Site icon صحيفة الوطن

التوجه غرباً.. نتائج وعبر!

ضجّت الآراء خلال الفترة القليلة الماضية وتناقضت، وكثرت التحليلات والتأويلات والاستنتاجات فيما يخصّ منتخبنا الأول بكرة القدم، واتضحت (المصالح) أكثر فأكثر مع الإعلان الصريح عن المواقف باختلاف بعدها أو قربها من العقلانية والمنطق!

سأعتذر ممّن اعتبر فوزنا على ميانمار 7-0 (مبهراً)، وممّن طالب اتحاد كرة القدم بالاستقالة بسبب التعادل 1-1 ذهاباً، فلا هذا أصاب، ولا ذاك كان منطقياً، وأستغرب أكثر من موقف البعض من قصة محمود داهود، وتعاطف البعض معه ضد اتحاد الكرة وضد (المنتخب)!

في هذه العناوين الثلاثة، أعتقد أننا كنّا بحاجة للكثير من رجاحة العقل، والتفكير خارج العاطفة، وخاصة أن مشوار التصفيات مازال في بدايته، وأن هذه المرحلة قادرة على استيعاب الأخطاء، ومن واجبنا جميعاً أن نعرّيها حتى لا تحضر في أدوار الحسم القادمة.

حتى الآن يبدو منتخبنا في الدور التالي من تصفيات كأس العالم 2026 وفي كأس آسيا 2027، ومع أن هذا (التأهل) ليس إنجازاً لكنه ليس خبراً مزعجاً فلماذا منزعجون؟

موضوع كوريا الشمالية، حتى وإن بقيت في التصفيات يفترض ألا يخيفنا كثيراً، ومنتخبنا قادر على تجديد فوزه عليها إياباً، وبشكل مريح أكثر من مباراة الذهاب حسب قناعتي، وبالتالي فإن الحضور في أدوار الحسم شبه مضمون، وعلى هذا الأساس ومنه يجب أن تنطلق آراؤنا، وتتشكل مواقفنا على دعم المنتخب وتحفيزه ومساعدته على النهوض أن كبا، بدل جلده والتشكيك بلاعبيه.

أمامنا عمل كبير على صعيد المنتخب، ولن نجامل من يخطئ، لكن يجب أن نعرف كل شيء قبل أن نغرس حرابنا في ظهر الجهود المبذولة.

في موضوع اللاعب محمود داهود، فرحنا كثيراً، وبشكل فاق الحدّ، عندما أعلن موافقته على تمثيل منتخب سورية، لما نعرفه عنه من قدرات فنية كبيرة، وفرحنا أيضاً يوم التحاقه بمعسكر المنتخب في السعودية قبل إياب ميانمار، لكن ما حصل لاحقاً جعل أغلبنا يقول له (الله معك)، المنتخب هو شغفنا وليس أي لاعب لا يكون المنتخب هو شغفه..

شخصياً، وأتوجه إلى الأعزاء في اتحاد كرة القدم، عليهم أن يعالجوا هذه الحكاية بحكمة، وأن يجلسوا مع اللاعب من جديد، لا من باب (التنازلات) ولكن من حيث اتساع المساحة الزمنية لمناقشته في كلّ شيء، ومحاولة إقناعه بأنه كأي لاعب آخر في المنتخب سيلقى كل الدعم والتكريم مادام يلعب تحت راية سورية.

المنتخب بحاجة لكل الجهود، وفي مقدمتها اللاعب محمود داهود، وأنا مع عودته إلى المنتخب في حزيران القادم، وأن تكتمل الصورة في منتخبنا الأول، هذه الصورة التي امتلكت مفرداتها لكنها بحاجة إلى تنسيق الألوان فيها.

محمود داهود، عمر السومة، محمود المواس.. أي لاعب آخر يؤدي خلال هذه الفترة بشكل جيد يجب أن يحضر في المنتخب الذي لم ولن تُغلق أبوابه، ولا يجوز أن تُغلق في أي حال من الأحوال.

Exit mobile version