Site icon صحيفة الوطن

الأنظار تتجه لتنفيذ اتفاق انسحاب الدواعش من جنوب دمشق.. والدولة جاهزة لترحيلهم … في أكبر عملية منذ بدء المصالحات.. عودة نحو 2500 مواطن إلى حي القدم

عاد أمس آلاف المواطنين إلى منازلهم في حي القدم جنوب دمشق، ضمن إطار المصالحات الوطنية التي تجري في البلاد، في وقت تتجه الأنظار إلى تنفيذ اتفاق ترحيل مسلحي تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية والمنضوين تحت لوائه من منطقة جنوب العاصمة والمتوقع أن يبدأ بين اليوم وغد الجمعة.
وبدأت أمس عملية عودة نحو 2500 مواطن إلى حي القدم بشطريه الغربي والشرقي، في إطار اتفاق المصالحة الموقع بين الجهات المعنية السورية والمجلس المحلي في حي القدم الموقع منذ آب 2014.
وقد تجمع المواطنون منذ صباح الأربعاء أمام محطة القدم للقطارات الواقعة على طريق دمشق عمان القديم، تمهيداً للدخول إلى الحي، لتبدأ بعد ذلك العملية حيث دخل الأغلبية العظمى من المواطنين إلى القسم الغربي من الحي راجلين، وقد تم السماح للعديد من العائلات الدخول بسيارات محملة بأمتعتهم وبعض مستلزماتهم المنزلية بعد عملية تفتيش أجريت لتلك السيارات.
كما تم السماح للعديد من عائلات المسلحين الدخول إلى القسم الشرقي من الحي والذي توجد فيه مجموعات مسلحة أبرزها «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام»، كانت قد وقعت مع الجهات المعنية في الدولة اتفاق مصالحة وطنية.
وعلمت «الوطن»، أنه سيتم إدخال مساعدات غذائية إلى حي القدم والسماح لأهالي الحي الدخول والخروج منه، كما ستتم إقامة نقاط إغاثية.
من جهتها نقلت وكالة «سانا» للأنباء عن موفدها إلى منطقة القدم «بدء دخول عشرات العائلات إلى منازلهم في الحيين الغربي والشرقي في إطار المصالحات الوطنية».
وأشارت الوكالة إلى أن الإجراءات النهائية لعودة نحو 500 عائلة إلى منازلها في الحيين الغربي والشرقي كانت قد تمت في وقت سابق من يوم أمس.
وذكرت «سانا»، أنه «تمت تسوية أوضاع 150 مطلوباً في منطقة القدم بدمشق في إطار المصالحات الوطنية».
وتعتبر عملية إعادة الأهالي إلى حي القدم أكبر عملية عودة تجري في إطار المصالحات الوطنية.
من جهة ثانية، علمت «الوطن» أنه لم يجر حتى ساعة إعداد هذه المادة مساء الأربعاء تنفيذ اتفاق ترحيل مسلحي تنظيم داعش والمنضوين تحت لوائه من مخيم اليرموك ومدينة الحجر الأسود المجاورة لحي القدم من الجهة الشرقية، وذلك بعد أن كانت تقارير تلفزيونية تحدثت ليل الثلاثاء الأربعاء عن بدء سريان اتفاق خروج مسلحي داعش من الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم (القسم الشرقي).
وتفيد المعلومات المتوافرة لـ«الوطن»، أن البدء بتنفيذ الاتفاق يمكن أن يتم في لحظة وأخرى بين يومي الخميس والجمعة.
وفي تصريحات تلفزيونية وصف الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أنور رجا عملية خروج مسلحي داعش من الحجر الأسود ومخيم اليرموك والقدم (القسم الشرقي) بأنها عملية «هروب كبيرة للمسلحين» بعد أن أغلقت الآفاق أمامهم، وأضاف: «ليست مصالحة.. هي تسوية الأمر الواقع».
وأكد رجا، أن الدولة السورية «جاهزة تماماً لترحيل المسلحين لكن مسائل لوجيستية ما زالت تعوق خروجهم»، مشيراً إلى الخلافات بين صفوف المسلحين حول عملية الخروج وتدخل أطراف إقليمية داعمة لها مثل قطر والسعودية.
ولفت الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة إلى أن دخول «مجموعات مسلحة شعبية» من أبناء الحجر الأسود إليه تم بالتنسيق مع الدولة لتسيير الأمور هناك وضمان عدم تسلل مسلحين من جيش الإسلام وتنظيمات أخرى إلى الحجر.
وأوضح رجا أن الوضع بمخيم اليرموك «ليس مرتبطاً بالحجر الأسود»، مشيراً إلى أن هناك مجموعات مسلحة صغيرة مثل القراعين والسراحين وغيرها ستبقى في المخيم.
وتوقع رجا في تصريح لـ«الوطن» الثلاثاء أن تتبع الدولة سياسة «التفكيك من الداخل عبر تسويات هادئة»، للمجموعات المسلحة التي ستبقى في منطقة جنوب دمشق (الحجر الأسود- حي القدم- مخيم اليرموك- حي التضامن) بعد خروج تنظيم داعش والمنضوين تحت لوائه.

Exit mobile version