Site icon صحيفة الوطن

روسيا لا تنوي الانسحاب من منظمة «حظر الكيميائي».. و«ناتو»: لا تشكل تهديداً … موسكو تستدعي سفيرة الكيان الإسرائيلي لإدلائها بـ«تصريحات غير مقبولة»

أعلنت وزارة الخارجية الروسية استدعاء سفيرة الكيان الإسرائيلي الجديدة لدى موسكو سيمون هالبرين بعد إدلائها بتصريحات «غير مقبولة» أساءت فيها لروسيا، على حين حذرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية من أن مصادرة الغرب الأصول الروسية ستؤدي إلى تعقيد الأزمة الأوكرانية، وإلى تداعيات «كارثية» على النظام المالي العالمي، بالتزامن مع تأكيد «ناتو» أن روسيا لا تشكل تهديداً «وشيكاً» لأي من دول الحلف.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، أعلنت الخارجية الروسية استدعاء السفيرة الإسرائيلية الجديدة لدى موسكو بعد «تصريحات لم تحترم فيها روسيا على جهودها لتحرير الرهائن الإسرائيليين» لدى المقاومة الفلسطينية، وقالت: «استدعينا السفيرة الإسرائيلية على خلفية التصريحات غير المقبولة التي صدرت عنها، وتشوه نهج السياسة الخارجية الروسية والحقائق التاريخية» التي تدافع عنها روسيا.
وأشارت الوزارة إلى أن «هذه التصريحات كانت بداية غير موفقة استهلت بها السفيرة الإسرائيلية مهمتها في روسيا، عوضاً عن العمل على تطوير العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح شعبي البلدين»، وأضافت: «ما يثير استياء روسيا أن السفيرة الإسرائيلية تحدثت بدون احترام عن الجهود التي تبذلها روسيا في اتصالاتها الرامية إلى حل قضية الرهائن».
وتابعت: «الطروحات بأن المحرقة كانت إبادة للشعب اليهودي وحده تتعارض مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأملات هالبرين في ضرورة تغيير تقويم الدولة الروسي، تحاذي التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا».
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية مقابلة أجرتها مع هالبرين مؤخراً، قالت فيها إن روسيا «تقلل من أهمية» ما سمته «المحرقة»، وإنه لم يسبق في التاريخ أن عرف العالم مثل هذه الإبادة الجماعية والممنهجة، زاعمة أن اليهود وحدهم من تعرض لذلك.
من جهة ثانية، أكد مندوب روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية فلاديمير تارابرين أن بلاده لا تنوي الانسحاب من المنظمة بل تسعى لجعلها مستقلة عن الطموحات السياسية لحلف شمال الأطلسي، وقال: إن «بقاء روسيا سيفيد منع تحول المنظمة إلى أداة لتعزيز الطموحات السياسية للأوروبيين الأطلسيين»، وذلك وفق ما نقلت وكالة «نوفوستي».
وأضاف: إن بلاده تسعى إلى استعادة المنظمة لصفتها المستقلة القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل بين جميع الدول الأعضاء واتخاذ القرارات بالإجماع، لافتاً إلى أن بقاء روسيا في المنظمة سيخدم تقديم المساعدة الحقيقية لحلفائها على صعيد التنفيذ الكامل لأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ومكافحة الإرهاب الكيميائي ومعالجة غير ذلك من القضايا.
في الغضون، قال سفير المهام الخاصة بوزارة الخارجية الروسية روديون ميروشنيك: إن إسقاط قوات كييف طائرة الأسرى الأوكرانيين الروسية، هدفه قطع كل الاتصالات بين موسكو وكييف، ونسف أي فرصة للتفاوض، وأضاف في حديث متلفز: «هدف إسقاط طائرة «إيل-76» قطع أي اتصالات بين موسكو وكييف اللتين عملتا على الأقل على تبادل الأسرى وجثث القتلى، وقطع أي اتصالات إنسانية تظهر من حين لآخر»، مؤكداً أن «أوكرانيا تتحمل المسؤولية الكاملة» عن إسقاط الطائرة.
وأسقطت القوات الأوكرانية في الرابع والعشرين من كانون الثاني الماضي طائرة نقل عسكرية روسية «إيل-76» فوق مقاطعة بيلغورود جنوب غرب روسيا، وكان على متنها 65 أسيراً أوكرانياً، و6 من أفراد طاقم الطائرة، و3 مرافقين من القوات الروسية.
في الأثناء، حذرت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية من أن مصادرة الغرب للأصول الروسية ستؤدي إلى تعقيد الأزمة الأوكرانية، وإلى تداعيات كارثية على النظام المالي العالمي، وجاء تقرير الصحيفة الصينية بعد أن ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن الغرب يضع خططاً لإصدار «التزامات ديون» للمساعدة في تمويل أوكرانيا وذلك من خلال استخدام أصول روسية لسداد الديون.
وحذرت الصحيفة الصينية من تداعيات «كارثية» للخطوة وقالت في تقريرها: «أولئك الذين لديهم معرفة بالنظام المالي العالمي يدركون أن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى نتائج كارثية، إذ لن تعقد المشكلات بين روسيا وأوكرانيا فحسب بل ستؤدي إلى عواقب وخيمة على النظام المالي الدولي».
وأشار معدو التقرير إلى أن «مصادرة مبلغ كبير من دولة ذات سيادة أمر غير مسبوق، ويمكن أن يكون له عواقب قانونية واقتصادية لا يمكن التنبؤ بها لكل من روسيا والغرب، وأضافوا: «بصرف النظر عن الطريقة التي ستبرر بها الدول الغربية مصادرة الأصول الروسية السيادية، المهم كيف سينظر المستثمرون والدول التي تشتري ديون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى المسألة».
وفي وقت سابق، أصدر قادة الاتحاد الأوروبي تعليماتهم في تشرين الأول الماضي إلى المفوضية الأوروبية بإعداد مقترحات لاستخدام الأصول المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، بينما حذر البنك المركزي الأوروبي من أن استخدام أوروبا للأصول الروسية المجمدة على هذا النحو يمكن أن يشكل مخاطر على سمعة العملة الأوروبية على المدى الطويل، ودعوا بروكسل لـ«النظر إلى ما هو أبعد من هذا الصراع المنفصل» والبحث عن طرق أخرى لتمويل أوكرانيا.
في المقابل، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ إنهم (في الحلف) لا يرون تهديداً عسكرياً «وشيكاً» من روسيا تجاه دولة عضو في «ناتو»، وذلك في تصريح لقناة «أي آر دي» الألمانية، في معرض رده على سؤال حول الادعاءات القائلة إنه «إذا انتصرت روسيا في حرب أوكرانيا، فإنها ستهاجم دولة عضواً في ناتو».
وأوضح ستولتنبرغ: «لا نرى تهديداً عسكرياً وشيكاً تجاه دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي»، وأشار إلى أن «ناتو» قام بتعزيز قوته بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وقال: «بالطبع، السلام لا يأتي من تلقاء نفسه، رغم عدم وجود تهديد وشيك ضد ناتو، فقد قمنا باستثمارات كبيرة في دفاعاتنا».

Exit mobile version