Site icon صحيفة الوطن

تحدث عن «المضي في مكافحة الإرهاب» وتنصل من احتلال أراضي الغير! … فيدان: أنقرة لم تتراجع يوماً عن إجراء محادثات مع دمشق!

اعتبر وزير خارجية الإدارة التركية هاكان فيدان أن بلاده لم «تتراجع يوماً» عن إجراء محادثات مع سورية بشأن تطبيع العلاقات والمشكلات القائمة التي أوجدها احتلال أنقرة لأجزاء من الأراضي السورية، وقال إن بلاده مصممة على «المضي قدماً» في مكافحة الإرهاب!

وقال فيدان خلال برنامج تلفزيوني وفق ما نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية أمس إن تركيا لم تتراجع يوماً عن إجراء مباحثات مع دمشق والحديث معها عن المشكلات القائمة، مضيفاً: «لكن على دمشق أن تعيد النظر، فأولويتنا بشأن الملف السوري هو استمرار اتفاق أستانا» زاعماً أن بلاده حريصة على عدم تجدد الاشتباكات بين من سماها المعارضة في سورية والحكومة، «لأن هذا الأمر قد يشعل فتيل عدم الاستقرار».

ورأى فيدان أن هناك توازناً في سورية حققته تركيا وروسيا وإيران منذ قرابة ست سنوات، مبيناً أن حالة عدم الاشتباك المستمرة تحت هذا التوازن تتيح فرصة لتوصل الأطراف إلى حل سياسي، متطرقاً في الوقت ذاته إلى ورقة اللاجئين السوريين التي تستخدمها عدة أطراف أداة ضغط على الحكومة السورية التي أبدت الاستعداد التام لتسهيل عودة اللاجئين، إذ زعم أن دمشق لم تتخذ ما وصفها بأنها «خطوة صادقة وحقيقية» بخصوص عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك الأمر بالنسبة إلى «التعديلات الدستورية»، وأردف بالقول: «هناك حالة من الجمود بهذا الشأن».

من جهة ثانية، ذكر فيدان خلال حديثه أن «حزب العمال الكردستاني بي كي كي»، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية وترى فيها الولايات المتحدة حليفاً لها، ورغم أنه يصنف نفسه عدواً لتركيا ولوحدة وسيادة أراضيها، فإنه لم يستطع السيطرة على شبر من أراضيها، في المقابل فإنه يحتل مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية، متجاهلاً احتلال قواته أجزاء من الأراضي السورية ودعمه تنظيمات إرهابية لاسيما تنظيم جبهة النصرة إضافة إلى فصائل مسلحة تأتمر بأوامر الإدارة التركية، وهو ما تطالب دمشق بإنهائه.

وزعم فيدان قائلاً: «لسنا دولة بصدد احتلال الأراضي العراقية أو السورية، نحن بلد مضطر إلى تنفيذ عمليات عسكرية للقضاء على مخاوفه الأمنية المشروعة»، وقال إن «بي كي كي» يعمل على التوحيد بين نفوذه في سورية والعراق معاً لتعزيز قوته»، مشدداً على أن أحد أهداف تركيا «هو القضاء بشكل كامل على قدرة التنظيم للتنقل بين البلدين».

ورأى أن ما سماه التنظيم الإرهابي أكثر ما يلحق الضرر بسورية والعراق، مبيناً أنهم أطلعوا السلطات العراقية مراراً على هذه الحقيقة وقطعوا شوطاً معيناً في هذا الخصوص جراء «الاتصالات القائمة على العلاقات والصداقات الشخصية».

تصريحات فيدان بشأن سورية جاءت بعد يوم من تصريحات رئيس إدارته رجب طيب أردوغان الذي ألمح إلى إبقاء قواته المحتلة في سورية عبر القول إن بلاده ستستكمل تأمين كامل حدودها مع العراق حتى الصيف القادم، وتكمل أعمالها في سورية، حسب ما نقل موقع «روسيا اليوم» أمس.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أول من أمس الإثنين خلال مأدبة إفطار مع جنود في العاصمة أنقرة: «سنكمل حتماً ما تبقى من أعمالنا في سورية»، وأضاف: «هدفنا هو أن نورث أبناءنا تركيا خالية من ظل الإرهاب المظلم، وبلداً دربه مضيء»، دون أن يفصح عن ماهية الخطوات التي سيتخذ لإكمال عملياته في سورية.

وبالعودة إلى تصريحات وزير خارجية أنقرة، فقد تطرق خلال حديثه التلفزيوني إلى الأوضاع في شمال العراق إذ تحدث عن «تصميم» أنقرة على المضي قدماً في مكافحة الإرهاب شمال العراق، ودعا قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» إلى الرجوع عن خطئهم المتمثل في التعاون مع تنظيم «بي كي كي».

وقال فيدان: «رغبتنا هي أن يتراجع أصدقاؤنا في السليمانية (في إقليم كردستان العراق) عن خطئهم قبل فوات الأوان، وأن يوطدوا صداقتهم مع تركيا اليوم أيضاً كما فعلوا في الماضي، وأن نتحرك نحو مستقبل مشترك معًا»، ومضى بالقول: «سنبني المستقبل معاً في أربيل والسليمانية وبغداد وكركوك والموصل، ولا مكان للتنظيمات الإرهابية هناك».

وأكد ضرورة نبذ التنظيمات الإرهابية التي انتهت صلاحيتها!، وأضاف: «المدن والثقافات التي تحدثت عنها هي ثقافات عريقة وقد تغلبت على مثل هذه التهديدات من قبل، ونأمل أن تفعل ذلك في المستقبل».

ودعا فيدان قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في العراق إلى التخلي عن التعاون مع تنظيم «بي كي كي» لأنه «ليس في صالحهم ولا في صالح أحد»، مضيفاً: «أهل السليمانية أصدقاء لتركيا ولا يمكن أن يكون لديهم مصلحة مع تنظيم إرهابي».

وأضاف إن العلاقات الوطيدة لقيادة «الاتحاد الوطني الكردستاني» في السليمانية مع تنظيم «بي بي كي» لم تعد تشكل مشكلة فحسب لتركيا، بل تهديداً لأمنها القومي، وأكد فيدان أن «تركيا مصممة على استخدام كل أدواتها السياسية الخارجية المتاحة بشكل منسق من أجل ضمان الاستقرار في منطقتها».

ويوم الخميس الماضي عقدت قمة أمنية تركية عراقية في بغداد وتمخضت عن إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.

Exit mobile version