Site icon صحيفة الوطن

الغلاء ولقمة العيش

| عبير صيموعة

بعيداً عن شكاوى المواطنين والتقارير العامة والمتخصصة التي تحدثت وتتحدث يوميا عن حالات التضخم والغلاء وما رافقها من بؤس ومعاناة على حياة المواطن بسبب الأزمة فالصورة واضحة ولا تحتاج إلى تشخيص كما أن انعكاساتها باتت واقعا ملموساً على حياة المواطن الذي أفقدته الحرب استقراره الاجتماعي والنفسي وضربت مقومات عيشه ومصادر رزقه فبعد أن كانت المجدرة أكلة الفقراء والبطاطا علامة عيش البسطاء باتت حتى هذه الأكلات ترهق جيوب المواطنين بعد أن تجاوز سعر كيلو العدس 450 ل. س والبرغل مثله أما البطاطا فحدث ولا حرج إذ تتصاعد بورصتها مع تصاعد بورصة الدولار.
وأصبح العنوان الأبرز (الارتفاع الجنوني بالأسعار) الأمر الذي جعل من الفاتورة الغذائية للمواطن نارا التهمت كل ما في الجيوب والمدخرات ولم يعد الدخل متناسبا مع قيمة تكاليف المعيشة اليومية.
وهنا لابد من أن نلاحظ حجم الهوة بين الدخل والأسعار وعدم التناسب المطلق بينهما فهل نستغرب ظهور مجتمع جديد في سورية مقسم إلى طبقتين طبقة في الدرك الأسفل من الحياة لا يمكن لها الاستمرار وطبقة أخرى هي طبقة الأزمة المستفيدة أولاً وأخيراً مما يحدث، ورغم صورة الواقع القاتمة نستهجن لماذا ازداد عدد المتسولين في الشوارع ولماذا كثرت السرقات.
ولابد من الضحك عند سماع التصريحات الصادرة عن جمعية حماية المستهلك بأن ما يجري في الأسواق شيئاً لا يحتمل ولا يطاق مرة نحمل الحكومة المسؤولية ومرة التجار وننسى أننا لم نفلح بعد في رسم تصورات للتعاطي أساسية مع أزمة أتت على كل شي، وأخطر شيء أنها أفسدت النفوس وعرتها تماماً.

Exit mobile version