Site icon صحيفة الوطن

عيادات المشافي الخاصة و«المجمعات الطبية» خيارات مفضلة للعمل … الكثير من أطباء حلب يهجرون مركز المدينة إلى أطرافها .. استغناء عدد كبير منهم عن عياداتهم لمصلحة العمل داخل المشافي الخاصة

| حلب- خالد زنكلو

نبذ فريق كبير من أطباء حلب مركز المدينة بعدما شكل قبل سنوات الحرب بيئة حاضنة وداعمة لعملهم، وآثروا الانزياح إلى أحياء أخرى لمزاولة مهنتهم، وخصوصاً الأحياء الواقعة في أطراف المدينة.

وكان لزاماً على المرضى، وخصوصاً القادمين من أرياف حلب، المرور بمركز المدينة، كما في شوارع منطقة خلف الفندق السياحي ومنطقة المنشية القديمة والشوارع الموصلة منها إلى حي العزيزية، للحصول على الخدمات الطبية، سواء في عيادات الأطباء المعروفين أو مخابر التحليل أو عيادات الأشعة.

كما فقد مركز المدينة، وهو الوسط التجاري لحلب، ثقله لجهة الفعاليات التي تفضل ممارسة عملها فيه كمحال الألبسة والأحذية والأدوات الكهربائية وبعض المقاهي ودور السينما، إلا أن الحرب ووقوع بعض الشوارع المهمة بالقرب أو عند خطوط التماس، دفع بأهالي المنطقة للنزول منها نحو مناطق أكثر أمناً، كما انصرف أبناء الريف إلى أحياء غرب حلب لقضاء حاجاتهم، ما تسبب بتراجع الحركة كثيراً في شوارع المنطقة وأفقدها محفزات عودة الفعاليات إليها، ومنهم الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم.

ورأت مصادر طبية، لـ«الوطن»، أنه ما من جدوى لالتزام الأطباء بعياداتهم ضمن دائرة مركز المدينة مع انحياز المرضى لعيادات الأحياء الأخرى القريبة من مناطق سكنهم، ومنها البعيدة عن المركز، كما في صلاح الدين والأعظمية وسيف الدولة وحلب الجديدة والحمدانية والموكامبو وشارع النيل، في الجهة الغربية من المدينة، أو في طرفها مثل السريان الجديدة والأشرفية وطريق الباب وحتى الشعار.

وللحي الأخير شرقي المدينة حكاية فريدة قديمة وجديدة مع الأطباء، إذ تستقطب عياداتهم مرضى الحي والأحياء المحيطة به، ومرضى ريف حلب الشرقي واسع الامتداد بقراه وبلداته الكثيرة. ولذلك، آثر الكثير من الأطباء، من بشريين وأسنان وكذلك الصيدليات، العودة إليه بعد تحرير أحياء شرق المدينة والريف الشرقي من المسلحين نهاية عام 2017.

المصادر الطبية ذكرت أن حي الجميلية، المتاخم لمركز المدينة من الغرب، يعدّ راهناً مع بعض شوارع حي الإسماعيلية المجاور له، أهم منطقة استقطاب للأطباء والمرضى على حد سواء، ولذلك اجتذب أسماء لامعة من الاختصاصيين ممن هجروا الوسط التجاري للمدينة وأحياء أخرى كانت تقع تحت سيطرة المسلحين.

وبينت أن ارتفاع ايجارات الشقق الصالحة لافتتاح عيادات في الأحياء التي تجتذب الأطباء في الوقت الحالي، كالجميلية والفرقان والموكامبو وسيف الدولة، دفع بالأطباء إلى استئجار غرفة فقط ضمن مجمع طبي في تلك الأحياء، بعد رواج وذيوع هذه التجمعات الطبية التي تضم العديد من الاختصاصات، وتوفر خدمات يصعب على الأطباء، خصوصاً حديثي العهد بالمهنة، توفيرها كالتمريض والكهرباء في أوقات الدوام، والتي تبدلت أيضاً إلى فترة واحدة متواصلة تبدأ من منتصف النهار وتستمر حتى المساء، بعدما درجت العادة قبلاً أن يداوم الأطباء في فترتين صباحية ومسائية.

أما التبدل المهم في طبيعة ونمطية عمل الأطباء، وبحسب قول أحد أطباء البولية لـ«الوطن»، فتمثل في استغناء عدد كبير منهم، ولاسيما المعروفين في الوسط الطبي، عن عياداتهم لمصلحة العمل داخل المشافي الخاصة التي خصصت لهؤلاء عيادات في الطوابق الأرضية منها، وخاصة للجراحين منهم، مقابل الحصول على نسبة محددة من المعاينة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة من قيمتها، مع التكفل بتقديم خدمات الماء والكهرباء والتمريض على مدار الساعة وليس فقط في فترات دوام محددة.

وأوضحت طبيبة توليد وأمراض النساء لـ«الوطن» أن دوامها داخل المشفى الخاص القريب من مكان سكنها، أمّن لها بيئة عمل مناسبة لإجراء الولادات في المشفى والتدخل جراحياً عند اللزوم، عدا توفير مصاريف التنقل، سواء بسيارتها الخاصة أو عبر تكسي الأجرة، والتي غدت مكلفة وتستنزف قسماً لا بأس به من دخل الأطباء.

Exit mobile version