العاصفة مستمرة.. واستنفار اللاذقية مستمر أيضاً … هلال لـ«الوطن»: التركيز على إنقاذ المواطنين.. وإجراءات احترازية من الجهات العامة
| اللاذقية - عبير محمود
تستمر العاصفة المطرية التي تضرب مناطق عدة في محافظة اللاذقية منذ ليلة يوم السبت الماضي، وسط تفاوت للهطلات الغزيرة بين منطقة وأخرى في اليوم الثاني للعاصفة وسجلت أعلاها في بوقا بمعدل 115 ملم، تليها اللاذقية بـ79 ملم.
استنفار خدمي مستمر من جميع القطاعات الخدمية في المحافظة وسط متابعة مباشرة من محافظ اللاذقية عامر هلال، الذي أكد لـ«الوطن» العمل المستمر والمتابعة الميدانية على أرض الواقع وتنسيق الجهود والإمكانات المتوافرة لدى الجهات العامة، لمعالجة أي حالة تطرأ نتيجة الظروف الجوية الاستثنائية.
كما أكد أن فرق الطوارئ من كل المؤسسات الخدمية وضعت بحالة جاهزية واستنفار قبل وصول تأثير المنخفض، مع تعزيزها بآليات وكوادر من بقية الجهات العامة، وتم تركيز الجهود لمساعدة المواطنين المتضررين والاستجابة للحالات الطارئة، وانتشال السيارات العالقة بالمياه حرصاً على المواطنين، وهو ما نجحنا به بعدم وجود إصابات.
وبيّن هلال أن الهطل الغزير للأمطار وبنسب تتجاوز ١٢٠ مم خلال ساعتين أو أقل، كان السبب الأساسي لحدوث هذه الاختناقات والسيول في بعض المناطق المنخفضة وتوجد فيها منحدرات، مشيراً إلى أن عمال الطوارئ استمروا بعملهم على مدار يومين وبذلوا جهوداً كبيرة للمساعدة وتخفيف الأضرار وفتح الطرقات وشفط المياه.
وأشار المحافظ إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية بالتنسيق مع قيادة الشرطة وفرع المرور، وتم نشر دوريات المرور على محاور المدينة لإرشاد المواطنين وتجنيبهم المرور بشوارع تحدث فيها تجمعات للمياه، منوهاً بالمؤازرة التي قدمتها وحدات الجيش من القوى البحرية بمشاركة نحو ٤٥٠ من ضباط وعناصر، والمساعدة بتجميع وتحميل أسطوانات الغاز وإعادتها إلى المستودعات (التي كانت قد جرفتها السيول بمجرى النهر من وحدة التعبئة في سنجوان).
وفي السياق كشفت وزارة النفط أمس أنه نتيجة عمليات الجرد والإحصاء التي قام بها فرع محروقات اللاذقية تبين أن عدد الأسطوانات التي ما زالت مفقودة ٧٤٤ أسطوانة غاز صناعية من أصل ٣٦٢٣٨ أسطوانة جرفها السيل.
من جهته، أكد مدير النظافة عمار القصيري لـ«الوطن»، أن المتابعة آنية على مدار الساعة منذ يومين ولا تزال مستمرة من جميع العمال والآليات وموزعة على مختلف محاور المدينة والتدخل فوري لمعالجة أي اختناقات أو تجمعات مطرية بالتعاون مع كل الجهات المعنية في المحافظة.
وأشار القصيري إلى العمل المتواصل على إزالة انجرافات التربة والأعشاب ومخلفات القمامة عموماً التي تحدث بفعل العاصفة القوية، إضافة لتنظيف وتعزيل الفوهات والمصرفات المطرية بالتعاون مع الصرف الصحي والخدمات والصيانة وجميع الجهات المعنية.
وتركزت جهود الجهات على إنقاذ المواطنين العالقين في سيارتهم التي غمرتها المياه وآخرين ضمن منازلهم التي تسربت إليها المياه، ومنهم منزل في ضاحية الباسل، وفي حي الزقزقانية تم إنقاذ شخصين من مزرعة أبقار في الزقزقانية ارتفع فيها منسوب المياه لأكثر من مترين.
وحول ما حدث في المبقرة، أكد مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا لـ«الوطن»، أن المبقرة بداية غير مرخصة فنياً، وتم تسجيل أضرار نفوق أبقار خلال العاصفة المطرية التي ضربت المدينة صباح اليوم السبت، مبيناً أنه تم إبلاغ المديرية عن وجود أضرار عدد من رؤوس الثروة الحيوانية في منطقة الزقزقانية التابعة لمجال عمل الوحدة الإرشادية في طوق البلد.
وذكر دوبا أنه على الفور توجهّت لجنة فنية ولجنة تحديد الأضرار الزراعية في منطقة اللاذقية ضمن مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي باللاذقية إلى المكان للمعاينة وقد تبيّن بنتيجة الكشف أن النفوقات كانت عند أحد المربين ويدعى سهيل هاشم قرحيلي وتمّت مشاهدة نفوق /8/ رؤوس أبقار (بقرة حلوب ولادة حديثة موسم ثالث – ثلاث مواليد إناث بأعمار متفرقة /3-6/ شهور – أربعة مواليد ذكور بأعمار /2-4/ أشهر) إضافة إلى عشرة طيور دجاج بلدي وحمام بلدي وجراء حراسة عدد /2/.
وأشار مدير الزراعة إلى أنه من خلال معاينة الجثث النافقة ضمن المكان تبيّن ظاهرياً أن النفوق نتيجة الغرق من خلال ارتفاع منسوب المياه في الحظائر حيث تجاوز المنسوب 1.25 م.
فيما يتعلّق بالتعويض المالي للمربي عن الخسائر التي لحقت بقطيع الأبقار لديه، ذكر دوبا أن هذه الحالة غير مشمولة بقرار التعويض عن الأضرار الزراعية المعمول بها ولا تغطى من صندوق التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية التابع لوزارة الزراعة لكون عدد الرؤوس النافقة لا يشكّل أكثر من 20 بالمئة من عدد الرؤوس المسجلة لدى المربي ضمن الجولة الإحصائية، حيث تنص التعليمات الناظمة لعمل الصندوق على أن يكون تسجيل حجم ضرر (نفوقات رؤوس ثروة حيوانية) أكثر من 50 بالمئة من عدد الوحدات المنتجة للمربي الواحد.
وتبقى العاصفة مستمرة وسط تأكيد الجهات المرورية على جميع السائقين ضرورة القيادة بحذر والتأكد من المكابح والحالة الفنية للمركبات بشكل عام.