنويات العالية وكثير من الثقة بالنفس، يدخل منتخبنا الأول الدور الثاني من كأس الأمم الآسيوية، إثر تأهل تاريخي ولأول مرة بعد سبع مشاركات، ليلتقي المنتخب الإيراني القوي وأحد المؤهلين للمنافسة على اللقب، في لقاء قوي يوم الأربعاء القادم لا يقبل القسمة على اثنين.

منتخبنا ظهر في الدور الأول بشخصية ذات ملامح واضحة في الميدان، بغض النظر عن مختلف التفاصيل، وقد لعب بواقعية مدروسة حققت الغرض الأساسي منها، فكان التأهل بوابة واسعة لعقد المزيد من الآمال على إنجاز أكبر في الدور الثاني وبمواجهة منتخب يتفوق نظرياً وعلى الورق على منتخبنا بأشواط يعرفها الجهاز الفني بشكل جيد، ومن هنا ندرك جميعاً قوة المواجهة وصعوبتها التي ستفرض، بتقديرنا، حسابات مركبة وأكثر دقة في الميدان، ما يجعل المسؤولية مضاعفة على اللاعبين والجهاز الفني الذي يبدو أيضاً مرتاحاً لخطوة التأهل المطلوبة التي كسرت الجدار القديم الذي وقف حائلاً دون التأهل سابقاً.

بالتأكيد كسب كوبر الرهان بعد نجاحه في رسم معالم شخصية للمنتخب، وخاصة على مستوى الأداء الدفاعي في مواجهتين كبيرتين وهو أمر يتطلب جهداً كبيراً وتركيزاً عالياً ومتواصلاً من اللاعبين. ومن هنا العمل الفني أكثر حذراً ودقة في مواجهة تعتبر شديدة الأهمية لمنتخبنا سواء لجهة الكفة التاريخية، حيث لم نحقق سوى فوز واحد في مواجهة المنتخب الإيراني سابقاً، أو لجهة عبور هذا الدور من بوابة صعبة ستضع منتخبنا على لائحة الحضور بقوة.

ولا بد من الإشارة إلى أهمية التأهل الاستثنائية ذلك أن الصورة التي سبقت البطولة، وخلال قيادة كوبر، لم تكن على ما يرام فقد تعرض منتخبنا لخسارات عديدة، أقساها أمام الياباني، وكان التجريب عنوان المرحلة إلى ما قبل انطلاق البطولة بأيام، ولذلك فقد كان الحذر والخوف والترقب طاغياً على الشارع الكروي الذي كان فرحه كبيراً وهو يشاهد صورة مختلفة ومقنعة توجت بهذا التأهل التاريخي، وبالتالي سيكون من المنطقي أن يتطلع الجميع إلى إنجاز أكبر وحقيقي بكل المقاييس بعد أن حققنا الخطوة الأولى.

حقيقة الأمر اليوم تشير إلى مسألة على جانب كبير من الأهمية وهي مقدرة المواهب الكروية واللاعبين، المحليين والمحترفين، في حال توافرت الظروف المناسبة والعقلية التدريبية القادرة على توظيف الأوراق المتوافرة بالشكل الأفضل وهذا هو رهان الكرة السورية مستقبلاً.

كل التوفيق لمنتخبنا في اختباره الأصعب على أمل أن تكون الفرحة الكروية أكبر وأمتع.

Exit mobile version