Site icon صحيفة الوطن

استهداف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق واستشهاد 7 مستشارين إيرانيين … العدوان الإسرائيلي الأخطر على المنطقة

متفلتاً من جميع الأعراف والمعاهدات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية فيينا عام 1961، نفذ كيان الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جديداً استهدف هذه المرة جزءاً من مبنى السفارة الإيرانية بدمشق والذي يضم القسم القنصلي وبيت السفير حسين أكبري، مخلفاً أضراراً جسيمة في المبنى.

العدوان الذي وقع في وضح النهار وقبيل الإفطار ووسط حالة الازدحام المعروفة التي تشهدها العاصمة في مثل هذا التوقيت، يعتبر التصعيد الأخطر حتى الآن، حيث لم تشهد طوال سنوات الحرب أي اعتداء على الممثليات الدبلوماسية في دمشق، ليكشف العدوان عن رغبة إسرائيلية جامحة لتوسيع الحرب التي لم تتمكن من حسمها في غزة طوال الأشهر الستة الماضية ولم ينجح إلا بارتكاب آلاف المجازر وتنفيذ حرب إبادة لم يعرف العالم مثيلاً لها.

مصدر عسكري كشف في تصريح له تفاصيل العدوان، وقال: إنه جرى في الساعة 00: 17 مساء (أمس)، حيث شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها.

وأضاف المصدر: إن العدوان أدى إلى تدمير البناء بكامله واستشهاد وإصابة كل من بداخله.

وبُعيد التفجير مباشرة زار وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مع وفد من وزارة الخارجية مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق للاطمئنان على سلامة العاملين فيها وأجرى المقداد خلال الزيارة اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عبّر فيه عن إدانة سورية القوية لهذا العدوان الفاشي الذي تعرض له المبنى الدبلوماسي، وعن وقوف سورية إلى جانب إيران إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبّر عن حالة الهستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني جراء إخفاقه الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزة، مؤكداً أن الهمجية الإسرائيلية باتت لا تميز حتى الأعيان المدنية أو الدبلوماسية المحمية بموجب القانون الدولي.

من جانبه عبر عبد اللهيان عن شكره وتقديره للمقداد على مبادرته السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية بدمشق، والتي تمثل رسالة دعم قوية وتؤكد مرّة أخرى وقوف سورية وإيران معاً في وجه الهمجية الإسرائيلية التي تجاوزت كل الحدود.

وفي تصريح للصحفيين من داخل السفارة، أكد المقداد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسورية، معرباً عن إدانته للاعتداء الإسرائيلي الإرهابي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية.

وقال المقداد: «نحن في السفارة الإيرانية لنؤكد مرةً أخرى أن إسرائيل لا يمكنها أن تؤثر على العلاقة التي تربط بين سورية وإيران»، وأوضح أن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق عمل إرهابي شنيع أدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء، مبيناً أن استهداف السفارات في القانون الدولي ممنوع، ونحن ندين بقوة هذا العمل الإجرامي الذي قام به العدو الصهيوني.

من جهته أكد سفير إيران في دمشق حسين أكبري أن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد.

وشدد أكبري على استمرار وقوف إيران إلى جانب الشعوب المقاومة، وعدم خشيتها من جرائم واعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب، مشيراً إلى أن هناك مسؤوليةً على المؤسسات والمنظمات الدولية لوقف الجرائم الصهيونية التي تنتهك القانون الدولي.

وأضاف: «علينا أن ننتظر حتى انتهاء عملية إزالة الأنقاض للحصول على الإحصائيات الدقيقة»، مؤكداً أن «العدو الإسرائيلي سيلقى رداً صارماً على جريمته المخالفة للقوانين الدولية».

في غضون ذلك حضر وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون، ومحافظ دمشق محمد طارق كريشاتي وعدد كبير من مسؤولي المحافظة إلى موقع الاستهداف للإشراف على أعمال رفع الأنقاض وعمليات الإسعاف.

طهران وفي بيان لخارجيتها أكدت أنها تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة، وستتخذ القرار حول طبيعة رد الفعل ومعاقبة المعتدي.

وأدان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني على القنصلية الإيرانية واعتبر العدوان السافر انتهاكاً صارخاً للأنظمة الدولية، وخاصة اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961، وأضاف: «يجب إدانة هذا العمل بأشد العبارات من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المعتدي».

وفي وقت لاحق أمس أعلن الحرس الثوري الإيراني، مقتل عميدين في صفوفه وخمسة من الضباط المرافقين لهما، بالعدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وأكد في بيان له «استشهاد العميد محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حاجي رحيمي، من كبار المستشارين الإيرانيين في سورية»، كما أعلن «استشهاد 5 ضباط برفقة العميدين، وهم: حسين أمان اللهي، السيد مهدي جلالاتي، محسن صدقات، علي آغا بابائي، وسيد علي صالحي روزبهاني».

وأضاف الحرس الثوري: «نعزي قائد الثورة باستشهاد كبار المستشارين العسكريين لإيران الذين كانوا من قدامى مجاهدي الثورة الإسلامية».

وأردف: «العملية الإسرائيلية المجرمة جاءت عقب هزائمها غير القابلة للترميم وصمود سكان غزة وفشل الصهاينة أمام الإرادة الصلبة لمجاهدي جبهة المقاومة في المنطقة».

الخارجية الروسية أدانت في بيان لها بشدة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

بدورها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء العدوان الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك رداً على طلب من الصحفيين التعليق على تصرفات الجيش الإسرائيلي: «بالطبع، نحن قلقون للغاية بشأن هذه التقارير، لكننا سننتظر تلقي المزيد من المعلومات من أجل متابعة التطورات للتعبير عن رأينا إذا اتضح أنها صحيحة».

وأوردت الوكالة خبراً بأن وزارة الخارجية الأميركية لن تعلق على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال مدير المكتب الإعلامي في الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: «لا أستطيع أن أعرف ما حدث قبل ساعة أو ساعتين من مغادرتي، نحن نتحدث مع الشركاء في المنطقة لجمع معلومات إضافية، لكن في الوقت الحالي ليس لدينا تأكيد حول الهدف أو الجهة المسؤولة».

بدورها أدانت الإمارات العربية المتحدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، حسب ما ذكرت وكالة «وام».

كذلك أعربت وزارة الخارجية العمانية عن إدانة سلطنة عُمان واستنكارها للقصف الذي استهدف القنصلية الإيرانية، والذي يعد انتهاكاً لسيادة الجمهورية العربية السورية، ولكل القوانين والحصانات الدبلوماسية الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية.

ونددت باكستان بالعدوان الإسرائيلي معتبرة أن الهجوم على القنصلية الإيرانية يشكل انتهاكاً غير مقبول لسيادة سورية ويقوض استقرارها وأمنها، وأكدت الخارجية الباكستانية ضرورة وقف التصعيد في المنطقة ورفض العدوان وسائر الأعمال التي تهدد الأمن والاستقرار، معربة عن التعازي لذوي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

Exit mobile version